بريطانيا تجدول انسحابها من العراق وسوريا تصف القرار بالمثير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
العراقيون يرحبون بالإنسحاب البريطاني
13 قتيلا و34 جريحًا في تفجير انتحاري وسط النجف
لوبن: اعتداءات أيلول حادث مقارنة مع عدد ضحايا العراق
عواصم: اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان بلاده ستخفض عديد قواتها في جنوب العراق من 7100 الى 5500 عنصر، لكنها ستبقي جنودا في وضعية قتالية.ولم يعلن بلير جدولا زمنيا محددا لكنه اشار الى ان هذا الانسحاب سيبدأ "خلال الاشهر المقبلة". واوضح ان سحب نحو 1600 عنصر بات ممكنا بفضل نقل مزيد من المسؤوليات الى العراقيين، وخصوصا تلك المتصلة بالامن.
وقال بلير في خطاب امام النواب في مجلس العموم ان "الفصل المقبل في البصرة سيكتبه العراقيون بانفسهم".وشدد على ان الوضع الميداني يختلف بين البصرة ومنطقة بغداد التي تتصاعد فيها اعمال العنف.
رايس تؤكد ان التحالف في العراق "لا يزال متماسكا"
وفي اول رد فعل على القرار اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الاربعاء في برلين ان التحالف في العراق "لا يزال متماسكا"، وذلك اثر اعلان بريطانيا خفض قواتها في جنوب هذا البلد.وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان "التحالف لا يزال متماسكا".
تشيني: الانسحاب البريطاني من العراق يعني ان "الامور تسير في الاتجاه الصحيح"
ورحبت الادارة الاميركية اليوم الاربعاء بقرار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدء سحب القوات البريطانية من العراق واعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذا القرار يعكس التقدم المحرز في هذا البلد الذي يشهد يوميا اعمال عنف طائفية،في حين تتعرض الخطة الاميركية الجديدة لضمان امن العراق لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة.
وقال تشيني من طوكيو في حديث اجرته معه محطة "اي بي سي" الاميركية ان "ما اراه هو ان العراق بات بلدا تسير فيه الامور في الاتجاه الصحيح".واضاف تشيني الذي يزور اليابان "لقد تحدثت الى صديق قام برحلة دامت سبع ساعات بين مدينتي بغداد والبصرة ولاحظ تحسنا ملحوظا للاوضاع مقارنة بما كانت عليه قبل حوالى السنة".ومضى يقول "هذا يبرر قرار بريطانيا التي ترى ان تقدما احرز ميدانيا وانه بات من الممكن خفض عديد قواتها".
ورفض تشيني التحدث عن احتمال سحب القوات الاميركية المنتشرة في العراق.وقال "اود ان تعلموا بان الاستراتيجية الاميركية لن تكون استراتيجية انسحاب".وانتقد تشيني محاولات الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي والنائب جون مورتا رئيس اللجنة الفرعية المكلفة ميزانيات الدفاع لعرقلة نشر قوات اضافية في العراق كما تنص خطة بوش، من خلال عملية تصويت في الكونغرس.وقال تشيني "لو كان علينا ان نقوم بما تقترح نانسي بيلوسي وجون مورتا فاننا سنقوم بدعم استراتيجية القاعدة".
واعتبر السناتور جوزف بيدن المرشح الجديد للانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي استعدادا لخوض السباق الرئاسي عام 2008 انه على الولايات المتحدة ان "تحذو حذو" رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يعلن اليوم الاربعاء عن جدول زمني لسحب القوات البريطانية من العراق.وقال السناتور الاميركي في بيان انه "على الرئيس بوش ان يحذو حذو رئيس الوزراء بلير وان يبدأ بسحب قواته من العراق ويوقف ارسال قوات اضافية الى هذا البلد الذي يشهد حربا اهلية".
سوريا تصف قرار بلير بجدولة سحب القوات البريطانية من العراق بالمثير
ووصفت سوريا قرار رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الذي اعلنه اليوم بجدولة سحب القوات البريطانية من العراق بانه مثير وانه جاء بالتنسيق مع الرئيس الامريكي جورج بوش.وتساءلت الاذاعة السورية في تعليقها السياسي على قرار بلير "هل جاء هذ القرار تحت ضغط الشارع البريطاني ام ان هذا القرار المفاجىء الى حد ما جاء لان الجيش البريطاني انجز مهمته وبات عليه العودة الى بلاده".
