سوريا تناشد الأمم المتحدة لردع إسرائيل عن اعتداءات المسجد الاقصى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق، القدس، وكالات: ناشدت سوريا اليوم الامم المتحدة ومجلس الامن للعمل لردع اسرائيل وثنيها عن اعتداءاتها المستمرة على المسجد الاقصى الشريف ، ودانت سوريا الاعتداءات والاجراءات الاسرائيلية المتكررة في المسجد الاقصى عبر مسيرة حاشدة في دمشق ، فيما اعتبر ناشطون ان المسيرة لم ُتنظم الا باذن النظام واشرافه ، ورأوا ان الحل ليس بتوجيه رسالة الى الامم المتحدة بل بتقعيل المجتمع المدني والمنظمات الاهلية السورية للتواصل مع شعوب العالم للضغط على حكوماتهم وتغيير سياساتهم .
وكان مسيرة اليوم قد ضمت طلاب وموظفين وفعاليات مختلفة ، وقطعت المسيرة التي استقرت في ساحة يوسف العظمة في العاصمة السورية الطرق المؤدية الى الشوارع الاساسية ، وحرق المتظاهرون علم اسرائيل ، وحملوا لافتات تدين مايحدث ، وتطالب الشعوب الاسلامية بحماية الاقصى .
وقام عدد من علماء الدين الاسلامي والمسيحي وعدد من ممثلي النقابات المهنية والمنظمات الشعبية خلال المسيرة بتسليم علي الزعتري الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائى بدمشق رسالة موجهة الى بان كي مون الامين العام للامم المتحدة.
وقال الدكتور محمود العريان نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا في تصريح خاص لـ"ايلاف" "ان الفعل الذي تقوم به اسرائيل مناف لكل القوانين والشرعة الدولية خاصة ان الشرعة الدولية تؤكد انه لايجوز المس بالمقدسات الدينية والاماكن التاريخية بالنسبة لاي محتل للاراضي "، وحول الرسالة التي تم توجيهها اليوم الى الامم المتحدة قال العريان " وجهة نظرنا في هذه المرحلة ان الامم المتحدة فقدت دورها فاسرائيل مستمرة في اعتداءاتها الامم المتحدة مجمدة والشرعة الدولية المعطلة ".
واضاف ان "التوازنات الدولية مسالة قوة وضعف "، واعتبر ان هذه الرسالة لن تجدي فاسرائيل عبر قوة اميركا تسيطر على الامم المتحدة وقال ماسوف يجدي هو الفعل المحلي وان نتوجه نحن لشعوب العالم والمنظمات لكي تضغط على حكوماتها من اجل الوصول الى العدالة الدولية وحتى نستطيع ان نفعل ذلك فيجب ان يكون لدينا منظمات ذات نشاط وفعالية" ، وراى العريان ان الحركة الاهلية متراجعة لدينا وهي تحت الحد الادنى وغير قادرة على الفعل العالمي خاصة بعد الكبت " معتبرا انه حتى في المسيرات هذه فمن يسيرها النظام والا فسوف يقوم بقمعها".
وقال العريان ان الجميع يؤمن بعدالة قضيتنا ورغم ذلك نجد مثل هذه الاجراءات التي لم نستطع على ان نردعها ، مشددا ان الحل بتفعيل دور المجتمع المدني الذي من المفروض ان يتواصل مع منظمات العالم المدنية ويؤثر على الراي العام للتاثير على الحكومات وتغيير منحى سياساتها.
واعتبرت الرسالة ان ما تقوم به اسرائيل انما يعبر عن استهتارها المطلق بالحضارة الانسانية ويمثل مؤامرة اسرائيلية مكشوفة لتسعير الصراع الديني والمذهبي في المنطقة وتحريك صراع الحضارات التي تدفع بالمنطقة الى مزيد من الحروب الدموية والاقتتال المتعمد.
وناشدت الرسالة الامم المتحدة ومجلس الامن وكل الاحرار والشرفاء للعمل لردع اسرائيل وثنيها عن اعتداءاتها المستمرة على المسجد الاقصى الشريف بما يساهم فى ترسيخ وتدعيم الامن والسلم الدوليين وهو ما يمثل جوهر عمل المنظمة الدولية .
الشرع
إلى ذلك أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع اليوم الثلاثاء بمناسبة زيارة المبعوث الفلسطيني الخاص روحي فتوح ان سوريا تدعم الجهود المبذولة لرفع الحصار الذي يفرضه الغربيون على الحكومة الفلسطينية. وذكرت وكالة الانباء السورية سانا ان الشرع "جدد دعم سورية للوفاق الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية وتكريس الجهد بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني العادلة وتحقيق تطلعاته المشروعة وكسر الحصار الجائر المفروض عليه".
