أخبار

اسرائيل تترقب فيما يبحث العرب الخيار النووي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رد حيادي لأولمرت على اتفاق حكومة الوحدة الفلسطينية

القدس: بعد عشرات السنين من التفكير والقلق بشأن ما اذا كان العالم العربي سيحاول اللحاق بقدرات اسرائيل النووية فان الدولة اليهودية ربما تواجه سباق التسلح الذي كانت تخشاه.. والسبب في ذلك عدوها اللدود ايران. أعلن عدد كبير من الدول العربية من المحيط للخليج في الآونة الأخيرة عن الرغبة في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية. ويقول المحللون انها ربما تحاول أيضا الرد على سعي ايران المحتمل لامتلاك قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.

ويقول خبراء ان رد فعل اسرائيل يمكن أن يأتي بصور مختلفة ازاء الشكوك التي تكتنف الانتشار النووي في المنطقة. ويرى البعض ان الدولة اليهودية قد تعلن عن ترسانتها المزعومة في محاولة للابقاء على التفوق الاستراتيجي. بينما يشير آخرون الى ان هذا قد يمثل فرصة لتذليل العقبات أمام صناعة الاسلحة وربما حتى الى ايجاد شرق اوسط خال من الاسلحة.

وقال افنر كوهين مؤلف دراسة (اسرائيل والقنبلة) "ما نشهده من احتمال امتلاك ايران ودول عربية قنبلة سرية يمثل تغيرا كبيرا. ومن وجهة نظر اسرائيل فانه يثير تساؤلات خطيرة للغاية." وفي الوقت الراهن يبدو أن اسرائيل ليست في عجلة للتخلي عن سياسة السرية النووية التي حققت لها منافع كثيرة والتي تقول انها سمحت لها بردع أعدائها وفي الوقت ذاته تجنبت أنواع الاستفزاز العلني الذي كان من الممكن أن يستدرجها الى سباق تسلح نووي.

وبالرغم من أن اثنتين من الدول العربية الراغبة في الحصول على الطاقة النووية في الوقت الحالي وهما مصر والاردن أبرمتا معاهدتي سلام مع اسرائيل كما أن باقي الدول من غير المرجح أن تلجأ للحرب فان هذا لا يرقى الى حد تحقيق الهدوء في المنطقة والذي يقول المسؤولون الاسرائيليون انه لابد أن يسبق أي مراجعة استراتيجية.

وأقر شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ومهندس الاستراتيجية النووية الاسرائيلية بأن بعض الدول العربية مثل الاردن يمكنها أن تستفيد من الطاقة النووية كبديل للنفط لكنه قال ان عراقيل كبيرة ستقابلها فيما يتعلق بالتمويل وعمليات التفتيش الدولي الملزمة. وصرح بيريس لرويترز في مقابلة بأنه "اذا كانت دول عربية ترغب في تطوير وقود نووي للاغراض السلمية فعليها أن تفعل ذلك في اطار القانون الدولي. انه ليس شيئا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها. انه لا يمثل مشكلة."

ووصف العرب بأنهم يمثلون خطرا على اسرائيل أقل من ايران التي تقول ان برنامجها النووي سلمي تماما ولكن رئيسها محمود أحمدي نجاد أثار مخاوف من احتمال قيام حرب عندما حث على "محو اسرائيل من على الخريطة" وأنكر حدوث محرقة اليهود. وأردف بيريس قائلا "العقلاء لا يشجعون فكرة حرب نووية" مضيفا أن على اسرائيل أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع الدول العربية التي وصفها بالمعتدلة والقوى الغربية في مواجهة ايران.

ومضى يقول "كما أن على اسرائيل الحفاظ على ضبط النفس" في اشارة فيما يبدو الى سياسة "الغموض" التي كان هو من وضعها. وتقول اسرائيل التي دمرت مفاعلا نوويا عراقيا في غارة جوية عام 1981 انها لن تتقبل ايران المسلحة نوويا. لكن زعماء اسرائيليين أوضحوا أنه في الوقت الراهن تعتمد الدولة اليهودية على الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية والدول الغربية للتوصل الى حل دبلوماسي.

ويقول محللون مستقلون ان اسرائيل ستتعرض في نهاية الامر لضغوط لقبول الكشف بقدر أكبر عن قدراتها النووية للحيلولة دون لجوء أي دولة عربية ربما تملك قدرات نووية في المستقبل الى مشاريع سرية لصنع القنابل. وقال مارك فيتزباتريك الخبير في الحد من التسلح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "اذا وسعت مصر ودول أخرى بالفعل من بنيتها الاساسية النووية فان السؤال الذي سيطرح نفسه هو ما اذا كانت هناك أمور تستطيع اسرائيل القيام بها لمساعدتها (هذه الدول) في اتخاذ قرار بالتخلي عن التخصيب والمعالجة (لليورانيوم)."

