بوتين يختتم جولته العربية بلقاء العاهل الأردني

في استعراض واضح لطموحات روسيا الاقليمية
بوتين يلتقي العاهل الأردني في ختام جولته العربية

عمان: اجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اليوم الثلاثاء محادثات في عمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتركز على الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين والعلاقات الثنائية بين البلدين.ووصل الرئيس بوتين الى قصر بسمان حيث عرض حرس الشرف قبل بدء محادثات مع عاهل الاردن.

وكان الرئيس بوتين قد وصل مساء الاثنين الى عمان المحطة الثالثة والاخيرة من جولة في الشرق الاوسط، لاجراء محادثات مع الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الوطنية الفلطسينية محمود عباس.

وترتدي الزيارة الاولى للاردن التي يقوم بها بوتين الذي وصل الى السلطة عام 1999 في اوج الحرب في الشيشان، طابعا خاصا نظرالقوة الجالية الشيشانية في الاردن والتي تعود الى القرن التاسع عشر. وقبل مغادرته عمان سيلتقي بوتين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي توصل الى حل مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

واشار بوتين اثناء زيارته المملكة العربية السعودية وقطر يوم الاثنين الى ان السياسة الخارجية الروسية تقدم بديلا "للنزعة الانفرادية" للولايات المتحدة في السعي الي حل مشكلات الشرق الاسط.

ودعا ايضا الى التعاون بين مصدري الطاقة الرئيسيين في العالم. وأبلغ بوتين منتدى لرجال الاعمال في الرياض "اننا نسعى جاهدين لايجاد نظام عالمي أكثر انصافا على اساس مباديء المساواة." واضاف قائلا "هذا نهج تتبعه روسيا في كل مكان بما في ذلك شبه الجزيرة العربية والخليج."

وجاءت تعليقات بوتن في اعقاب كلمة له امام مؤتمر دولي للامن في ميونيخ يوم السبت اتهم فيها زعيم الكرملين الولايات المتحدة بمحاولة فرض ارادتها على العالم بالقوة العسكرية. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية العربية يوم السبت اشار بوتين الى الغزو الأميركي للعراق كمثال على التصرفات المنفردة التي جعلت الاوضاع اكثر سوءا ودعا الى مقاربة دولية اوسع لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وفي قطر قال بوتين ان روسيا وهي عضو في اللجنة الرباعية بشان الشرق الاوسط التي تضم ايضا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ستجدد مساعيها للدعوة الي مؤتمر اقليمي موسع. وبدا انه يشير الى خطة موسكو لاشراك سوريا وايران والتي يرفضها حتى الان الشركاء الغربيون.

ونقلت وكالة انباء ريا الروسية عن سيرجي بريخودكو كبير معاوني بوتين للسياسة الخارجية قوله ان الاجتماع الثلاثي بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الثامن عشر من فبراير شباط سيكون بين الموضوعات التي سيناقشها الرئيس الروسي مع عباس. والاجتماع المزمع محاولة من رايس لاحياء محادثات السلام المتوفقة منذ فترة طويلة.

وفي الاردن التي زار ملكها موسكو أكثر من مرة ربما يجد بوتين بعض التأييد لارائه. ونقلت وسائل اعلام روسية عن عبد الاله الكردي سفير الاردن في موسكو قوله قبل زيارة بوتين "الملك عبدالله كان احد اوائل من رحبوا بعودة روسيا الى المعادلة اللازمة للحفاظ على التوازن العالمي للقوى."

وقال بريخودكو ان بوتين سيركز ايضا في محادثاته في الاردن على دعم الروابط الاقتصادية بما في ذلك التعاون في بناء خطوط الانابيب والنقل وتكرير النفط وبناء محطات جديدة للطاقة.

واثناء جولته الاقليمية في المنطقة دعم بوتين افكاره السياسية بدعوة قطر التي تملك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي الى زيادة التعاون في الاسواق العالمية.

ورغم ان قطر رفضت فكرة تشكيل اتحاد لمنتجي الغاز على غرار منظمة اوبك لمنتجي النفط والتي اثارت انزعاج الغرب فان بوتين عاد الى الفكرة في الدوحة.

وقال في مؤتمر صحفي "قلت أن (اتحادا للمنتجين) هو اقتراح مثير للاهتمام... لكن هل نحن في حاجة الى اتحاد للمنتجين وهل سننشيء منظمة مثل هذه .. هذا شيء اخر."

واضاف قائلا "لكن بالطبع نحن بحاجة الى التنسيق بين اعمالنا."