وقالت في اول تعليق سوري على القرار "ان هناك حديثا يدور اليوم على ان وضع جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية من العراق انما هو تعبير عن موقف يقول لقد تم انجاز المهمة وترك الامر للعراقيين".واضافت ان انسحاب القوات الاجنبية من العراق امر مطلوب من قبل العراقيين قبل غيرهم الا ان وضع جدول زمني لانسحاب القوات البريطانية فقط والقول ان القوات الامريكية باقية الى ما شاء الله لايحل القضية على حد قول الاذاعة.
وتابعت "قد يكون بلير اراد ان ينهي سيرته السياسية كرئيس الوزراء بقرار يسجل له ويلبي مطالب الجمهور البريطاني".وقالت "ان العراقيين قادرون على ادارة شؤون بلدهم بكفاءة ولكن ليس قبل انسحاب القوات الاجنبية ويعود العلم العراقي يرفرف فوق التراب الوطني العراقي من اقصى الشمال الى ادنى الجنوب".
تشيني: واشنطن "تريد اتمام مهمتها" في العراق "بشكل مشرف"
وفي الشأن العراقي أيضاًاكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليوم الاربعاء مجددا على تصميم واشنطن "اتمام مهمتها" في العراق "بشكل مشرف" فيما تعلن لندن خفض عديد قواتها من هذا البلد.وقال تشيني من على متن حاملة الطائرات كيتي هوك الراسية في يوكوسوكا قرب طوكيو "اود ان تعلموا بان الشعب الاميركي لن يساند سياسة تقضي بالانسحاب" من العراق.واضاف "نود اتمام مهمتنا وان نقوم بذلك بشكل مشرف وان ننسحب من هذا البلد بشكل مشرف".وتأتي تصريحات تشيني في حين تعلن لندن حليفة واشنطن خفض عديد قواتها في العراق.
وينتشر نحو 7100 جندي بريطاني في منطقة البصرة، وتشكل القوات البريطانية ثاني اكبر كتيبة اجنبية في العراق بعد القوات الاميركية، وخسر البريطانيون 132 عنصرا منذ التدخل العسكري ضد نظام صدام حسين في 19 اذار/مارس 2003.
وكان تشيني بدأ الثلاثاء زيارة رسمية لليابان شكر خلالها طوكيو للمساعدة التي قدمتها في العراق بعد ان سحبت قواتها العام الماضي من هذا البلد ومن افغانستان.واكد على متانة التحالف الاميركي-الياباني بالرغم من الخلافات التي برزت اخيرا بين البلدين خصوصا حول الحرب على العراق.وقال تشيني ان "العلاقات بين بلدينا لم تكن يوما افضل مما هي عليه اليوم".واضاف ان "الولايات المتحدة الاميركية فخورة لتصف اليابان بانها من اقرب حلفائها".
وكان التدخل الاميركي في العراق موضع انتقادات غير معهودة من قبل بعض المسؤولين اليابانيين بينهم وزير الدفاع فوميو كيوما الذي اعلن اخيرا ان الولايات المتحدة "اخطأت" في شن الحرب على العراق.
وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "اساهي شيمبون" اليسارية الثلاثاء ان 57% من اليابانيين يؤيدون موقف وزير الدفاع.الا ان مايكل بويل الملحق الاعلامي في السفارة الاميركية في اليابان قلل من شأن اقوال كيوما.وصرح للصحافيين "لقد اكدت لنا الحكومة اليابانية (برئاسة شينزو ابيه) بان علاقتنا مع طوكيو متينة".وبعد اليابان، يزور تشيني الخميس جزيرة غوام في المحيط الهادىء لتفقد جنود اميركيين وكذلك استراليا.
المعارضة ترحب
ورحبت المعارضة البريطانية بالمعلومات الصحافية التي افادت ان رئيس الوزراء توني بلير سيعلن اليوم الاربعاء جدولا زمنيا لسحب القوات البريطانية من العراق. وصرح المتحدث باسم حزب المحافظين للشؤون الخارجية وليام هيغ لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "ما زلنا نعتقد ان تقليص قواتنا في العراق خلال هذا العام هو الخيار الذي ينبغي القيام به".
ودعا الى التأكد من "استعداد القوات العراقية لتولي امن البصرة" في جنوب العراق، ومن قدرة الوحدات البريطانية على ضمان امنها بعد خفض عددها. واضاف هيغ "من جهة اخرى، لا نريد ان تندلع معارك بين الطوائف فيما تنسحب قواتنا".
