سبعة قتلى في تحطم مروحية أميركية في العراق

صورة للمروحية الأميركية المحطمة بغداد: لقي سبعة أشخاص مصرعهم الاربعاء في تحطم مروحية اميركية في محافظة الانبار غرب العراق في خامس حادث من نوعه في اقل من ثلاثة اسابيع في الوقت الذي بدأت فيه القوات الاميركية والعراقية تطبيق خطة امن بغداد المنتظرة. وتهدف هذه الخطة الى انهاء اعمال العنف التي تودي بحياة العشرات يوميا منذ حوالي العام عبر حملات دهم لاماكن يشتبه بوجود مطلوبين او اسلحة فيها.

واعلن الجيش الاميركي مساء الأربعاء مقتل سبعة اشخاص في حادث تحطم مروحية اميركية في محافظة الانبار، غرب بغداد. وافاد بيان عسكري ان "مروحية من طراز +سي اتش-46+ تابعة لمشاة البحرية المارينز تحطمت في الانبار صباح اليوم بينما كانت في عملية روتينية". وتستخدم هذه المروحيات عادة في عمليات قتالية. واكد البيان "مقتل جميع من كانوا على متنها من ركاب وافراد الطاقم" مضيفا انه تم فتح تحقيق لمعرفة اسباب سقوط المروحية دون تقديم تفاصيل عن هويات القتلى.

في الاثناء اعلن تنظيم القاعدة في العراق في بيان على الانترنت مسؤوليته عن اسقاط مروحية اميركية من طراز شينوك في منطقة الكرمة غربي بغداد. ومنذ بداية كانون الثاني(يناير) تحطمت ثلاث مروحيات تابعة للجيش الاميركي ومروحية تابعة لشركة امنية اميركية خاصة اصيبت بنيران معادية، في العراق ما ادى الى مقتل 20 اميركيا.

كما اعلن الجيش الاميركي مقتل احد عناصر المارينز اصيب في عملية في الانبار ما يرفع الى 3099 عدد الجنود والموظفين المماثلين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في آذار/مارس 2003، بحسب احصاءات وزارة الدفاع الاميركية.

وعلى الجانب العراقي شهد اليوم عدة اعمال عنف اوقعت مقتل ما لايقل عن 18 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، بحسب مصادر امنية. وسجلت اعمال العنف هذه في الوقت الذي اعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجور جنرال وليام كالدويل ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول موعد البدء بتطبيق الخطة الامنية، ان "الخطة تنفذ بشكل كامل في الوقت الذي اتحدث فيه معكم". وتتضمن الخطة نشر حوالي 85 الف عسكري اميركي وعراقي في شوارع بغداد لفرض الامن. وتهدف الى كبح اعمال العنف المذهبي التي تودي بحياة عشرات العراقيين يوميا. وشدد على ان العملية تحري بقيادة اللواء عبود قنبر موضحا ان "الجيش العراقي ما يزال ينقل المزيد من الجنود الى المدينة".

من جهته، قال الميجور جنرال كينيث هانزكر المسؤول عن تدريب قوات الشرطة "هناك 54 مركزا للشرطة في بغداد حاليا سيتم استخدامها في تنفيذ الخطة" موضحا ان عدد عناصر الشرطة المشاركين في الخطة "يبلغ حوالى 25 الفا". واضاف كالدويل "ان القوات الاميركية ستدخل الاحياء هذه المرة" بعد ان كانت تقوم فقط بدوريات او حملات دهم قبل ان تغادر. وتابع "هناك 10 مراكز امنية مشتركة بدات العمل على ان يكون العدد النهائي ثلاثة اضعاف هذا الرقم".

وكان مصدر اميركي اعلن ان قوة مشتركة قوامها الفي جندي اميركي وبضع مئات من الجنود العراقيين بدات عملية عسكرية في حي الاعظمية السني، مساء الثلاثاء موضحا انها بداية خطة اعادة الامن الى العاصمة. وقال الميجور روبي بارك من لواء سترايكر لوكالة فرانس برس "ان القوة الاميركية والعراقية تقوم بعملية تمشيط في الاعظمية كجزء من الخطة الامنية الجديدة بمشاركة ثلاث كتائب من الفرقتين السادسة والتاسعة من الجيش العراقي والشرطة الوطنية". واضاف ان "القوة اعتقلت ما لايقل عن 20 شخصا في نطاق عملياتها في ناطق الشعب واور والاعظمية".

