البرادعي: إتفاق كوريا مثال يحتذى به مع ايران

دبلن : قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الاتفاق الذي أبرم مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها لصناعة الاسلحة النووية يثبت ان على الولايات المتحدة التعامل مع ايران لحسم النزاع بشأن طموحات طهران النووية. ورحب البرادعي بالاتفاق الذي ابرم مع كوريا الشمالية والذي تتخلى بموجبه عن الاسلحة النووية مقابل الحصول على الوقود النووي ووصفه بانه "خطوة ايجابية للغاية."

وأعرب عن أمله في ان يسافر مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى بيونجيانج في غضون الاسابيع القليلة القادمة لإجراء محادثات "لتسريع عملية" التحقق من تفكيك كوريا الشمالية قدراتها على إنتاج بلوتونيوم يستخدم في تصنيع الاسلحة النووية. وأكد البرادعي ان الانفراج الذي حدث بشأن كوريا الشمالية تحقق من خلال الحوار وتعامل الولايات المتحدة المباشر على النقيض من التكهنات القائمة الخاصة بشن واشنطن هجومًا محتملاً على ايران.

وقال "حين بدأت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية بدأنا نشهد نتائج وأود أن أرى الشيء نفسه يحدث مع ايران."علينا أن نوقف هرطقة الحديث عن هجوم عسكري (على ايران") وهي خطوة وصفها بأنها ستكون "مأسوية تماما وغير بناءة بالمرة."وأصر المسؤولون الاميركيون خلال الاسابيع القليلة الماضية على ان الولايات المتحدة لا تعتزم شن هجوم عسكري على ايران والتي تتهمها واشنطن بان لديها برنامجًا نوويًا سريًّا. ويجيء هذا النفي رغم الوجود غير المعتاد لحاملتي طائرات أميركية في الخليج.

وتقول ايران ان برنامجها النووي هو لاغراض مدنية بحتة مثل توليد الكهرباء لكنها رفضت الاذعان إلىقرار مجلس الامن الذييطالبها بالوقف الكامل لانشطة الوقود النووي. ومن المقرر ان تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا لمجلس الامن يوم 21 شباط (فبراير) الجاري لدى انتهاء المهلة التي حددتها الامم المتحدة لايران لتجميد هذه الانشطة والا شددت عليها المنظمة الدولية العقوبات التي فرضت على طهران بالفعل.

لكن البرادعي قال ان العقوبات وحدها لا تفيد. وقال مشيرا الى سياسة الترهيب والترغيب "انتم لوحتم بالعصا الان حان وقت التفكير في الجزرة."وأضاف "كلما أعطيتم كلما أخذتم" عاقدا المقارنة مع الاتفاق الذي ابرم مع كوريا الشمالية الذي يجبرها على وقف انتاج البلوتونيوم والسماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل الحصول على 950 ألف طن من زيت الوقود واتخاذ خطوات لرفع العقوبات التجارية وتطبيع العلاقات مع واشنطن.وقال البرادعي انه على الرغم من ان ايران "لم تبرّئ" كل جوانب برنامجها النووي خاصة في ما يتعلق بالاسئلة التي لا تجد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجابات لها الا انه لم يثبت في المقابل ان ايران لديها برنامج لانتاج الاسلحة النووية وحتى لو فعلت فهي تحتاج الى اربع سنوات على الاقل لتمتلك هذه الاسلحة.

واستطرد قائلا "وبناء على هذا لا تشكل ايران خطرا وشيكا...وهو ما يعني ان لدينا الوقت الكافي للتوصل الى حل" وذكر ان ذلك لن يتحقق الا من خلال الحوار المباشر بين الولايات المتحدة وايران.