بلير راض عن عملية سندباد في البصرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من برلمان وستمنستر:كررت مصادر داوننج ستريت اليوم تأكيد تفاؤلها بنجاح "عملية سندباد" التي نفذتها القوات العراقية والبريطانية في منطقة البصرة في جنوب العراق، خلال الأشهر الخمسة ألاخيرة، بعد اعلان رئيس الوزراء توني بلير امس ( الأحد) انتهاء العملية التي جري تقدير نتائجها بالفعل من جانب القيادات العسكرية الميدانية العراقية والبريطانية، كما رفضت المصادر نفسها تقدير المعلقين ان تكرار خسائر القوات البريطانية من جراء الالغام التي تزرع على جانب الطريق وتستهدف المصفحات البريطانية والعراقية، هو " فشل" لعملية سندباد؛ وبينما تجنبت مصادر داوننج ستريت الحديث عن سحب القوات البريطانية، قال العسكريون ان الحكومة العراقية تضغط لبقاء القوات او اعادة نشرها خارج البصرة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء في اللقاء اليومي مع المجموعة البرلمانية الصحفية ان عملية سندباد تمت بنجاح وحققت الأهداف المحددة المرجوة منها، وذلك في اشارة ضمنية ان العملية ليس لها علاقة مباشرة بتفجيرات الالغام التي تستهدف المصفحات وعربات الدوريات العسكرية والأمنية.
وكان عملية سندباد بدأت في 27 سبتمبر الماضي بغرض تنظيف الشرطة العراقية وتطهيرها من عناصر الفساد، ومهاجمة اوكار عصابات التمرد والمجموعات ألارهابية ومصادرة اسلحتها والقبض على اعضائها وتقيدمهم للمحاكمة.
وقد بدأت العملية التي اشترك فيها الف من القوات البريطانية من ثكنات البصرة الى جانب 2300 من القوات العراقية بمحاصرة وهدم مركز بوليس عراقي اتسم بالفساد ووقع تحت سيطرة المليشيات ، حيث القي القبض على اعضائه وتم تحرير عشرات من السجناء من المدنيين العراقيين تعرضوا لتعذيب على نمط اسلوب نظام البعث السابق.
وقد استمرت العملية منذ سبتمبر الماضي وحتى اربعة ايام مضت.
وفي سؤال من ايلاف عما اذا كان رئيس الوزراء راضي بنجاح العملية قال المتحدث باسم رئيس الوزراء ان السيد بليرعن نجاح عملية سندباد ومطمئن، " فالمقصود كان تمكين قوات ألامن العراقية والمسؤولين العراقيين من السيطرة امنيا واداريا على البصرة وهذا ماتم بالفعل". كما ان احد اهم اهداف العملية كان تمكين المهندسين ومؤسسات البناء والتعمير من اعادة بناء البنية التحتية وهذه العملية مستمرة بشكل مرضي. وقال انه يجب انتظار نشر التقرير وسيكون هناك اعلان رسمي عن تقدير العملية التي استمرت خمسة اشهر، حيث سيقدم التقرير لمجلس العموم اولا، وان رفض تحديد موعد رسمي لتقديم التقرير.
وفي سؤال آخر من ايلاف عما اذا كان رئيس الوزراء بلير يعتقد بان الحكومة العراقية الآن في وضع يمكن تسميته بكامل السيطرة والتحكم في محافظة البصرة، رد المتحدث بالأيجاب قائلا انهم في كامل السيطرة على الوضع، لكنه استدرك ناصحا بالتريث حتى يتم نشر التقرير كاملا بدلا من " اجهاضة بالتوقعات والتخمينات."
كما رفضت مصادر داوننج ستريت التأكيد بالنفي او الأيجاب عما اذا كان نجاح عملية سندباد، حسب تقدير رئيس الوزراء، سيؤدي الى بداية تحديد موعد لسحب القوات البريطانية من جنوب العراق، اذ قال المتحدث، ان التقرير عند نشره سيجيب على كثير من ألاسألة، وان كان رفض ان يحدد ماذا كان هذا التقرير سيجيب على هذا السؤوال بالتحديد.
لكن ايلاف علمت ان بدأ سحب القوات البريطانية من محافظة البصرة وتسليمها للعراقيين سيتم فقط بطلب من الحكومة العراقية في بغداد، والتي تخشى ان يفسر انسحاب القوات البريطانية بوجود شروخ في تماسك قوات التحالف.
وكانت مصادر عسكرية من قوات التحالف ومن الحكومة العراقية قالت لأيلاف ان لندن تتعرض لضغوط من حكومة نور المالكي بعدم سحب القوات البريطانية كاملا من العراق حتى بعد تسليم محافظة البصرة للحكومة العراقية، حيث تفضل ألاخيرة اعادة نشر جزء معتبر من القوات البريطانية ضمن قوات التحالف في مناطق اخرى من العراق.
وقالت هذه المصادر ان دعم بريطانيا للحكومة العراقية بشكل ظاهر امام الجميع يعطي هذه الحكومة مصداقية كبيرة امام الرأي العام العراقي والأقليمي والمجتمع الدولي حيث فقدت هذه الدوائر من الرأي العام مصداقيتها في نجاح اي خطط امريكية.
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي في زيارته الأخيرة للندن في الشهر الماضي كرر طلبه على كل من رئيس الوزراء بلير ووزيرة الخارجية مارغريت بيكيت بعدم التسرع بسحب القوات البريطانية من العراق. لكن الزعيم البريطاني يواجه باضطراد مأزق الموازنة بين التزاماته لبغداد، ولحلفائه ألامريكيين من ناحية، وبين ضغوط الرأي العام البريطاني وتذمر نواب البرلمان، بما فيهم نواب من حزبه العمالي الحاكم، بضرورة سحب القوات البريطانية من العراق في اسرع وقت ممكن.