الرياض تبدي رضاها عن زيارة بوتين ولا تستبعد تعاونا نوويا مع موسكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرياض: أعرب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن ارتياح حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لزيارة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية للمملكة العربية السعودية يومي الأحد والاثنين الماضيين والنتائج الايجابية التي تمخضت عنها إنطلاقا من الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين وأهمية تكثيف التعاون والعمل المشترك في خدمة العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات وخدمة القضايا الإقليمية والدولية والاقتصاد العالمي.
وقال الفيصل خلال المؤتمر ان الاتفاق توصل إليه الأخوة الفلسطينيون بمحض إرادتهم إنطلاقاً من شعورهم بالمسؤولية والحديث عن تفاصيل هذا الاتفاق ينبغي ان يترك لهم . كما عبر في البيان الصحافي الذي تلاه في بداية الايجاز الصحافي الدوري الذي عقد في وزارة الخارجية اليوم عن الأمل في أن يحظى هذا الاتفاق الذي لاقى صدى لا نظير له في اوساط الشعب الفلسطيني بالدعم الدولي المطلوب بما يرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ويمهد الطريق لاستئناف عملية السلام . وجدد استنكاره الشديد لاستمرار الحفريات الاسرائيلية بجوار المسجد الأقصى، التي تمثل إمعاناً في استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم.
وعبر الفيصل عن تنديده بحادث التفجير الاجرامي الذي شهده لبنان الشقيق يوم امس خاصة وان اليوم يمثل ذكرى حادث الاغتيال الاجرامي لرئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي أثبتت الاحداث فداحة الخسارة بفقدانه لبنانياً وعربياً .وجدد الفيصل الدعوة لجميع القيادات اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية وانتهاج سبيل الحوار لحل الخلافات القائمة للحفاظ على امن لبنان واستقراره ووحدته واستقلال قراره السياسي .
وفي ما يتعلق بالعراق أشار الفيصل الى استقباله يوم امس وزير خارجية العراق هوشيار زيباري.. وقال "اننا عقدنا جلسة مشاورات مطولة استمعنا فيها إلى تطورات الاوضاع على الساحة العراقية وعبرنا عن املنا في ان تحقق الجهود المبذولة اهدافها في توطيد الامن في العراق والقضاء على جميع مصادر العنف والارهاب والميليشيات المسلحة دون تفرقة او تمييز وتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع ابناء الشعب العراقي عبر مراجعة الدستور والتوزيع العادل للثروة".
كما أشار الفيصل الى استقباله أمس وزير خارجية باكستان في إطار حرص قيادة المملكة العربية السعودية على استمرار التواصل والتشاور بشأن أحوال الامة الإسلامية وسبل ترسيخ وحدتها والتصدي لمحاولات زرع بذور الفتنة والانقسام بين أبنائها .
عقب ذلك اجاب وزير الخارجية على اسئلة الصحافيين واكد حول العرض الروسي للمملكة لتزويدها بالتقنية النووية انن لا يوجد أي عوائق للتعاون في شتى المجالات في ما يتعلق بالجانبين التسليحي من جهة والطاقة النووية من جهة اخرى . وبين أنه كانت هناك مباحثات حول الجانب التسليحي بين البلدين وتجري وفق ما تطلبه المملكة من التسليح ووفق ما يتوفر لدى روسيا في ما تحتاجه المملكة من هذه المعدات .
وحول الجانب النووي أوضح وزير الخارجية أنه خلال زيارة الرئيس الروسي للمملكة جرت اتصالات مع المملكة العربية السعودية وأمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيال هذا الأمر على أثر قرار دورة المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ( قمة جابر ) المنعقدة مؤخراً في مدينة الرياض الذي ينص على تطوير هذه الصناعة من قبل دول المجلس لتشكل معيارا لاستخدام الطاقة وبالطرق التي تتماشى مع شروط وبروتوكلات منظمة عدم انتشار الاسلحة النووية دون الدخول في مسألة التسليح او مسألة السلاح مفيدا أن روسيا من الدول التي تمتلك الصناعة النووية وأن التعاون معها كأي تعاون في المجالات الأخرى .
وفي سؤال حول السياج الامني المزمع انشاؤه على الحدود السعودية العراقية قال " هناك استحكامات بطبيعة الحال لمنع العبور غير المشروع والمملكة تبذل جهودها في هذا الاطار". واكد في رده على سؤال يتعلق بالسجناء السعوديين في العراق ان المملكة تسعى بكل إمكاناتها إلى الاهتمام بهم وتحديد مشروعية إيقافهم ومساعدتهم ليعودوا إلى بلادهم سالمين .
