أخبار

بدء محاكمة ضابط أميركي رفض التوجه الى العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فورت لويس (الولايات المتحدة): بدأت محكمة عسكرية أميركية محاكمة اللفتنانت في الجيش الاميركي اهرين واتادا اول ضابط في الخدمة الفعلية يرفض التوجه الى العراق واصبح رمزا لدعاة السلام الذين دعوا الى التظاهر لدعمه. وافادت مراسلة ان اللفتنانت اهرين واتادا اصر امام المحكمة في قاعدة فورت لويس (70 كلم جنوب سيتل كبرى مدن ولاية واشنطن، شمال غرب) على الدفع ببراءته في الجلسة التي بدأت عند الساعة 09:00 بالتوقيت المحلي (17:00 تغ).

وتجمع امام القاعدة التي احيطت بتدابير امنية مشددة حوالى مئتي شخص للتعبير عن تضامنهم مع الضابط الاميركي، الى جانب تظاهرات اخرى في نيويورك ولوس انجليس بما في ذلك امام البيت الابيض في واشنطن. وكان اهرين واتادا وهو من مواليد هاواي عام 1978 رفض في حزيران(يونيو) 2006 التوجه الى العراق معبرا بوضوح عن اعتراضه على الخدمة في هذا البلد. وهو ملاحق لرفضه هذا ولتصريحاته التي وصفت بانها "سلوك لا يليق بضابط" اتباعه.

ويفيد محضر الاتهام الضابط انه قال "صدمت عند قراءة كمية الاكاذيب التي استخدمتها ادارة بوش لشن وخوض هذه الحرب واذا كان يمكن للرئيس (بوش) ان يخون ثقتي، فقد حان الوقت بالنسبة لي لمراجعة ما يطلبون مني ان افعله". واللفتنانت اهيرن واتادا الذي يمكن ان يحكم عليه بالسجن اربع سنوات هو اول ضابط في الجيش الاميركي يعصي علنا اوامر بالانتشار في العراق.

وذكرت منظمة العفو الدولية ان ثلاثة جنود اميركيين بدون رتب صدرت عليهم احكام بالسجن بين 12 و15 عاما لرفضهم المشاركة في هذا النزاع. وبينما يصر الجيش على ان الجندي يجب ان يحترم هرم القيادة ولا يمكنه اختيار حربه، يرى اللفتنانت واتادا ان الدستور يسمح له برفض امر غير مشروع.

ففي مقابلة مع الاذاعة الوطنية في نهاية كانون الثاني(يناير) قال واتادا انه طلب في نيسان(ابريل) الماضي الاستقالة من الجيش حتى لا يتوجه الى العراق لكن طلبه رفض. واضاف "حينئذ قررت اخراج القضية الى العلن وان اوضح للناس الاسباب التي يقتل من اجلها الجنود في العراق".

وفي هذه المقابلة قال واتادا ان الجنود لديهم الحق في رفض تنفيذ اوامر غير شرعية بحسب المعاهدات العسكرية المعتمدة. واضاف "في هذه القضية قرر القاضي مسبقا انه لن يسمح بعرض اي دليل او الاستماع لشهود يقولون ان الحرب غير شرعية. قرر ان الامر شرعي وانه عبر توجيه التهم لي بعصيان امر انما يتم اخفاء مسألة شرعية الامر".

واعلن القاضي المكلف القضية ان شرعية الحرب في العراق لن تبحث في هذه المحاكمة معتبرا انها مسألة ليست من صلاحية القضاء. وستتناول المناقشات حصرا الوقائع اي رفضه التوجه الى العراق وتصريحاته التي لا ينفيها الضابط، والعقوبة التي يمكن ان تفرض عليه.

وللتعويض عن هذا النقص، نظمت جمعيات عدة لدعاة السلام في الايام الاخيرة جلسات محاكمة وهمية تحدث فيها شهود رأوا ان بوش كذب بشأن اسباب الحرب ولم يحترم القانون الدولي. وحصل اللفتنانت واتادا الذي كلف مهام ادارية في فورت لويس بانتظار بدء محاكمته، على دعم عدد كبير من الشخصيات، حسبما ورد على موقع لجنة الدعم له على شبكة الانترنت. ولقي موقف واتادا تأييد شخصيات عدة من بينها ديسموند توتو حائز جائزة نوبل للسلام الذي قال "اعبر عن اعجابي بمبادرتكم الشجاعة والاخلاقية. في التقليد المسيحي تصر الاخلاق على الغلبة المطلقة التي يجب ان يعطيها كل واحد منا الى ضميره. انها ضرورة حاسمة".

ورأت الممثلة الناشطة سوزان ساراندون "اذا كان الوطني هو من يحب بلده ويدافع عنها، فاهيرن واتادا هو وطني فعلا لانه يرفض المشاركة في حرب يعاني منها الشعب العراقي ويزيد من خطر معاناة الاميركيين". وقد انتسب اللفتنانت واتادا الى الجيش في 2003 قبل ان يؤدي الخدمة العسكرية في كوريا الجنوبية ويعود الى الولايات المتحدة. وبعد ان علم باوامر التوجه الى العراق، طلب ان يتم نقله الى وحدة اخرى واقترح ارساله الى افغانستان.

واكد النائب الديموقراطي عن ولاية واشنطن مايك هوندا في افتتاحية نشرت في 30 كانون الثاني(يناير) في "سان فرانسيسكو كرونيكل"، ان اهرين واتادا "تطوع للخدمة في الجيش بعد اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) 2001 لحماية عائلته ومواطنيه. وكانت خدمته مثالية واعتبره المسؤولون عنه بين الافضل". واضاف هوندا تعليقا على قرار الجندي عدم التوجه الى العراق ان "واتادا ليس وحيدا. كل استطلاعات الرأي تظهر معارضة متزايدة لدى الرأي العام للطريقة التي يدير فيها الرئيس بوش الحرب في العراق". وتابع ان "هذا الجندي قام بشيء فريد لانه اول ضابط يرفض التوجه الى العراق". واظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة "نيوزويك" في الاونة الاخيرة ان ثلثي الاميركيين (67%) يعتبرون ان قرارات الرئيس الاميركي حول العراق وفي مجالات اخرى تمليها قناعاته الشخصية اكثر من الواقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف