أخبار

الجميّل بعد لقائه بوش : وضع لبنان خطير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اجتمع مع رايس وشدد على أهمية المحكمة الدولية
الجميّل بعد لقائه بوش : وضع لبنان خطير

الياس يوسف من بيروت : ختم الرئيس الأسبق للجمهورية اللبنانية أمين الجميل زيارته لواشنطن باجتماع مع الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الابيض عصر الجمعة. وصرح الجميل على أثر اللقاء: "أن لبنان على عتبة أزمة خطيرة ويجب اعادة الامور الى طبيعتها فيه، واعادة الاستقرار لا تكون الا بالحوار ووعي أن لبنان هو لجميع ابنائه".

وسئل: ما هو موقف الرئيس بوش من موقف سورية من لبنان ؟ فأجاب :"أن موقف الولايات المتحدة والادارة الأميركية متشدد بالنسبة الى سورية، ولكن ذلك لا يمنع أن الوضع هو بيد السوريين، فإن أرادوا تحسين العلاقة انطلاقا من لبنان، فهناك مجموعة معطيات ومواضيع اتفقنا عليها في مؤتمر الحوار في مجلس النواب يجب أخذها في الاعتبار، إَضافة الى العلاقة الندية بين البلدين ووقف تدفق الأسلحة من سورية الى بلادنا ".

سئل عن التخوف من أن تفجر المحكمة الدولية الوضع في لبنان، فقال: "اننا على عتبة أزمة خطيرة ويجب الا نستسهل الأمور، كل همنا أن نعيد الأمور الى طبيعتها ونعيد الأستقرار. صحيح أن الوضع متفجر ولكن هناك بوادر خير اذا تعاونا وتنازل كل طرف عن شروطه التعجيزية، أما في حال أراد كل طرف فرض ارادته على الأخر فلن تسير الأمور في شكل جيد".

وعما دار بينه وبين الرئيس بوش، قال: " ناقشنا المشاكل الكبيرة في المنطقة، وان لم ندخل في تفاصيل بعض القضايا مثل المبادرة السعودية-الايرانية لحل الأزمة اللبنانية".ولكن الجميل تطرق الى بعض القضايا اللبنانية بالتفصيل في اخر اجتماع له مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، وتحديدا مسألة المحكمة الدولية، وسبل تخطي " العقبات الموضوعة امام العملية الدستورية اللبنانية من قبل رئيس الجمهورية الحالي للبنان أميل لحود" في اشارة الى العراقيل التي توضع امام انعقاد البرلمان اللبناني لابرام الاتفاق مع الامم المتحدة حول المحكمة الدولية.

ومن المقرر أن يناقش الجميل اليوم الجمعة في نيويورك هذه المسألة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، بما في ذلك الخيارات الاخرى المتاحة لتشكيل المحكمة مثل الفصل السابع وغيرها.

وخلال التقاط الصور قبل الاجتماع، قدمت رايس تعازيها للجميل بنجله الوزير بيار الجميل، وقالت انها كانت تتطلع للاجتماع به، وامتنعت عن الاجابة اسئلة الصحافيين. وبعد اجتماع استمر ساعة، تحدث الجميل للصحافين فوصف لقاءه مع رايس بانه ايجابي وشكر الادارة الاميركية على دعمها لمسيرة الوفاق الوطني في لبنان.

ورغم انه وصف الاشتباك العسكري على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية بانه "حادث خطير" ، رأى ان هناك ايجابيات فيه " تمثلت بقدرة الجيش اللبناني على اظهار فاعليته في التصدي وحماية الاراضي اللبنانية، وهذا ما كنا نأمل به منذ زمن".وتابع :"لا سلام ولا استقرار في لبنان الا اذا استقرت منطقة الجنوب".

وعن اعتراض الأمن اللبناني لشحنة اسلحة كانت في طريقها إلى "حزب الله"، قال: "حان الاوان لكي تتوقف لغة السلاح. اسرائيل انسحبت من الجنوب والاراضي اللبنانية تحررت، وبالتالي يجب ان لا يكون هناك اي سلاح خارج يد القوات الشرعية".

والقى الجميل محاضرة بعنوان " لبنان: بداية الاستقرار الاقليمي" في مركز ويلسون الدولي حضرها عدد كبير من المعنيين بالشأن اللبناني من محللين ومسؤولين وديبلوماسيين لبنانيين وعرب، اضافة الى افراد الجالية اللبنانية، ركز فيها على الخصوصية اللبنانية ومركزية لبنان في المنطقة، "لان فهم الوضع اللبناني هو مركزي لفهم الظروف في الشرق الاوسط وما ورائه". ورأى ان مركزية لبنان نابعة من 3 عوامل رئيسية : ثقافية واقتصادية واستراتيجية.

واعتبر ان لبنان مرتبط بشكل وثيق بالمنطقة الثقافية لحوض المتوسط، والمنطقة الثقافية للشرق الاوسط، كما له علاقات ثقافية قوية مع أوروبا.وانتقد طريقة تعامل جيران لبنان الاقوياء معه، في اشارة ضمنية الى ان اسرائيل تعتبره "دولة عازلة تحافظ على حياد مضطرب" وإلى أن سورية تستغله بالوكالة لمواصلة حروب ونزاعات "ليست من صنع لبنان او تخدم مصلحته".

