واشنطن لاحترام القوانين وموسكو: إعدام طه ياسين رمضان سيعيق التسوية

واشنطن، موسكو، ستراسبورغ (مجلس اوروبا): ذكرت الولايات المتحدة اليوم بضرورة احترام السلطات العراقية بدقة إجراءات الاعدام بعد الحكم بالاعدام شنقا على نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بتهمة ارتكاب جرائم "قتل عمد". وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية توم كايسي امام الصحافيين "من الواضح انها عملية عراقية، عملية يقوم بها العراقيون". واضاف "لكننا حريصون على ان يتم احترام الإجراءات المناسبة طوال مدة هذه العملية وان تلتزم الحكومة العراقية بالقواعد (...) في مثل هذا النوع من الامور".

وخلص الى القول ان "الاجراءات والاعراف في مثل هذا النوع من احكام الاعدام تحددها القوانين العراقية، وهذا ما نريد منهم ان يحترموه". وقد اثار شريط فيديو صور خلسة لعملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 30 كانون الاول/ديسمبر الماضي صدمة لدى المجموعة الدولية بعدما اظهر صدام حسين يتعرض لاهانات من قبل عدة شهود في لحظاته الاخيرة قبل اعدامه.

وبعد اسبوعين اثار اعدام برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل، وعواد البندر رئيس المحكمة الثورية سابقا انتقادات واسعة ايضا بعدما انفصل راس التكريتي عن جسده خلال اعدامه.

موسكو

اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان اعدام طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق الذي انزل بحقه هذا الحكم اليوم الاثنين، قد يعيق عملية التسوية السياسية في العراق. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ميخائيل كامينين قوله ان اعدام الرئيس العراقي صدام حسين تماما كاعدام حلفائه السابقين شنقا وبينهم النائب السابق لصدام "سيكون من شانه تعقيد التوصل الى التسوية في العراق".

وقررت المحكمة الجنائية العراقية العليا الاثنين انزال عقوبة الاعدام شنقا بحق طه ياسين رمضان بعد ان كان حكم عليه سابقا بالسجن المؤبد بتهمة التورط في قتل 148 من سكان قرية الدجيل الشيعية في مطلع ثمانينات القرن الماضي اثر تعرضه لمحاولة اغتيال في هذه القرية. ويأتي موقف موسكو فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان التدخل الاميركي اساء للعراق اكثر مما فعل صدام حسين، في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية نشرت السبت .

مجلس اوروبا قلق

واعتبر الامين العام لمجلس اوروبا، المنظمة التي تنشط في سبيل إلغاء عقوبة الاعدام، ان الحكم بالاعدام شنقا الذي صدر اليوم الاثنين بحق نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان هو قرار مؤسف. وفي بيان نشر في ستراسبورغ، اعتبر ديفيس انه "قرار مؤسف" مضيفا ان "المحاكم العراقية يجب ان تمارس العدالة وليس الانتقام".

وقال ان "طه ياسين رمضان واعوانه يجب ان يسجنوا للتكفير عن جرائمهم ويجب عدم افساح المجال لهم بان يصبحوا شهداء". وعبر عن اسفه لان المحكمة الجنائية العراقية العليا تجاهلت دعوة لويز هاربور المفوضة العليا لحقوق الانسان التي اعتبرت الخميس ان اصدار عقوبة الاعدام بحق رمضان ستشكل "انتهاكا لالتزامات العراق بالمعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية".

وقال تيري ديفيس ان اي حكم اعدام تنظمه الدولة يمكن ان يزيد من الفوضى والعنف الذي يشهده الشعب العراقي حاليا. واعتبر ايضا ان احكام الاعدام لا تصب في مصلحة المجموعة الدولية وبشكل خاص مصلحة الدول التي نشرت قوات في العراق.