القاعدة تعيد بناء قدراتها لشن هجمات في الدول الغربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ذكر مسؤول اميركي اليوم الاثنين انه يعتقد ان تنظيم القاعدة يقيم مجمعات داخل باكستان لتدريب جماعات صغيرة على شن هجمات محتملة في الدول الغربية. وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان المجمعات رصدت خلال العام الماضي في مناطق القبائل الباكستانية التي تتمتع بشبه حكم ذاتي على طول الحدود الجبلية مع افغانستان.
وقال ان المجمعات "ليست كبيرة. بل صغيرة"، مضيفا انها "ليست مثل المعسكرات الكبيرة التي شاهدناها في افغانستان في السابق". الا انه اكد ان هذه المجمعات تستخدم لتدريب مجموعات تتالف من عشرة الى عشرين شخصا في كل مرة للقيام بعمليات في الغرب خاصة في اوروبا الغربية. واضاف ان الحكومة الاميركية تخشى ان يكون عدد من المسلمين الذين يحملون جوازات سفر بريطانية ويتنقلون ما بين اوروبا وباكستان هم مصدر تجنيد عناصر لتنفيذ عمليات القاعدة.
ويدل وجود تلك المجمعات على ان تنظيم القاعدة الذي اعتبر في فترة من الفترات ان دوره تضاءل لدرجة انه اصبح يقتصر على مصدر الهام لحركة جهادية دولية متفرقة ليس لها مركز، يقوم باعادة بناء قدراته لشن عمليات دولية. وكان مدير الاستخبارات القومية السابق جون نيغروبونتي صرح للصحافيين في 11 كانون الثاني/يناير ان العناصر الاساسية في تنظيم القاعدة تواصل التخطيط لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وغيرها من الاهداف.
واضاف ان هذه العناصر "لا تزال تحتفظ باتصالاتها وعلاقاتها النشطة الممتدة من مخبأ قادتها الآمن في باكستان لاتباعهم في انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا". ومن بين المؤشرات على ان التنظيم اعاد بناء قيادته وسيطرته على شبكات العملاء، الزيادة الكبيرة في الرسائل العلنية التي يوجهها ايمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز التي كانت اول من كشف عن هذه التطورات، ان مجموعات من المسلحين العرب والباكستانيين والافغان المتحالفين مع القاعدة يديرون المجمعات. واضافت الصحيفة نقلا عن محللين اميركيين، ان هذه المجموعات تاتمر باوامر قادتها اضافة الى الظواهري. ويبدو ان مشاركة بن لادن غير مباشرة. وتتزامن المخاوف من عودة تنظيم القاعدة مع التصاعد الكبير لتمرد عناصر طالبان الذين لجأوا الى المناطق الحدودية التي يستخدمونها لشن هجماتهم القاتلة.
وشهدت افغانستان العام الماضي اعنف عمليات تمرد منذ اكثر من خمس سنوات، قتل خلالها نحو 4000 شخص معظمهم من المتمردين. وذكر المسؤول الاميركي ان التطورات بشان القاعدة منفصلة ويجب عدم الخلط بينها وبين نشاطات طالبان في افغانستان. الا ان تهديد طالبان في افغانستان دفع الولايات المتحدة الى الاهتمام بمسالة السيطرة الباكستانية الضعيفة على مناطق القبائل على طول الحدود، وكذلك اتفاق السلام الذي ابرم مؤخرا مع وجهاء القبائل في ولاية وزيرستان الشمالية والذي تلاه تصاعد كبير في الهجمات التي يشنها مسلحون يعبرون الحدود بين باكستان وافغانستان، حسب المسؤولين العسكريين الاميركيين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان نقاشا مكثفا داخل الادارة الاميركية لم يثمر عن نتيجة بشان الطريقة التي يجب اتباعها لحل هذه المعضلة. ففي حين يدعو البعض في وزارة الدفاع الاميركية الى شن غارات جوية على المجمعات، يخشى اخرون في وزارة الخارجية من ان ممارسة الضغوط الكثيفة قد تقوض حكومة الرئيس برويز مشرف. وزار وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اسلام اباد الاسبوع الماضي ليناقش مع الرئيس مشرف الوضع على الحدود وكيفية العمل معا لتوجيه ضربة لمتمردي طالبان وعناصر القاعدة الربيع المقبل.