ورأى الجميل انه اذا توصل اللبنانيون، مع الدعم الحتمي للاطراف الخارجية، الى حل للأزمة السياسية في لبنان، فان ذلك يمكن ان يتحول الى نموذجا قويا لحل النزاعات الاقليمية الاخرى. وشدد الجميل على ان التركيبة الاثنية والدينية للبنان والتي تشبه الى حد كبير تركيبة دول اخرى مثل العراق، " تعني ان استمراره كوطن وكدولة مستقرة يتوقف على التعايش بين فئاته المختلفة. ولذلك فان الحوار والتفاهم المشترك والوفاق بين الفئات المختلفة في لبنان، كان ولا يزال وسوف يبقى جوهريا".

وبعد ان تطرق الى دستورية وشرعية الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطيا، قال ان المعارضة التي تحاول اسقاط هذه الحكومة " غير مدفوعة بتطلعات ديموقراطية" لانها تتمتع بكل الحقوق الديموقراطية، كما اشار الى ان الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان في السنتين الماضيتين "طاولت فقط مؤيدي الحكومة، ومن بينهم ابني الحبيب، وزير الصناعة بيار الجميل" وشدد على ان " الهدف الحقيقي لقوى المعارضة، ومؤيديهم الخارجيين، هو منع انشاء محكمة دولية في ظل الامم المتحدة للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وابني الحبيب بيار، وغيرهما".

واضاف: "النقطة التي يجب ان يدركها الاميركيون ان الحكومة اللبنانية هي "حكومة تمثيلية، ولذلك ان استقالة هذه الحكومة الحالية لن يحل الازمة السياسية، بل سيزيدها تفاقما". وشدد على ان "لبنان هو ديموقراطية تتعرض لخطر داخلي وخارجي كبير". واتهم قوى المعارضة بمحاولة القيام "بانقلاب ضد الحكومة اللبنانية الشرعية والمنتخبة. وهذا الانقلاب ليس موجها ضد قائد محدد او حتى ضد مجموعة من الوزراء، بل ان هدفه هو روح لبنان السياسية: نظام الديموقراطية الدستورية".

وخلال حديثه عن الحوار الوطني، قال ان واجب الحكومة يقضي بمعالجة المطالب المشروعة للمعارضة، حتى لو كانت هذه المطالب لا يعبر عنها دائما من خلال الاعراف الديموقراطية، واضاف ان مؤيدي الحكومة يقولون ان الحل هو في "بدء عملية الاصلاح من خلال قيام البرلمان بانتخاب رئيس جديد للجمهورية " واعتبر ان الرئيس الجديد سوف يعيد للمنصب "الكرامة والسلطة" اللتين يجب ان يتمتع بهما، على ان يتبع ذلك قيام الاطراف اللبنانية المختلفة بالعمل معا لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعملية الوفاق.

وشدد الجميل على ان الحكومة والاكثرية البرلمانية لن تقبلا بأي محاولة لتقويض المحكمة الدولية، مشددا على ان هذه المسألة "غير خاضعة للتفاوض". وقال انه مقتنع شخصيا بأن "ما من شخصية سياسية رئيسية في لبنان اليوم ترغب بالعودة الى الحرب الاهلية". ورأى ان الازمة اللبنانية ليست ظاهرة داخلية في جوهرها، مشيرا الى ان "القوى الاجنبية تمارس ضغوطا ضخمة من اجل خدمة مصالحها على حساب المصالح الوطنية اللبنانية" وتابع " وفي هذا السياق لا ينفي حزب الله وحلفاءه استفادتهم من دعم ايران وسورية ونفوذهما".

وعن المعارضة، قال الجميل انه ليس سرا ان أميل لحود " قلق من المحكمة" مشيرا الى التحقيقات مع قائد الحرس الجمهوري السابق العميد مصطفى حمدان، و معتبراً "انه امر مشين ان تجري تحقيقات دولية في جريمة اغتيال في القصر الرئاسي".

وحول حزب الله، قال الجميل انه حزب لبناني وقام بمقاومة ناجحة للاحتلال الاسرائيلي للجنوب وانهاه في سنة الفين، و"ما نريده الان هو ان ينزع سلاحه ويتصرف كحزب لبناني وفقا للدستور والقانون ويحترم تقاليد لبنان السياسية". وتابع " لدينا بعض المشاكل مع حزب الله وانا على اتصال مع قادته لحل العديد من المشاكل التي نواجهها معا".

وتفادى الجميل الاجابة المباشرة عن سؤال طرح عليه حول احتمال ترشيح نفسه للرئاسة مرة اخرى، قائلا " نركز الان على حماية الجمهورية، وهذا اهم شيء. ما يحدث الان هو انقلاب ضد المؤسسات الديموقراطية في لبنان، واخطر شيء هو الوقوع في فراغ . ما اسعى اليه وادافع عنه في اميركا والامم المتحدة واوروبا والعالم العربي، وسوف ازور المملة العربية السعودية لهذه الغاية ، هو شرح قضية لبنان وسيادته لان الجمهورية ذاتها في خطر، وهذا يأتي قبل أي اعتبارات اخرى ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف