شيراك يودع افريقيا خلال قمة كان الاسبوع المقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شيراك حكما في الجولة الأولى بين ساركوزي باريس: سيودع الرئيس الفرنسي جاك شيراك افريقيا في قمة تعقد في كان (جنوب شرق) من الاربعاء الى الجمعة بمشاركة اكثر من ثلاثين مسؤولا من القارة السوداء التي تشهد نزاعات وحالة من الفقر وتثير ثرواتها الطبيعية الكبيرة اطماع دول عدة. وستكون القمة الفرنسية الافريقية الرابعة والعشرين الاخيرة في ولاية شيراك الرئاسية التي استمرت 12 سنة اقام خلالها بفضل زياراته العديدة علاقات وثيقة واحيانا مثيرة للجدل مع عدد كبير من نظرائه الافارقة.
وستشارك المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تتولى بلادها الرئاستين الدوريتين للاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني، في افتتاح اعمال القمة التي تعقد كل سنتين بالتناوب بين فرنسا وافريقيا. وبحسب دبلوماسي فرنسي يتوقع ان يشارك ما بين ثلاثين واربعين رئيس دولة وحكومة في القمة التي تعقد في كان بينهم الحلفاء التقليديون لفرنسا مثل رؤساء الغابون عمر بونغو اونديمبا عميد الرؤساء الافارقة، والكاميرون بول بيا وتشاد ادريس ديبي اتنو والكونغو دنيس ساسو نغيسو.
ولم تكن مشاركة رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي اكيدة والذي تعد بلاده اول قوة اقتصادية في القارة الافريقية. اما رئيس ساحل العاج الذي يقيم علاقات متوترة جدا مع الرئيس الفرنسي، فسيقاطع مجددا هذه القمة التي لم يعد يشارك فيها منذ 2002.
واعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد انه "سيفتقد كثيرا صديقه" جاك شيراك (74 عاما) الذي لن يرشح نفسه على الارجح في ايار/مايو لولاية رئاسية ثالثة. وقالت وزيرة التعاون الفرنسية بريجيت جيراردان في كوتونو ان "ثمة اجواء من القلق" في افريقيا مع مغادرة الرئيس شيراك قريبا قصر الاليزيه. واضافت "لن نتخلى عن افريقيا".
وفي كان، سيطرح الرئيس الفرنسي نفسه مجددا كافضل مدافع عن هذه القارة حيث يعيش 300 مليون شخص باقل من دولار في اليوم والتي يسجل فيها اكبر عدد من الاصابات بمرض الايدز. وتأتي هذه القمة التي تعقد بعنوان "افريقيا والتوازن في العالم" في الوقت المناسب مع اطلاق الصين حملة دبلوماسية واقتصادية واسعة في القارة الافريقية.
وتمثل افريقيا البعيدة عن العولمة، اقل من اثنين بالمئة من المبادلات التجارية العالمية لكنها تملك ثروات طبيعية هائلة تثير اطماع دول عدة. والصين التي تطمح الى مضاعفة حجم مبادلاتها التجارية مع القارة الافريقية لتصل الى مئة مليار دولار سنويا بحلول العام 2010، حاضرة بقوة في جميع القطاعات (النفط والسكن والطرقات والاتصالات...) بما في ذلك في السنغال والغابون.
والدليل على هذا النشاط تنظيم الصين في تشرين الثاني/نوفمبر قمة صينية افريقية شاركت فيها 48 دولة افريقية و41 رئيس دولة او حكومة افريقية.
وباستثناء "المنافسة الاقتصادية"، لا تريد فرنسا ان ترى في الاهتمام الصيني بالقارة الافريقية اي تهديد لنفوذها السياسي وتتظاهر بانها مسرورة لمبادرة بكين. وباتت فرنسا التي لم تعد قادرة على التحرك بمفردها في افريقيا، تدعو الى مقاربة متعددة الاطراف لتسوية النزاعات في هذه القارة او تطبيق المشاريع التنموية او مكافحة الهجرة السرية. الا ان هذا الامر لم يحل دون تقديمها دعما عسكريا مباشرا لتشاد وافريقيا الوسطى لمواجهة حركات التمرد في هذين البلدين.
ويتوقع ان يدرج النزاع في دارفور (غرب السودان) على جدول اعمال القمة شأنه شأن اعمال العنف في غينيا حيث تطالب المعارضة برحيل الرئيس لانسانا كونتي الذي وصل الى سدة الحكم قبل 23 سنة.