الصحف: دفء في العلاقات السعودية والروسية قد بدأ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: ركزت الصحف الروسية اهتمامها اليوم على الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، وحديث العاهل السعودي إلى التلفزيون الروسي حول العلاقات بين المملكة وروسيا وأصداء خطاب الرئيس بوتين الشديد اللهجة في المؤتمر الدولي حول قضايا الأمن الذي عقد في ميونيخ، ونتائج الانتخابات الرئاسية في تركمنستان، وتأكيد الرئيس الأوكراني فكتور يوشينكو على نية كييف في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، وإحتمال تغير موقف الاتحاد الأوربي من لوكاشينكو بعد خصامه مع موسكو.
وكتبت صحيفة (فريميا نوفوستيه) "أن الرئيس الروسي يزور المملكة لأول مرة، وأشارت إلى الحفاوة البالغة التي استقبل بها بوتين في مطار الملك خالد، كما أشادت بكرم الضيافة التي عرف بها أبناء المملكة دوما.
كما أكدت الصحيفة على أن خادم الحرمين الشريفين التقى بوتين من قبل بموسكو في عام 2003 حين كان وليا للعهد. ومنذ ذلك الحين بات واضحا أن فترة دفء في العلاقات قد بدأت بين البلدين. وأوضحت انه "لم يكن من المتوقع أن تتطور العلاقات بهذه السرعة بحيث يزور بوتين الرياض في فبراير عام 2007 لا سيما بعد أن جمدت العلاقات الدبلوماسية في الفترة من 1938 إلى 1991".
وأوردت الصحيفة موجزا لتاريخ العلاقات بين البلدين حيث كان الاتحاد السوفيتي أول دولة اعترفت بالمملكة الفتية في عام 1926. ثم جاء الملك فيصل ( حين كان أميرا في سن 17 عاما) إلى موسكو في عام 1930 وتلت ذلك لاحقا زيارات المسئولين السعوديين إلى روسيا بعد استعادة العلاقات بين البلدين في عام 1992. وأشارت صحيفة " روسييسكايا جازيتا) إلى أن زيارة الرئيس بوتين إلى المملكة ستترك آثارا بعيدة المدى.
وتناولت الصحف كذلك مأدبة العشاء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين على شرف الرئيس الروسي كما تحدثت عن المباحثات الرسمية وتوقيع عدة اتفاقيات، و تسليم منتيمير شايمييف رئيس تتارستان جائزة الملك فيصل الدولية تقديرا لخدماته في خدمة الإسلام.
من جهتها أولت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم اهتمامها بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة. وقالت إن زيارة الرئيس بوتين للمملكة تأتي في سياق متجدد للعلاقات بين البلدين، فالمملكة أصبحت دولة ذات فاعلية على المسرح الإقليمي والدولي بفضل التخطيط الدبلوماسي والحراك الاقتصادي، لذلك تأتي هذه الزيارة محملة بالكثير من الآمال، وروسيا دولة قوية اقتصاديا وعسكريا، وقد استعادت حضورها الدبلوماسي ومن الطبيعي أن تلتقي مصالح البلدين عبر الملفات المنوي مناقشتها والتوقيع عليها، وهي تتضمن عشرة ملفات سيتم التوقيع عليها في الجانب الاقتصادي والثقافي والإعلامي، مع تبادل الأفكار حول قضايا المنطقة والآفاق التي من الممكن أن تلعبها روسيا في المساعدة لحل القضايا.
وأضافت أن الجميع يتذكر الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله لموسكو عندما كان ولياً للعهد في سبتمبر من عام 2003م وذلك في إطار جولته الآسيوية كونها أحدثت نقلة نوعية في العلاقات السعودية الروسية.
وأكدت أن زيارة الرئيس الروسي بوتين للمملكة ستدفع بالعلاقات بين البلدين خطوات أخرى للأمام وخاصة وأنها الزيارة الأولى لرئيس روسي للمملكة، فالمملكة دولة مهمة عالميا كما أنها تحتل موقع القلب من العالم الإسلامي لثقلها الديني والاقتصادي ولموقعها الاستراتيجي، وفي المقابل فإن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن وهي من الدول الصناعية السبع الكبرى وتأتي بعد المملكة في تصديرها للنفط، فضلاً عن وجود ما يربو على ثلاثين مليون مسلم في روسيا، وبالتالي فإن المصالح المشتركة بين الدولتين الصديقتين متعددة وهذا ما أكدته جملة الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين.
وتحدثت الصحف عن حوار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الشامل مع وكالة (إيتار تاس) وقالت انه حين يذكر الملك عبدالله أن ثمة دوراً هاماً لروسيا في إيجاد التسوية السلمية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني فإنه يقدر الثقل الذي تمثله روسيا على الصعيد العالمي مثلما يدرك أهمية هذا الدور انطلاقاً من عضويتها في اللجنة الرباعية الدولية.
وأوضحت إن المملكة تدرك جذور وأبعاد القضية الفلسطينية مثلما تعي جيدا طبيعة الحلول المطروحة ومواقف الدول الفاعلة فيها، وفي هذا الإطار يأتي تطلع الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن تسفر الجهود الروسية الحالية عن إحياء عملية السلام بالتركيز على حل القضايا الرئيسية في النزاع، بتأكيده أن الحلول الجزئية قد ثبت عدم فاعليتها في تحقيق التقدم المأمول.
وعن تعليق اللجنة الرباعية على اتفاق مكة المكرمة قالت الصحف انه لا معنى للطريقة التي تعاملت بها اللجنة الرباعية مع اتفاق مكة الذي وضع أسسا جديدة لعلاقات الفصائل الفلسطينية ببعضها وبالعالم الخارجي، سوى أن هذه "اللجنة قد نسيت مهمتها الرئيسة وهي الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين وباتت أسيرة لموقف الطرف الاسرائيلي".
ورأت إن الجهة التي يفترض فيها الوساطة مازالت مصرة على رؤية الوضع من زاوية إسرائيلية بحتة متناسية أن ذلك يأكل من رصيد مصداقيتها بالمنطقة ويقوض في الوقت ذاته الفرص المتاحة حاليا لدفع عملية السلام.