مظاهرة في بلغاريا تضامنا مع الممرضات بليبيا

صوفيا: تظاهر اكثر من 20 الف بلغاري اليوم الجمعة في صوفيا احتجاجا على سجن خمس ممرضات بلغاريات منذ اكثر من ثماني سنوات والحكم عليهم بالاعدام بعد ادانتهن بتهمة حقن نحو 400 طفل ليبي بفيروس الايدز في احد المستشفيات الليبية. وفي رسالة مسجلة دعت المغنية الفرنسية من اصل بلغاري سيلفي فارتان من لوس انجليس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى "الافراج عن مواطناتنا البريئات والطبيب الفلسطيني الذين حكم عليهم بالاعدام".

وقالت باللغة البلغارية متوجهة الى المتظاهرين الذين تجمعوا امام كاتدرائية الكسندر نيفسكي الارثوذكسية "لنرفع صوتنا عاليا ضد الظلم". وبدأ يوم التضامن ظهرا مع اطلاق القطارات وسيارات الاسعاف العنان لصفاراتها. وقرع طلاب الطبول امام سفارة ليبيا في صوفيا "لايقاذ ضمير القضاة الليبيين الذين اصدروا حكم الاعدام في حق ابرياء". وقالت المغنية "يا قذافي.. اسمعني واسمع ملايين الأصوات حول العالم.. أطلق سراح البلغاريات البريئات والطبيب."

وشاركت شخصيات بلغارية شهيرة في حفل موسيقي مجاني ضمن حملة إعلامية على مستوى البلاد تضمنت لوحات اعلانية واعلانات تلفزيونية وشرائط يرتديها الناس عليها شعار يقول "لستم وحدكم." وقال رئيس الوزراء سيرجي ستانيشيف عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن "توجد مأساتان.. مأساة الاطفال المصابين ومأساة الممرضات. نحن متعاطفون مع كل منهما."

ووضع المتظاهرون امام السفارة 426 وردة حمراء موجهة رمزيا الى الاطفال المصابين بالايدز في اطار هذه القضية. وحملت كل وردة رسالة بالعربية "ايها الاطفال الاعزاء اننا نتعاطف مع معاناتكم لكن الممرضات البلغاريات بريئات". وقال طالب في جامعة صوفيا ارتدى قميصا قطنيا حمل شعار "الحرية للممرضات البلغاريات في ليبيا"، ان الممرضات "رهائن فرضية عبثية".

في التاسع من شباط/فبراير 1999 اوقفت الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني اثر اصابة مئات الاطفال بفيروس الايدز في مستشفى بنغازي للاطفال (شمال ليبيا). وبعد حكم اول بالاعدام في العام 2004، اعيدت محاكمتهم وصدر حكم جديد بالاعدام في حقهم في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي. ويدفع المتهمون ببراءتهم وهم مدعومون بشهادات خبراء دوليين من بينهم احد مكتشفي فيروس الايدز لوك مونتانييه الذي اعتبر ان اصابة الاطفال بالفيروس عائدة الى انعدام الظروف الصحية في المستشفى.

وتوقف الجهاز الطبي البلغاري عن العمل اليوم الجمعة للتظاهر في الشوارع. واقيمت صلوات للافراج عن الممرضات منذ مساء الخميس في مسجدين وفي الكنائس المسيحية. ورفعت طائرات ثلاث شركات طيران بلغارية شعار "لستن وحيدات" وهو شعار علقه وزراء ونواب وصحافيون ومتظاهرون ايضا.

وطالب البرلمان اليوم الجمعة "بتسريع الاجراءات القضائية الى حدها الاقصى في ليبيا" وان تؤخذ في الاعتبار "الادلة التي لا تدحض حول براءة الممرضات البلغاريات (..) بغية الافراج عنهن فورا". واثار رئيس الوزراء سيرغي ستانيشيف المشكلة مع نظيره البريطاني توني بلير في لندن. وقال في رسالة بثت في صوفيا "نبذل كل ما في وسعنا لكي يعدن باسرع وقت ممكن. انها قضية وطنية". وقال "لم تعد مشكلة بين بلغاريا وليبيا بل مشكلة تهم الاتحاد الاوروبي برمته" الذي اصبحت صوفيا عضوا فيه منذ الاول من كانون الثاني/يناير.

وقالت ليبيا انها قد تطلق سراح الممرضات اذا دفعت بلغاريا دية لاهالي الضحايا. ورفضت صوفيا هذا الخيار لكنها تحاول ترتيب انشاء صندوق للمساعدة الانسانية من خلال منظمات غير حكومية يمكن ان يوفر مخرجا للطرفين. ومن المقرر ان يقدم محامو الممرضات استئنافا ضد احكام الاعدام الاسبوع القادم.