من جهته، دعا رئيس كتلة الليبراليين الديموقراطيين منزيس كامبل الذي عارض الحرب في العراق منذ اللحظة الاولى الى انسحاب سريع لكل القوات البريطانية المنتشرة في هذا البلد. وقال "نرحب بخفض القوات البريطانية في العراق"، لكنه تدارك "ما زلت اعتقد ان وجودنا يفاقم الوضع الامني وينبغي ان يكون هدفنا انسحاب كل الوحدات البريطانية بحلول نهاية تشرين الاول/اكتوبر هذا العام".
واعتبرت والدة جندي بريطاني قتل في العراق وتطالب بسحب القوات ان "اعلان (بلير بدء سحب القوات) هو امر جيد"، واضافت روز جينتل التي قتل نجلها غوردن (19 عاما) في حزيران/يونيو 2004 "انا مسرورة جدا لسائر العائلات، لكنها لحظة حزينة للعائلات التي لن يعود ابناؤها اليها".
الدنمارك تنسحب في أغسطس
وعلى صعيد متصل اعلن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن اليوم الاربعاء ان الدنمارك التي تعد من اقرب حلفاء الولايات المتحدة ستسحب كامل جنودها ال460 المنتشرين في العراق في اب/اغسطس المقبل.وصرح خلال مؤتمر صحافي ان "سحب الكتيبة الدنماركية سيتم في اب/اغسطس على ان تحل مكانها وحدة مروحيات".واضاف ان هذا القرار "اتخذ بالتشاور مع حلفائنا في التحالف لاسيما بريطانيا".
وينتشر القسم الاكبر من الجنود الدنماركيين في مدينة البصرة (جنوب) تحت القيادة البريطانية.وقتل ستة جنود دنماركيين منذ انتشار القوات الدنماركية في العراق في صيف 2003.واعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الاربعاء ان بريطانيا ستخفض عديد قواتها في العراق من 7100 الى 5500 جندي.
أستراليا لن تخفض عديد قواتها
اكد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد اليوم الاربعاء انه لن يحذو حذو نظيره البريطاني الذي ينتظر ان يعلن اليوم عن بدء الانسحاب العسكري من العراق. وقال رئيس الحكومة الاسترالية لبعض الصحافيين "حسب معلوماتي فان بلير سيبرر ذلك (الانسحاب) باستقرار الوضع في البصرة مما يسمح اليوم باتخاذ مثل هذا القرار".
واضاف هاورد عشية زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني المرتقبة الى استراليا "انهم سيحتفظون (البريطانيون) بخمسة الاف جندي ونحن (لدينا) 550 (منتشرين في العراق) -- لذلك لا اعتقد ان بامكاننا ان نجري خفضا لقواتنا".
وكان رئيس الوزراء الاسترالي المحافظ والحليف المقرب من الرئيس الاميركي جورج بوش والمعارض لاي رحيل "متسرع للتحالف"، المح الاثنين الى ان بلاده قد تزيد مساعدتها التقنية في العراق وافغانستان، وحتى ارسال مزيد من القوات الى افغانستان، انما لا تنوي ارسال تعزيزات عسكرية الى العراق.
وقال الاثنين بشان العراق لشبكة "تشانل ناين" التلفزيونية "في ما يتعلق بالقوات القتالية، اعتقد ان المستوى الراهن ملائم ولا انوي ارسال قوات اضافية. كما لا اتوقع في هذا المجال طلبا خاصا من نائب الرئيس" الذي يصل الى استراليا في 22 الجاري.
الا انه استطرد قائلا انه "لا يستبعد ارسال مدربين اضافيين (...) على الارجح عن 50 او 70 شخصا" ، لانهم "يضطلعون بدور مهم في اعداد الجيش العراقي على المهمات التي نأمل جميعا في ان يكون قادرا على القيام بها".
وينتشر نحو 1400 جندي استرالي في العراق منهم 550 في وحدة قتالية يشاركون في عمليات ونحو ثلاثين مدربا عسكريا يدربون الجيش العراقي بالقرب من تليل جنوب بغداد. وصرح المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان توني بلير ابلغ الثلاثاء الرئيس جورج بوش عن نيته البدء في سحب الجنود البريطانيين المنتشرين في العراق.
