أخبار

أكبر حركتين في السودان تقرران تحريك شراكتهما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: قرر المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان (الجنوبية) المشاركة في السلطة، اعادة اطلاق شراكتهما بعد فترة من البرودة، كما ذكرت وسائل الاعلام السودانية اليوم الاحد. واتفق الجانبان على مبدأ عقد اجتماع بين زعيميهما الرئيس البشير والزعيم الجنوبي سيلفا كير ل"تذليل خلافاتهما" الناجمة عن طريقة تطبيق اتفاق السلام الذي وضع حدا قبل اكثر من سنتين للحرب في الجنوب السوداني.

وعنونت عدة صحف تعليقا على اجتماع عقد في وقت متاخر ليل السبت بين علي عثمان طه (المؤتمر الوطني) وباجان اموم (الحركة الشعبية) بالقول "ان الشريكين قررا فتح صفحة جديدة في علاقاتهما". وهكذا، اتفق الطرفان على اعادة تنشيط مختلف البنيات المشتركة واعادة تحريك حوارهما حول تطبيق اتفاق السلام.

واثناء احياء الذكرى الثانية لاتفاق السلام في التاسع من كانون الثاني(يناير) في ابوجا (جنوب)، اعرب البشير وكير عن اختلافاتهما بصراحة واخذ كل منهما على الاخر المراوحة في تطبيقه. وتتعلق هذه الاختلافات بوجود ميليشيات الحركتين في الشمال والجنوب في حين ان الاتفاق ينص على دمجهما في القوات النظامية، وبمنطقة ابيي المتنازع عليها، وبالشفافية في تحويل العائدات النفطية الى الحكومة في الجنوب التي تتمتع بحكم ذاتي محدود.

ووجهت اتهامات بالفساد ضد هذه الادارة ما حمل الحركة الشعبية لتحرير السودان على ان تضع قواعد سياسية وتعهد في 13 شباط/فبراير الى كير مهمة متابعة هذا الملف وتنظيم ادارته. وكان كير مكلفا خصوصا بالقاء الضوء في غضون شهر على الاكثر، على اختلاس مفترض لستين مليون دولار قدمتها حكومة الخرطوم للحركة الشعبية لتحرير السودان بعد توقيع اتفاق السلام.

وتضمنت قواعد الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضا تحويل هذه الحركة الى حزب جماهيري وتحويل ابوجا في الخرطوم الى مقر له لاعطائه وجودا في الشمال واشراكه بطريقة افضل في الحياة السياسية الوطنية. واوضح باجان اموم السبت في معرض تعليقه على هذا القرار، ان الحركة الشعبية لتحرير السودان تعتزم ايضا اجراء حوار مع القوى السياسية الاخرى "لتطبيق اتفاق السلام واحلال الديموقراطية في البلاد وتحريك انمائه".

الانقسامات السياسية تمتد الى الجامعات السودانية

من جهة ثانية امتدت الانقسامات السياسية في السودان الى الجامعات حيث ادت اعمال عنف الى سقوط قتيل مؤخرا، مما دفع مسؤولي الجامعات الى الدعوة الى التسامح في حرم هذه المؤسسات التعليمية. وادت مواجهات بين مجموعات متنافسة من الطلاب في التاسع من شباط/فبراير في جامعة النيلين في الخرطوم الى مقتل طالب مؤيد للحكومة، طعنا، وسقوط عشرة جرحى.

وقال احد قادة الطلبة محمد عبد الله شيخ ادريس لصحيفة "السوداني" ان "التوتر بين الاحزاب يطال ايضا المنظمات الطلابية ويظهر في بعض الاحيان بعنف في الجامعات، كما حدث في جامعة النيلين". وتقع معظم جامعات السودان البالغ عددها 26 جامعة في الخرطوم ويدرس فيها مئات الآلاف من الطلاب الذين يعكسون الانقسامات السياسية في هذا البلد الذي يعيش حالة توتر منذ حوالى خمسين عاما.

وبشكل عام، يتواجه باستمرار الطلاب الموالون للمؤتمر الوطني حزب الرئيس الشمالي عمر حسن البشير وطلاب الحركة الشعبية لتحرير السودان، كما هو الحال بين المعسكرين اللذين تقاتلا 21 عاما في حرب اهلية بين الشمال والجنوب استمرت حتى 2005. وقد وقع اتفاق سلام بين الحكومة وحركة التمرد السابقة الجيش الشعبي لتحرير السودان لينهي احد اطول واكثر النزاعات فتكا في افريقيا (ادى الى سقوط 5،1 مليون قتيل). كما ادت هذه الحرب بين الشمال العربي المسلم والجنوب المسيحي والارواحي الى نزوح حوالى اربعة ملايين شخص.

واصبح المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان شريكين في حكومة وحدة وطنية لكن التوتر والحذر ما زالا يشوبان العلاقات بينهما كما بدا من مشادة علنية جرت في كانون الثاني/يناير الماضي حول التأخير في تطبيق الاتفاق، بين البشير ونائبه الجنوبي سلفا كير. كما يتواجه الطلاب القريبون من المعارضة مع الطلاب الموالين للمؤتمر العام كما حدث في جامعة النيلين حيث سقط الضحايا بين القريبين من الحكومة الذين هاجمهم عناصر من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي نفت كل مسؤولية لها.

وفي الايام التي تلت، شهدت جامعة الازهري صدامات بين طلاب ايضا وتم تخريب مكاتب. وصادرت الشرطة مؤخرا عددا من قطع السلاح الابيض وزجاجات حارقة في حرم جامعة ثالثة هي جامعة السودان واوقفت عشرة طلاب.

واتهم وزير الدولة للتربية الوطنية مبارك محمد علي المجذوب "كل الاحزاب السياسية بالتورط" في اعمال العنف ودعا الطلاب الى التسامح والى الحوار. ويعتبر طلاب المؤتمر الوطني الجنود الشماليين الذين قتلوا خلال الحرب الاهلية "شهداء" مما يثير غضب انصار الحركة الشعبية. ويبدو ان تبادل اتهامات من هذا النوع كان وراء الهجوم الذي وقع في جامعة النيلين.

ويسعى مسؤولو الجامعات من اجل احتواء العنف، الى تشجيع ثقافة التسامح والتعايش السلمي معتبرين ان القمع لا يمكن ان يحل هذه المشكلة. وذهب مدير برامج جامعة الخرطوم ابراهيم عثمان حسن الى حد الدعوة، في تصريحات للصحف، الى تدريس هذه المفاهيم للطلاب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف