مجلس حقوق الانسان يبدأ مهمة حساسة حول دارفور في السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: ذكر دبلوماسيون في جنيف ان اعضاء بعثة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة حول دارفور بدأوا الاثنين الاعداد لزيارة الى السودان يواجهها تحديان الاول اقناع السلطات باستقلالهم والحصول من الخرطوم على هامش واسع للتحقيق. وكان تم تبني مبدأ هذه المهمة في كانون اول/ديسمبر الماضي بعد مشاورات خلال دورة استثنائية لمجلس حقوق الانسان حول الوضع في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية منذ 2003 .
وقال دبلوماسيون لوكالة فرانس برس ان البعثة التي ستعقد خلال الاسبوع الجاري اجتماعاتها التحضيرية في جلسات مغلقة، ستتوجه السبت من جنيف الى السودان. واختير جودي وليامز حائز نوبل للسلام في 1997 لالتزامه قضية مكافحة الالغام المضادة للافراد لقيادة هذه المجموعة التي ستضم ايضا المقررة الخاصة حول وضع حقوق الانسان في السودان سيما سمار.
واثارت تشكيلة البعثة انتقادات من جانب دبلوماسيين غربيين الذين عبروا عن قلقهم على استقلالها مشيرين الى وجود الممثلين الدائمين لاندونيسيا ماراكيم ويبيسونو والغابون باتريس توندا في مجلس حقوق الانسان، بين اعضائها. كما اثارت انتقادات الخرطوم بسبب وجود ممثلين فيها معروفين بتشددهما في الدفاع عن حقوق الانسان هما جودي وليامز وبرتران رامشاران المفوض الاعلى السابق لحقوق الانسان بالوكالة، حسبما ذكر مصدر دبلوماسي.
وخلال مناقشة في كانون الاول/ديسمبر الماضي، رفضت المجموعة الغربية ان يضم الوفد سفيرا بينما فضل نص قدمته الجزائر باسم المجموعة الافريقية وفدا يضم ممثلين من الدول الاعضاء. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان المهمة ستكون "مهزلة" اذا ضم الوفد ممثلين عن الحكومات. وكان الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان طلب ارسال "فريق من الخبراء المستقلين والمحترمين دوليا".
وهذا الاستياء من كل الاطراف يثير على ما يبدو ارتياح رئيس مجلس حقوق الانسان المكسيكي لويس الفونسو دي البا الذي رأى فيها دليلا على بعثة "متوازنة يتكامل اعضاؤها بشكل جيد جدا، على رأسها جودي وليامز الذي يتمتع بسلطة معنوية لا شك فيها". واوضح دي البا لوكالة فرانس برس "انها ليست مجرد بعثة للتحقيق في الوقائع بل بعثة مكلفة بناء جسور بين كل الاطراف المتورطة في النزاع". واكد ان "هذه البعثة ستحدد التحركات العملية وتقدم مقترحات للمساعدة في التوصل الى حل".
وردا على الذين انتقدوه بسبب ادراج دبلوماسيين في الوفد، قال البا انه "لا يستبعد امكانية تشكيل بعثات تضم سفراء فقط. يجب تحليل كل حالة على حدة". وادت الحرب الاهلية في دارفور الى حوالى مئتي الف قتيل منذ 2003 وتشريد اكثر من مليونين ، حسبما تفيد الامم المتحدة.
وتتهم السلطات السودانية المنظمات الدولية ووسائل الاعلام "بالكذب" و"بتضخيم" الارقام المتعلقة بهذا النزاع الذي تصفه بانه مجرد مواجهات متقطعة بين قبائل.