مصادر إسرائيلية: العداوة بين فتح وحماس لم تنته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: أعربت أوساط سياسية إسرائيلية عن اعتقادها بأن اتفاق مكة لن يصمد طويلاً، متوقعة تجدد المواجهات العنيفة بين حماس وفتح قريباً، لأن العداوة بين هذين الفصيلين لم تنتهِ. وقالت المصادر أن "إسرائيل في نهاية المطاف سوف تخرج بطاقة حمراء لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية من حركتي فتح وحماس، على أساس كتاب التعيين الذي تم برعاية السعودية".
وفي المقابل، فأنهم في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لم يقرروا بعد اتخاذ قرارٍ حول إلغاء القمة الثلاثية المرتقبة بين أولمرت وعباس ورايس، التي من المقرر أن تتم في القدس بعد ثمانية أيام. وأجروا مسؤولون إسرائيليون نهاية الأسبوع اتصالاتٍ حثيثةٍ مع جهاتٍ في الاتحاد الأوروبي ومع الإدارة الأمريكية؛ لبحث موضوع اتفاق مكة، والتأكيد على وجوب مواصلة فرض العقوبات على الحكومة الفلسطينية، وعدم تقديم تسهيلاتٍ للفلسطينيين.
من جهة أخرى أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق سيلفن شلوم -من حزب الليكود- عن قناعته بأنه "ليست هناك جهة فلسطينية يمكن التحدث معها، كما لا يوجد هناك ما يمكن التحدث عنه". وأضاف:" أعتقد أن هذا اللقاء سابق لأوانه، كما من شأنه أن يؤدي إلى تفجر في الأوضاع، وليس هناك سبب لعقده الآن على هذا المستوى الرفيع مع رايس، في الوقت الذي لا نرى فيه اتفاق التسوية ناضجاً وجاهزاً، كما أن التنازل عن المرحلة الأولى الخاصة بقطع دابر "الإرهاب" بمثابة تنازلٍ عن إنجازٍ كبيرٍ جداً حققته حكومة شارون خلال الولاية السابقة".
وقال أحد المسؤولين بشكلٍ ساخر: "ينبغي على الأشخاص الثلاثة (يقصد أولمرت ورايس وعباس) الالتقاء؛ وذلك من أجل التنافس فيما بينهم حول العدد الأكبر من المشاكل التي يعاني منها كل واحد منهم".
هذا وعقب النائب الليكودي وزعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقول: "كلي أمل في أن تكون الحكومة في غاية الحذر، كي لا تسقط في الفخ، وتعترف بحكومة الوحدة الوطنية، التي هي في حقيقة الواقع "حكومة حماس".. إنها حكومة حماس فعلاً، التي لا تعترف بإسرائيل، ينبغي علينا العمل على استبدال "حكومة حماس" قبل أي إجراء، ومن الأمور التي يجب اللجوء إليها على هذا الصعيد هو التحرك لمنع حصول حماس على الشرعية الدولية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز تواجد حماس، ونحن نعلم أن حركة حماس ليس بإمكانها الصمود طيلة الوقت، عدا عن أنها بحاجةٍ إلى هذه الشرعية من أجل الحصول على الأموال التي تحتاجها".
وتابع نتنياهو: "من جهة أخرى فإن حماس أو أي نظامٍ فلسطيني آخر لا يمكنه الإبقاء على البيروقراطية أو الهدر الذي نشأ جراء اتفاق أوسلو دون الأموال الدولية. ورداً على سؤالٍ بشأن غضب الولايات المتحدة من عباس جراء عدم معارضته تشكيل حكومةٍ فلسطينية لا تعترف بإسرائيل، والحملة التي تشنها أوروبا أيضاً على اتفاق مكة كونه لا يفي بشروط الرباعية الدولية، وحتى موقف حزب العمل الذي يتحدث بنبرةٍ ما حيال الاتفاق".
قال نتنياهو: "أنا سعيدٌ لهذه المعارضة، وكلي أملٌ بأن يكون الموقف الرسمي هو الموقف الفعلي؛ حتى يتسنى للحكومة سدّ هذه التصدعات، ومن المعروف أنه لن يصدر أي شيءٍ جيدٍ عن حركة حماس، فحكومة الوحدة الوطنية تعود بالنفع على حماس، أما نحن فلا جدوى لنا منها أبداً. من جهة أخرى فإن ما أراه هو أن حماس لم تذهب باتجاه محمود عباس، وإنما الذي حصل هو العكس، أي أن عباس تحرّك باتجاه حماس، مما يعني أنه قبِل بحكومةٍ موقفها الرسمي عدم الاعتراف بإسرائيل، ولا تحارب "الإرهاب"، كما أنه يقوم بعملٍ سيء من خلال منحه الشرعية لحماس، وإذا منحنا نحن حماس الشرعية فسيكون الوضع أسوأ".
ورداً على سؤال حول إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية كردٍّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية كما اقترح ذلك الوزير أفيغدور ليبرمان، أجاب نتنياهو: أعتقد أن هذه الحكومة تنطوي على كثيرٍ من العيوب، وإن مهمتنا هي العمل على تغيير النظام في إسرائيل، وكل مواطني إسرائيل يعلمون أن هذه الحكومة قد فشلت فشلاً ذريعاً سواء خلال الحرب الأخيرة أو فيما يليها، ووظيفتنا هي تغيير الحكومة.
ورداً على سؤال بشأن قرار رئيس الوزراء القيام بأعمال "الترميم" في منطقة باب المغاربة خلال هذه المرحلة، وما إذا كان يؤيد هذا القرار قال نتنياهو: أولاً كل ما يقال حول العمل على زعزعة قواعد المسجد الأقصى هو مجرد ذرائع ولا أساس لها من الصحة، ثانياً: إذا كان هناك قرارٌ بشأن البدء في أعمال "ترميم" في باب المغاربة، فإنه ينبغي مواصلة العمل وإنهاء هذه الأعمال، وعدم الرضوخ للابتزاز.
وأضاف نتنياهو: "وبودي الإشارة هنا إلى أنه خلال أحداث النفق عام 1996، عندما كنت رئيساً للحكومة كانت الأحداث دموية واستمرت بضعة أيام؛ لأنني أوضحت لعرفات في حينه الذي كان مسيطراً على الفصائل كافة أننا نعمل من أجل إسقاط نظام حكمه، وقد انتهى الأمر سريعاً، وانخفضت نسبة "العنف" بعد ذلك لمدة عامين ونصف تقريباً. ومن هنا أقول: إن هناك مسائل ينبغي علينا إبداء الحزم وعدم الرضوخ والصمود فيها، وقلت في حينه وأقول دوماً: إن السيطرة الإسرائيلية على منطقة الحرم هي بمثابة مفتاحٍ هامٍ وأساسي حيال مستقبل دولة إسرائيل؛ لأنه في حال عدم وجود سيادة إسرائيلية على هذه المنطقة - مع أن هذا المكان ليس موضع خلاف لأنه يقع بالقرب من الحرم وليس ضمن الحرم- فإن من الصعب المحافظة على السيادة في أي مكان".