وادى رفض حركة حماس التي تتولى رئاسة الحكومة الفلسطينية منذ اذار/مارس، الاعتراف باسرائيل الى تعليق المساعدات المالية التي يقدمها الغرب مباشرة الى السلطة الفلسطينية مما اسفر عن ازمة مالية خانقة. ولا ينص الاتفاق الذي ابرم بين حركتي فتح وحماس الخميس الماضي في مكة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، صراحة على الاعتراف باسرائيل. لكنه في المقابل ينص على احترام حكومة الوحدة الفلسطينية للاتفاقات التي ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية.
تظاهرة في دمشق
وتظاهر عشرات الاف السوريين والفلسطينيين اليوم الثلاثاء في دمشق استنكارا "للجرائم الاسرائيلية" في القدس، بعد ان اطلقت الدولة العبرية حفريات قرب المسجد الاقصى حسب ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس. وتوجه طلاب وموظفون حكوميون ضمن مجموعات الى ساحة يوسف العظمة في وسط دمشق في مسيرة احتجاجا على "العدوان على الاقصى".
ودعا رجال دين مسلمون ومسيحيون الى الدفاع عن الاماكن المقدسة في القدس. ورفع المتظاهرون صورا للرئيس السوري بشار الاسد ويافطات كتب عليها "الاقصى رمز العروبة والاسلام". وقام متظاهرون باحراق اعلام اسرائيلية. وذكرت وكالة الانباء السورية ان "مئات الاف المواطنين اكدوا دعم سوريا للشعب الفلسطيني الى ان يتم تحرير الاراضي المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس".
وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ذكرت اليوم الثلاثاء على موقعها الالكتروني انه تم التخلي عن المشروع الاسرائيلي نهائيا وهي معلومات لم تؤكد من اي مصدر رسمي. واعلنت بلدية القدس الاثنين تعليق الاشغال التي تقوم بها اسرائيل قرب المسجد الاقصى في القدس الشرقية وادت الى صدامات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة لكن التنقيب عن الاثار المثير للجدل في الموقع سيتواصل.
وقال الناطق باسم البلدية جدعون شميرلينغ ان "رئيس البلدية اوري لوبوليانسكي قرر تعليق بناء الجسر الجديد المؤدي الى باحة المسجد الاقصى لمنح الوقت الى الجمهور للادلاء بتحفظاته عبر لجان البلدية المحلية".
الحكومة الاسرائيلية تنفي وقف الحفريات
ونفت الحكومة الاسرائيلية اليوم الثلاثاء الانباء عن وقف عمليات التنقيب عن الاثار قرب المسجد الاقصى والتي اثارت غضبا بين المسلمين. وذكرت صحيفة هارتس على موقعها على الانترنت في وقت سابق ان شركة "تطوير الحي اليهودي" التي تمتلك الارض المحاذية للحرم القدسي في القدس الشرقية قررت التخلي عن اعمال البناء ووقف عمليات التنقيب عن الاثار. الا ان المتحدثة باسم الحكومة ميري ايسين اكدت لوكالة فرانس برس انه "لا تعليق ولا وقف. اعمال التنقيب عن الاثار ستتواصل".
واضافت "لقد قررت الحكومة الاسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 اعادة بناء جسر المغاربة المؤدي الى جبل الهيكل" وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على الحرم القدسي.
وكانت صحيفة هارتس نقلت عن المدير العام لشركة "تطوير الحي اليهودي" نيسيم ارازي قوله انه قرر التخلي عن الاقتراح الاولي والبحث عن حلول مختلفة. وصرح جدعون شميرلينغ المتحدث باسم البلدية لوكالة فرانس برس ان مجلس البلدية تسلم رسالة من الشركة الا انه رفض الكشف عن محتوياتها.
وكان شميرلينغ صرح الاحد ان "رئيس البلدية اوري لوبوليانسكي قرر تعليق بناء الجسر الجديد المؤدي الى باحة المسجد الاقصى لافساح المجال امام الناس للادلاء بتحفظاتهم عبر لجان البلدية المحلية". غير ان السلطات الاسرائيلية اكدت الاثنين ان اعمال التنقيب عن الاثار ستتواصل.
وادت الاحتجاجات على تلك الاشغال الى اصابة 20 فلسطينيا و15 شرطيا اسرائيليا الجمعة بجروح في صدامات وقعت في باحة الاقصى اثناء قيام الشرطة بتفريق تظاهرة "غاضبة" قامت بها شخصيات دينية فلسطينية. واعتقل السبت نحو اربعين فلسطينيا في القدس والضفة الغربية اثناء تظاهرات احتجاج على الحفريات قرب المسجد الاقصى الذي يؤكد اليهود انه مبني فوق هيكل سليمان.
وكان قيام بلدية القدس بحفر نفق قرب الحرم القدسي في 1996 ادى الى اعمال عنف دامية اوقعت اكثر من ثمانين قتيلا فلسطينيا واسرائيليا. وفي 28 ايلول/سبتمبر 2000 ادت زيارة زعيم المعارضة اليمينية حينذاك ارييل شارون لباحة الحرم القدسي الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدما اعتبر الفلسطينيون الزيارة استفزازا.