وأجاب الأمير سعود الفيصل على سؤال يتعلق بوجود محادثات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران تجاه الأوضاع التي يشهدها العالم الإسلامي قائلا " تحدثنا بالفعل مع جيراننا .. ايران دولة مهمة في المنطقة ومن الطبيعي ان نتحدث معهم وقد اعربوا مؤخرا عن قلقهم من تقسيم العالم الإسلامي بين شيعة وسنة ونحن قلقون بخصوص هذا الأمر ونتمنى ان لا يحدث".
واعرب الفيصل عن تطلعه ليس إلى المناقشات والمباحثات فحسب بل إلى اتفاقات وافعال على الواقع.. وقال" نحن ننتظر افعالا من جانب ايران ونحن نقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف المسلمين ".
وعن وجود مقترح حول تخصيب اليورانيوم في دولة محايدة خارج المنطقة قال "إن الإيرانيين تحدثوا عن تخصيب اليورانيوم وهم يتفاوضون في ذلك كما تعرفون مع الأوروبيين .. لقد قدم الأوروبيون مقترحًا حول تخصيب اليورانيوم من خلال الاتحاد في دولة محايدة".
وحول جهود المملكة في اقناع الأطراف الدولية باتفاق مكة المكرمة الذي وحد الصف الفلسطيني دعا الفيصل المجتمع الدولي إلى مراعاة هذا الاتفاق الذي يضمن مستقبل التوافق الفلسطيني معربا عن أمله في أن يرفع الحصار عن الفلسطينيين ليشعروا بتحسن اوضاعهم وأحوال معيشتهم .
شراء اسلحة روسية وتعاون نووي مع موسكو
واكدت السعودية اليوم للمرة الاولى انها تجري محادثات مع روسيا بشأن صفقات سلاح ممكنة، كما رحبت بالعرض الروسي من اجل التعاون بين البلدين في المجال النووي. وقال الفيصل "ليس هناك اي عوائق للتعاون بين البلدين في شتى المجالات بما يتعلق بالجانبين، التسليحي من جهة والطاقة النووية من جهة اخرى".
ويأتي هذا الاعلان بعد يومين من زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى السعودية وعرض خلالها مساعدة في "المجال الذري". والرياض، حليفة واشنطن الكبيرة في المنطقة، تعتمد تقليديا على انظمة دفاعية غربية، الا انها تظهر اخيرا رغبة في تنويع مصادر سلاحها. وقال الفيصل في هذا السياق "في الجانب التسليحي، كانت هناك مباحثات بين البلدين وتجري وفق ما تتطلبه المملكة من التسليح ووفق ما يتوفر لدى روسيا مما تحتاجه المملكة من هذه المعدات".
ولم يدل الفيصل بمزيد من التفاصيل الا ان مصدرا دبلوماسيا فضل عدم كشف هويته صرح في وقت سابق انه يتوقع ان تفضي المحادثات في الرياض الى "تفاهم شفهي" حول شراء السعودية حوالى 150 دبابة روسية من طراز "تي-90".
وكانت تجارب اجريت العام الماضي على دبابات "تي-90" في السعودية لتحديد مدى قدرتها على العمل في الظروف المناخية الصحراوية القاسية للسعودية. وقال المصدر نفسه ان روسيا عرضت ايضا بيع المملكة طائرات مروحية من طراز "مي-17" لنقل الجند. وعقد بوتين خلال زيارته الى المملكة الاحد والاثنين الماضيين، اجتماعا مغلقا مع ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز.
وفي لقاء مع رجال اعمال سعوديين وروس في الرياض، ادرج بوتين مسألة "تطوير الطاقة الذرية" بين المجالات الممكنة التي يمكن ان تشهد تعاونا بين موسكو والرياض. واتى هذا العرض بعد شهرين من اعلان دول مجلس التعاون الخليجي رغبتها المضي قدما في تطوير برنامج نووي سلمي.
وذكر الفيصل في مؤتمره الصحافي بالقرار الصادر عن قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة مؤكدا ان المسعى الخليجي يتماشى مع المعايير والشروط التي حددتها معاهدات حظر انتشار التسلح النووي. واضاف في هذا السياق "بطبيعة الحال، ان روسيا من الدول التي تمتلك هذه الصناعة والتعاون معها كالتعاون في اي مجالات اخرى، ليس امامه اي عوائق".
وتقوم روسيا ببناء مفاعل نووي في ايران التي تخوض مع الغرب مواجهة حادة على خلفية برنامجها النووي، وهي متهمة من قبل الغرب بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي، الامر الذي تنفيه طهران.