قناة الجزيرة والمعارضون السوريون: إتجاه معاكس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: اعتبر معارضون سوريون ان "الاعلام العربي يحترم الانظمة ، ويحترم الخيارات الداخلية ، وخصوصية كل بلد ، حيث لانجد قناة رسمية تستهدف نظام بلد آخر ، وكأن كل القنوات العربية يديرها وزراء الداخلية العرب" ، وأبرز معارضون تجربة قناة الجزيرة الفضائية ، ووصفوا كيفية توجيه فضائيات أُخرى مع سوريا كنظام ومعارضة. وقال الدكتور عبد الرزاق عيد المفكر والكاتب السوري المعروف لـ"ايلاف"، والذي سمحت له السلطات السورية بالسفر مؤخرا بعد منعه من السفر ثم اعتقاله 13 ساعة تقريبا" ان قناة الجزيرة الفضائية اتصلت بي لاشارك في احد برامجها(الاتجاه المعاكس)حتى لايقال فقط انها لا تستضيف معارضا وليبراليا ، وكان الضيف الاخر عروبيا اسلاميا، وكان المحاور (فيصل القاسم) يبدي انحيازه لي خلال الحلقة".
ومن وراء الكواليس تحدثنا، يقول عبد الرزاق عيد ، انا والقاسم، وقلت له ان النخبة تقول انك تنحاز منذ فترة للنظام السوري ، فاكد القاسم انه ليس النخبة فقط هي من تقول ذلك ، واضاف الدكتور عبد الرزاق "في دردشاته ولقاءاته الشخصية يبدو القاسم قريبا من افكارنا كمعارضين ، ولكنه امام الشاشة يختلف تماما" .
وتابع عبد الرزاق"ان احد الكّتاب قال بعد ان استضافني القاسم ان فيصل يحاول ان يستعيد علاقته مع المتفرج العربي عبر اظهار عبد الرزاق عيد". واوضح عبد الرزاق" لقد استضافني من حوالي السنتين في برنامج مرة الى ان ظهرت مؤخرا في لقاء ثان معه" .
ورأى عبد الرزاق" ان القاسم بالصورة التي يظهر فيها برنامجه يبدو منسجما مع توجهات الجزيرة "، وزاد "فالجزيرة عرب اسلاموية(عروبية اسلامية) تعكس التوجهات الفكرية والايديولوجية للشيخ يوسف القرضاوي وحالة المصالحة بالمعنى التقليدي ، وشعارها حماسيا "، بحسب الدكتور عبد الرزاق عيد.
وقال عيد "واذا افترضنا توجه النظام السوري بات يستخدم هذا الخطاب ، وهو اصبح خطاب اليعث والاسلام اصبح ايضا هو اللازمة في تاريخ البعث (الدروشة الدينية) منذ احتلال بغداد "، واضاف "لقد خطر لهم ان يستخدموا وصفة الرئيس صدام حسين وهي وصفة العروبة بلباس اخضر".
وقال عيد ان باقي الاعلام خاضع للتأثيرات الترغيبية والترهيبية ، واعتبر "ان الترهيب اسلوب قديم لدى الانظمة ، ولكنهم الان لايقصرون في الترغيب "، على حسب تعبيره ، واضاف "ويبدو ان الخبرة الطويلة قد افادت النظام السوري، ولا استبعد ان يخترق بعض القنوات الاخرى التي يمكن ان تبدو على انها معارضة للنظام السوري مثل الحرة فمنذ عام لم تتح اية فرصة للمعارضة السورية واخر لقاء كان مع القيادي الشيوعي رياض الترك كان منذ عامين واستضافوني في برنامج قريب جدا بعدها لم تعد الحرة ومنذ عام تقريبا تستضيف شخصية سورية تنتمي الى فضاء المعارضة فكريا او سياسيا او انفتح الاعلام امامه .
واستغرب عبد الرزاق من ان قناة الحرة تنتج ذاتها اكثر من الخط اللليبرالي الخط الاميركي الغربي ويفترض انها قناة اميركية ولكنها معتدلة جدا ولا يوجد فيها اي صوت بارز ينقد سوريا كنظام . واعتبر عبد الرزاق ان قناة العربية هي الوحيدة التي تقوم بهذا اضافة الى بعض القنوات اللبنانية ". وقال ان "لجماعتنا دور مباشر ترغيبا او ترهيبا في موقف الخطاب الاعلامي للفضائيات في التعاطي مع الشأن السوري".
واضاف كان للمعارضة السورية مجال في قناة الديمقراطية ولكني سمعت منهم من محي الدين اللاذقاني انه تم التدخل مباشرة عبر رئيس القناة لايقافها عن طريق ما قال رئيس القناة انها تهديدات ولكن على الاغلب انها اغراءات ، واضاف وهذا راي الشباب وكلنا نعلم ان هذه القناة التي تم استئجارها (الديمقراطية) لساعات اسبوعيا اوقفت بعد ان باتت تلقى اهتماما متميزا عند المتلقي السوري .
وهناك سبب اخر ، بحسب مايبرر عبد الرزاق ، فسياسات النظام اقل عرضة للنقد والهجوم في الفضائيات على الاقل لانها تؤسس مايسمى فكرة تحالف قوى الممانعة والخطاب الجهادي القومي العربي ، وقناة الجزيرة تشكل العناصر المشتركة لخطاب الفضائيات حتى لو بدت شكلا على نحو مغاير لقناة الحرة على سبيل المثال ، حتى الاقنية الخاصة مثل النيو تي في .
واعتبر عبد الرزاق ان القنوات "كلها تتعامل بالمثل ، كل الاعلام العربي يحترم بعضه، يحترم الخيارات الداخلية والخصوصية، وعدم التدخل في شؤون بعضه ، ولايمكن ان نجد قناة رسمية تستهدف نظام بلد اخر ، وكأن كل القنوات العربية تدار بواسطة الداخلية العرب ووزارات الاعلام شكل من اشكال القوة التنفيذية ، وتاخذ اجراءاتها وتوجيهاتنا من وزارات الداخلية الا اذا استثنينا فترة مؤقتة من السجالات بين سوريا ولبنان ، واغلب القنوات الخاصة قابلة للبيع والشراء ، ولا يوجد استقلالية ، ولايمكن لاية قناة عربية ان تتبنى الخط الديمقراطي التنويري الليبرالي ، وليس لهذا الخط اية قناة فضائية معه لانه لا يوجد اي نظام عربي يساند التوجهات لعلمانية الحداثية " ، وقال "نحن الاكثر تهمشيا واستبعادا ومع ذلك يعتبروننا الاكثر خطرا".