التركمان ينتخبون الأحد خليفة لرئيسهم الراحل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عشق اباد: ينتخب التركمان الذين لم يعرفوا الا النظام السلطوي السوفياتي واستبداد رئيسهم الراحل صابر مراد نيازوف، الاحد المقبل رئيسا جديدا لتركمانستان في انتظار بزوغ فجر عهد جديد لا يبدو مؤكدا في هذه البلاد المقطوعة عن العالم منذ عقدين.وسيختار 5،2 مليون ناخب بين ستة مرشحين في سابقة في هذه الدولة التي تقع في وسط آسيا والمعتادة على مرشح وحيد ثم على رئيس مدى الحياة في ظل نيازوف الذي توفي في 21 كانون الاول/ديسمبر 2006.غير ان الانتخاب لا يعني حلول الديمقراطية في هذا البلد بالنظر الى ان فوز الرئيس بالوكالة قربان قولي بردي حمدوف يبدو شبه مؤكد.
والمرشحون الخمسة الاخرون الذين نالوا موافقة المجلس الشعبي وهم نائب وزير النفط والغاز ايشانغولي نورييف ورئيسا بلديتي تركمنباشي (غرب) وابادان (جنوب) ونائب حاكم منطقة دشاووز (شمال) ورئيس اقليم في شمال شرق تركمانستان، يبدون اقرب الى مرشحين لتأكيد فوز حمدوف منهم الى منافسين له.
وقال دبلوماسي غربي كان عمل في تركمانستان "انه امر يتعلق بصورة (البلاد) على الساحة الدولية. وهو (حمدوف) يحتاج الى انتخابات تنافسية شكليا".فحمدوف لم يكن الا نائب رئيس وزراء مجهول من عموم الشعب حتى تعيينه عقب وفاة نيازوف رئيسا بالوكالة لمجلس الامن الجهاز الذي اقوى المسؤولين في البلاد.
وفي ما كان العديد من المراقبين يخشون حدوث صراع محموم على السلطة، مرت العملية الانتقالية دون مشاكل في حين ظلت المعارضة تناوش عن بعد من المنفى.وتملك تركمانستان ذات الطبيعة الصحراوية والتي تداول على احتلالها الفرس والاتراك والروس وتعد خمسة ملايين نسمة، موارد ضخمة من الغاز.ويبدو ان الخليفة المنتظر لتركمان باشا (زعيم كل التركمان) وسنوات حكمه ال 21 يمسك تماما بعنان السلطة.وتؤكد ذلك النداءات العامة التي اطلقها اعيان البلاد مطالبين بترشح حمدوف في كانون الاول/ديسمبر الماضي.ورغم ان الخطاب الرسمي يؤكد على الوفاء لنيازوف فان مؤشرات خجولة عن تغيير ما ظهرت.فقد تمت دعوة منظمة الامن والتعاون في اوروبا للقيام بمهمة انتخابية رمزية في تركمانستان.
وبدأ المرشحون وبينهم حمدوف، يتحدثون عن الاصلاح في مسعى لتلافي تجاوزات نيازوف الذي كان يخفض موازنات الصحة ومعاشات التقاعد لاقامة تماثيل ذهبية له.وبحسب بعض المحللين فانه يتعين على حمدوف القيام باصلاحات خشية التعرض لغضب السكان الذي قد يتفجر بالنظر الى الوضع الاجتماعي والاقتصادي المأساوي والتسلط القائم على "عظمة" رجل واحد.وقال ادوارد بوليتاييف المحلل السياسي في كازاخستان المجاورة "ان خليفة نيازوف لا يمكنه الاحتفاظ بسلطة هذا النظام ويتعين القيام ببعض الاصلاحات الليبرالية".واضاف "ان تبجيل شخصية نيازوف سيتلاشى رويدا رويدا كما حصل مع ستالين الذي دمرت صورته في غضون ثلاث سنوات".ولم يتم تنظيم اي احتفال رسمي في الاول من شباط/فبراير لمناسبة اربعينية نيازوف.
وفي الخلاصة يبدو انه هناك رغبة في انفتاح دون جلبة.وقال المحلل الكازاخستاني دوسيم ساتباييف "ان المعارضة ابقيت بمنأى عن الاقتراع وهي محكوم عليها بمتابعة ابداء انتقاداتها من الخارج".واعتبر البعض ومنهم المؤرخ ارتيوم اولونيان من الاكاديمية الروسية للعلوم ان "المجتمع التركماني يأمل في حدوث تغييرات غير انه غير مستعد لها بعد" حيث ان اغلب المواطنين لم يعرفوا شيئا آخر عدا دعاية نيازوف.