وافاد مصور فرانس برس المرافق للقوة العسكرية ان العملية تضمنت تفتيش عشرات المنازل في الاعظمية وحولها حيث عثرت على "كميات كبيرة من الاسلحة". وقد انتشرت الثلاثاء قوات تابعة للشرطة وبشكل كثيف قرب مداخل مدينة الصدر، معقل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. كما لوحظ تمركز دبابات وعربات مدرعة تابعة لقوات الجيش في شوارع متفرقة في مناطق اخرى.

وقد اعلن ضابط اميركي رفيع المستوى ان خطة امن بغداد والتحضيرات المرافقة لها "تمضي قدما وهذا كله جزء منها وبالتالي لا يمكن القول انها تبدأ في يوم محدد". واوضح رافضا ذكر اسمه "انها عملية على مراحل وكل مرحلة تساهم في تشكيل الخطة". واضاف "العملية بدات وخطة امن بغداد هي عملية تستغرق وقتا ومدتها لن تكون ثلاثة ايام او ثلاثة اسابيع". وتابع المصدر ان "الخطة الامنية عبارة عن عملية متكاملة تتضمن تحركات للجنود وشؤون لوجستية (...) يجب النظر الى العملية بمجملها بدلا من ان تفكر انها حملة دهم او عملية في احد الاحياء. انها اكبر من هذا بكثير". وتابع "هناك لواء سترايكر ومزيد من الجنود يصلون الى بغداد الى معسكر فيكتوري (قرب المطار) كما هناك الامدادات والمزيد من الجنود العراقيين بحيث ان الفرق في اعدادهم شاسع جدا (مقارنة مع السابق)". واكد الضابط ان "كل هذه العناصر تشكل العملية ومجموعها يجعل منها خطة امن بغداد".

من جهة اخرى اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه تم توقيف اربعة عسكريين عراقيين على علاقة بعملية خطف دبلوماسي ايراني الاحد. ولم ترشح اي معلومات جديدة بشأن مصير الدبلوماسي. وقال زيباري "ان المعتقلين هم ضباط (..) تجري تحقيقات حول انتمائهم والجهة التي أمرتهم القيام بذلك" مؤكدا ان "التقرير المتعلق بهذه المسالة سيكون على طاولة رئيس الوزراء نوري المالكي مساء اليوم".

واتهمت ايران الولايات المتحدة بخطف جلال شارافي (40 عاما) السكرتير الثاني للسفارة الايرانية في بغداد. وقال دبلوماسي ايراني في العراق "لا يمكننا كشف اي شيء لكننا نعمل ونأمل التمكن من الحصول على شيء ايجابي" مشيرا الى "تعاون وثيق" من السلطات العراقية للعثور على الدبلوماسي.

قتلى الجيش الأميركي بالعراق يرتفع إلى 20 خلال أسبوع

وقد أعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل جندي من مشاة البحرية "مارينز" في محافظة الأنبار الثلاثاء لترتفع خسائره البشرية خلال أسبوع إلى 20 قتيلاً. وكعادته لم يكشف البيان العسكري سوى أن الجندي، ينتمي إلى القوة متعددة-الجنسيات- غرب، وأنه توفي متأثراً بجراح أصيب بها جراء عمل عدائي أثناء مهام في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية. ورفع الضحية الأخير عدد قتلى الجيش الأميركي، منذ الغزو عام 2003، إلى 3103 قتيلاً، وحصيلة شهر فبراير/شباط الجاري إلى 20.

ويتزامن الإعلان عن مقتل المارينز مع تأكيد الجيش لسقوط مروحية عسكرية شمال غربي العاصمة بغداد. ولم يكشف الجنرال ويليام كالدويل خلال مؤتمر صحفي عدد من كانوا على متن المروحية.

هذا وتتصاعد الخسائر البشرية للجيش الأميركي في العراق فيما تدرس إدارة الرئيس جورج بوش إرسال 21500 جندي إضافي إلى هناك وسط معارضة الأوساط الرسمية والشعبية. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الثلاثاء إن زيادة عدد القوات الأميركية ليست الفرصة الأخيرة للنجاح في العراق وأنه يدرس الخيارات التالية في حال فشل الخطوة.

ورجّح غيتس أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ البدء في سحب القوات الأميركية من العراق في وقت لاحق من العام، إلا أنه رهن القرار بالأوضاع على أرض الواقع.

وجاء رده على سؤال بشأن توقيت سحب قوات بلاده من هناك "من الصعب وضع أي تكهنات حقيقية، إلا أننا نأمل في بدء سحب قواتنا في أواخر هذا العام." وتابع قائلاً "هذا إذا نجحت خطة تهدئة بغداد.. وإذا ما تقبل العراقيون تحمل مسؤولياتهم وتولي القيادة، وإذا ما عقد العراقيون المصالحة السياسية.."