وذكرت صحيفة صن البريطانية في عددها الصادر اليوم الاربعاء ان بلير سيعلن اليوم عن بدء انسحاب جنوده من العراق. واوضحت ان اول سرية من 1500 جندي ستغادر العراق ويتوقع ان تصل الى بريطانيا بعد بضعة اسابيع على ان تتبعها اخرى من 1500 جندي بحلول عيد الميلاد.
وتنشر بريطانيا 7100 جندي في العراق حيث تعد اكبر ثاني قوة في القوات المتعددة الجنسيات. وينتشر القسم الاكبر من القوات البريطانية حول مدينة البصر بالجنوب العراقي.
القوات العراقية تتدرب
ويقوم 1700 جندي من الجيش العراقي بدورة تدريبية في معسكر في قلب الصحراء شرق بغداد يفترض ان تكمل جهوزيتهم وتخصصهم في حرب الشوارع او في حماية المواكب. ويشرف على التدريبات مدربون اميركيون وبريطانيون وعراقيون. ويجري الجنود العراقيون تدريباتهم بالذخيرة الحية ما يدفع المشرفين عليهم الى متابعتهم بدقة تجنبا لوقوع اي حادث.
وبدات هذه الدورة التدريبية قبل موعدها المحدد لان القوات العراقية بحاجة الى جنود على الارض في بغداد للمشاركة في الخطة الجديدة لتامين العاصمة ("فرض القانون") التي دخلت اسبوعها الثاني. ويفترض ان يصل عدد القوات المشاركة في العمليات في العاصمة العراقية بحلول ايار/مايو المقبل الى 85 الف رجل من بينهم قرابة 50 الف جندي عراقي.
وقال قائد القوات العراقية البرية اللواء علي غيدان الذي جاء لتفقد جنوده "لا احد غير العراقيين يمكن ان يحمي العراق". وتابع "الى متى سنظل نعتمد على قوات التحالف؟".
ويشرح الجنرال الاميركي دانا بيترد الذي يقود "مجموعة مساندة الجيش العراقي" ان الهدف من هذه الدورة هو "تدريب الجنود على التقنيات التي تمكنهم من ان يكونوا على اكبر قدر من الجهوزية للمشاركة في الخطة الرامية لتحقيق الاستقرار في العاصمة".
وسيواجه الجنود العراقيون مهمة صعبة. ففي العام 2006 قتل 17000 عراقي في بغداد التي تعصف بها التفجيرات نهارا وعمليات القتل الطائفي ليلا. ولكن الجنود تنقصهم اشياء كثيرة وهم يستغلون زيارة قائد القوات البرية لعرض احتياجاتهم امامه.
ويؤكد الجنود لقائدهم ان بعض الخوذات والسترات الواقية من الرصاص والاحذية متهالكة كما انه ليس لدى كل منهم سوى حلة عسكرية واحدة. وشكا بعضهم كذلك من انهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهور وتعهد اللواء غيدان الذي امضى معهم اليوم كله تقريبا بان يحل هذه المشكلة. وسال الجنود كذلك ان كانوا سيحصلون على اجازتهم المعتادة بعد ان يخدموا ثلاثة اشهر في بغداد وطمانهم اللواء غيدان مؤكدا انه سيكون من حقهم الحصول على قسط من الراحة.
ولكن المدرب الاميركي، الجنرال ارنولد غولدن برتي حذرهم من انه "يوم تبداوا القتال .. ستواصلونه حتى اللحظة الاخيرة". واضاف "قد تطوعت للعودة الى العراق ولا احصي الايام التي سامضيها هنا". وقال لهم اللواء غيدان "ستذهبون الى بغداد وستدافعون عن العراقيين" مطالبا رجاله، ومعظمهم من الشيعة، بان ينحوا جانبا انتماءاتهم الطائفية او القبلية. وتابع "ان عدونا شرس ولكن اذا بقينا موحدين فاننا سنكسب" المعركة.
واعتبر ان حجر الزاوية في الخطة الامنية الجديدة هو انها "تدمج قوات الجيش والشرطة وقوات التحالف" وهو ما يتيح السيطرة على العناصر التي يمكن ان يكون لديها نزعات طائفية. وقال اللواء غيدان "عندما تنتشرون في نقاط التفتيس فكروا في اسركم (...) وقولوا لهم ان الجيش العراقي يضم ابناء العراقيين من كل المحافظات". وبدا رجاله متحمسين ورفعوا بشكل جماعي بنادقهم الى اعلى تعبيرا عن استعدادهم لاداء المهمة .