ومضى فيتزباتريك يقول "اعتقد انه لا بد أن يكون شيئا في مجال الحد من التسلح." وأشار فيتزباتريك الى انه اذا قررت اسرائيل ان لديها ما يكفي من احتياطيات البلوتونيوم الصالح للاستخدام في القنابل واغلقت مفاعلها النووي الرئيسي فان هذا سيمثل ورقة مساومة قوية للتفاوض.

لكنه قال ان مثل هذه الخطوات المحدودة قد لا تكون مقبولة للعالم العربي الذي رأى طويلا ازدواجية في المعايير في قبول الغرب الضمني لرفض اسرائيل الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي والاعتراف بالمفتشين الاجانب على الانشطة النووية. واتفق مع ذلك جاري سامور وهو خبير في حظر الانتشار النووي بنيويورك.

قال سامور "ما من شك انه في حالة حصول ايران على أسلحة نووية فان الدول العربية بقيادة مصر سترى أن الحل هو وجود اتفاقية اقليمية للحد من التسلح الامر الذي سيتطلب من اسرائيل التخلي عن أسلحتها النووية." ورحب المؤلف كوهين بمثل هذا الاقتراح لكنه قال ان هذا لن يجدي الا في سياق أوسع لمحادثات سلام اقليمية. وأضاف "في نهاية المطاف سيكون عدم امتلاك الجميع أسلحة نووية بما في ذلك اسرائيل أفضل من أن يمتلكها الجميع."

ولكن سامور وكوهين أشارا الى أنه مع اصرار ايران وبعض الدول العربية على عدم الاعتراف باسرائيل فان الجهود الدبلوماسية والثقة المتبادلة وهما عنصران لازمان لاتفاقية أسلحة كبرى سيكونان شبه مستحيلين. وذكر سامور أن على اسرائيل البقاء في نفس المسار على أمل وقف الخطط النووية الايرانية في الوقت المناسب لمنع قيام سباق للتسلح.

وقال سامور "من المهم ان تواصل اسرائيل الابقاء على سياسة الغموض. اذا أعلنت اسرائيل صراحة عن قدراتها النووية أو كشفت عنها فأعتقد أن هذا سيزيد بصورة كبيرة من الضغوط على العرب (للدخول في سباق تسلح)." وقال مسؤول دفاعي اسرائيلي رفيع تحدث الى رويترز بشرط عدم نشر اسمه انه اذا فقدت اسرائيل احتكارها للطاقة النووية في المنطقة "فان هذا قد يعني تحولا كبيرا في صنع السياسات لدينا. ولكن بالنسبة للوقت الراهن فان الاولوية الرئيسية هي منع ايران من الحصول على القنبلة."

نجاح تجربة اطلاق ليلي لصاروخ حيتس المضاد للصواريخ

اجرى السلاح الجوي الاسرائيلي اليوم بنجاح تجربة اطلاق ليلي للصاروخ حيتس المضاد للصواريخ كما ذكر التلفزيون الاسرائيلي. واوضح التلفزيون ان نظام الرادار "الصنوبر الاخضر" رصد صاروخا اطلق من طائرة تحلق على علو مرتفع قبل ان يعترضه صاروخ حيتس (السهم) اطلق من قاعدة بالماهيم، جنوب تل ابيب.

وتهدف تجربة الاطلاق هذه الى التحقق من حسن عمل الصاروخ حيتس خلال الليل كما اوضح التلفزيون مشيرا الى انها "ايضا رسالة الى ايران".
واكتفى متحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية اتصلت به فرانس برس بقول ان "بيانا سيصدر في وقت لاحق". واخر تجربة اطلاق ناجحة للصاروخ حيتس جرت في مطلع كانون الاول/ديسمبر 2005. واتاحت اعتراض صاروخا مشابها للصاروخ ارض ارض شهاب-3 الايراني القادر على بلوغ اسرائيل كما افادت الاذاعة الاسرائيلية العامة.

واطلق مشروع حيتس عام 1988 بمبادرة من الولايات المتحدة في اطار مشروع "حرب النجوم" الذي تبناه الرئيس دونالد ريغان قبل ان يتم التخلي عنه رسميا عام 1993. وقامت الولايات المتحدة بتمويل الجيل الاول من حيتس بنسبة 80%. ومنذ عام 1991 يمول عملية تطويره الاميركيون والاسرائيليون بالتساوي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف