السفير الأميركي يذوق طعم الحجارة في موريتانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سكينة اصنيب من نواكشوط: تباينت ردود الأفعال حول حقيقة الحادث الذي تعرض له القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية السفير شارل اتوينيغ قبل أيام، الى أن صرح في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب الورشة التي نظمتها سفارة الولايات المتحدة لصالح 20 صحفيا، واستمرت 4 أيام، بأن ما حدث له من مضايقات، منذ أيام في جامعة نواكشوط، لا يعتقد أنه حادثا عرضيا حيث قامت مجموعة من الطلاب برشق موكبه بالحجارة، في نفس الوقت الذي كان سيسلم فيه بعض معدات المعلوماتية لجامعة نواكشوط.
وقال السفير أن لكل أحد الحق بالتعبير، بالأسلوب الذي يراه مناسبا، واستدرك قائلا "ألا أن العنف لا يؤدي إلى نتيجة".
وكانت الصحف الموريتانية قد تناولت الحادث الغير مسبوق في موريتانيا بكثير من التحليل والرصد وأكدت أن المسؤول الأمريكي تعرض لاعتداء من قبل مجموعة من الطلاب الغاضبين من السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط بينما كان يقوم بزيارة للجامعة، وقالت أن أي جهة طلابية لم تعلن مسؤوليتها عن الحادث الذي أثار مخاوف العاملين في جامعة نواكشوط.
وبينما توخت بعض الصحف المصداقية في نقل الخبر عمدت أخرى الى اضافة بعض التفاصيل تبين فيما بعد أنها عارية من الصحة، حيث قالت صحيفة ذائعة الصيت أن مجموعة من الطلاب الغاضبين هاجموا القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالحجارة قبل أن تتدخل مجموعة منهم لتمزيق ربطة عنقه ونزع العلم الأمريكي عن سيارته التي دخل بها الجامعة. وذكر المصدر ان السفير لم يتعرض بشكل مباشر لأي أذى، لكن احد أعضاء وكالة "ام بي آي" أصيب بلكمات أثناء محاولته إبعاد الطلبة الغاضبين عن موكب السفير الأمريكي.
وأشارت أن الجامعة تدخلت لحماية المسؤول بينما اعتصم العشرات من الطلاب أمام كلية القانون وهم يرددون شعارات معادية للولايات المتحدة الأمريكية وسياسياتها الخارجية خصوصا في فلسطين والعراق.
كما أكدت صحيفة أخرى تعرض توينينج أثناء زيارته لجامعة نواكشوط لاعتداء من جانب مجموعة من الطلاب الغاضبين احتجاجا على السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وقالت أن مجموعة من الطلاب الساخطين من السياسات الأمريكية في المنطقة هاجموه بالحجارة، وقام بعضهم بتمزيق ملابس السفير ونزع العلم الأمريكي عن سيارته التي دخل بها الجامعة.
وأوضحت أن أمن الجامعة تدخل لحماية شارل اتوينيغ بينما اعتصم العشرات من الطلاب أمام كلية الآداب، وهم يرددون شعارات معادية للولايات المتحدة وسياساتها الخارجية.
وقبل أن يصرح اتوينيغ بما تعرض له نفى مصدر في السفارة الأمريكية وآخر في الاتحاد العام لطلبة موريتانيا تعرض السفير لاعتداء جسدي أثناء تواجده في جامعة نواكشوط، وقال المصدر ان المسؤول الأمريكي لم يتعرض بشكل مباشر لأي أذى، لكن احد اعضاء وكالة "ام بي آي" أصيب بلكمات في مناطق من جسده اثناء محاولته ابعاد الطلبة الغاضبين عن موكب السفير الأمريكي.
كما نفى الاتحاد العام لطلبة موريتانيا تعرض موكب القائم بالأعمال للرشق بالحجار او الاعتداء المباشر، وأكد عمر ولد احمد سالم الأمين العام لاتحاد الطلبة ان القائم بالأعمال لم يتعرض داخل الجامعة لأي اعتداء جسدي مباشر، وقال ان بعض الطلبة أثار غضبهم مشهد تواجد موكب السفارة الامريكية في الجامعة، واظهروا استياءهم الشديد من هذا التصرف أمام الموكب، دون أن يصف الطريقة التي عبر بها الطلبة عن موقفهم.
ويعد هذا الاعتداء الأول من نوعه على مسؤول دبلوماسي في موريتانيا، إلا أنه ليس مستبعدا على طلاب جامعة نواكشوط، فالجامعة تعد أهم معاقل التيار الإسلامي في موريتانيا، تؤطر الطلبة وتنظم حركات احتجاجية تضامنا مع فلسطين والعراق وتنديدا بإسرائيل وأمريكا.
وقد رفض اتحاد الطلبة المساعدة التي قدمتها السفارة وتتمثل في تجهيزات ومعدات. ولم تقدم السلطات الموريتانية على شن حملة اعتقالات في صفوف الطلاب كما تنبأ المراقبون ردا على الاعتداء الذي تعرض له المسؤول الأمريكي في جامعة نواكشوط، وأرجع مراقبون احجام السلطات عن اعتقال الطلبة الى رغبتها في طي صفحة الحادث الذي يخدش سمعة الأمن بموريتانيا.
ولم تنفع سياسات السفارة الأمريكية في كسب ود الطلبة حيث منحت مؤخرا ثلاثة طلاب أكملوا السلك الأول الجامعي بقسم الانكليزية بجامعة نواكشوط ثلاث منح لإكمال دراستهم بالسلك الثاني الجامعي في الولايات المتحدة في إطار برنامج خاص يدعى فولبرايت.
وتم الاعلان عن هذه المنح خلال حفل استقبال خص به القائم بأعمال السفارة الطلاب الثلاثة وحضرته الصحافة وقال شارل اتوينيغ ان البرنامج المذكور المعروف ببرنامج السلك الثاني عبر الصحراء يرمي الى تنمية القدرات المهنية لدى الطلاب الذين يريدون ان يصبحوا أساتذة في التعليم الأساسي او الثانوي وتمكينهم من اكتشاف الثقافة والتعليم الأمريكيين.
وأضاف أن الممنوحين سيتلقون دورة تدريبية مركزة في اللغة الانكليزية قد تصل الى ستة أشهر قبل تسجيلهم في السنتين الأخيرتين من برنامج السلك الثاني الجامعي والحصول على شهادة الليسانس في التربية.
وتقوم السفارة الأمريكية التي يقع مقرها قرب القصر الرئاسي في نواكشوط، بنشاط بارز في هذه الفترة "بهدف دفع العملية السياسية في البلاد وعودة النظام الديمقراطي"، وقامت مؤخرا باطلاق سلسلة من المبادرات السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مارس (آذار) المقبل.
وكشفت السفارة عن رغبتها في التعاون مع الجهات الحكومية والأحزاب واللجنة المستقلة للانتخابات، للدفع بالعملية السياسية في البلاد، وبدأ شارل اتوينيغ حملة دبلوماسية من خلال زيارته لمقرات بعض الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية حيث استماع إليهم واطلاع على برامجهم وبحث معهم التطورات الجارية في موريتانيا.
وفي اطار نشاطاته السياسية للاتصال عن كثب مع أطراف الساحة السياسية الموريتانية وتدارس المستجدات الحالية والتقاء بمرشحي الرئاسة وقادة الأحزاب، اجتمع توينينج لأول مرة مع قادة التيار الإسلامي (الاصلاحيون الوسطيون) وذلك لمناقشة الأوضاع السياسية الجارية في البلاد والتحاور عن قرب بدل الاكتفاء بالنقل والسماع.
وضم الاجتماع محمد جميل ولد منصور منسق الإصلاحيين الوسطيين والسفير السابق المختار ولد محمد موسى وعضو المنسقية أعمر ولد محمد ناجم. ويأتي هذا اللقاء في وقت تتعاظم فيه قوة الاسلاميين حتى أن بعض المراقبين يرون أن النجاح في الرئاسيات سيكون حليف من يقف الاسلاميين الى جانبه.
واستطاع التيار الإسلامي في موريتانيا أن يحقق نتائج طيبة في الانتخابات البلدية والتشريعة الماضية رغم الضغوطات التي يتعرض لها حيث منع قادته من تشكيل حزب سياسي واكتفوا بالترشح كمستقلين، وفازوا بعشرة بلديات بينها أربعة في العاصمة نواكشوط كما حصلوا على خمس مقاعد في البرلمان وثلاثة في مجلس الشيوخ.
وبدأت السفارة الأمريكية في نواكشوط منتصف الشهر الجاري حملة حول توعية الناخبين الموريتانيين بضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة يوم 11 مارس (آذار) القادم
وقال شارل اتوينيغ أن هذا المشروع يدخل في إطار الدعم المقدم من الولايات المتحدة لإرساء الديمقراطية والتنمية في كافة أنحاء العالم.
واضاف ان هذا المشروع تمت صياغته بالتشاور مع اللجنة المستقلة للانتخابات في موريتانيا وسيشمل جميع المدن الكبرى في البلاد مبرزا ان أهميته تتجلى في كونه يأتي وسط التحولات الكبيرة التي تشهدها موريتانيا منذ أكثر من سنة.
ولن ينس الموريتانيون السفير الأمريكي السابق جوزيف لوبارون الذي انتهى فترة اعتماده سفيرا بنواكشوط قبل شهرين بعد أن أمضى فيها أزيد من ثلاث سنوات، فقد كان سياسيا محنكا يجيد اللغة العربية واستطاع ربط علاقات متينة بأطراف موريتانية كانت الى وقت قريبة معادية للسياسة الأمريكية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
وتستفيد موريتانيا من المساعدات الأمريكية الضئيلة المخصصة لها والتي ترد على شكلين:
-المساعدات الفنية التي تأتي عن طريق الأمم المتحدة.
-المساعدات المالية التي تأتي عن طريق المعهد الأمريكي لدعم الديمقراطية وهو منظمة غير حكومية يعهد إليها بدعم التجارب الديمقراطية في العالم.
وحين سؤل السفير شارل اتوينيغ عن أسباب ضعف المساعدات الأمريكية المقدمة لموريتانيا واحجام أمريكا عن تنفيذ مشاريع تنموية سبق وأن وعدت بتنفيذها، قال بأن الحكومة الأمريكية لا تتعامل مع الحكومات الانقلابية، حيث تعلق جميع برامجها التنموية حتى يتم انتخاب حكومة ديمقراطية (في اشارة الى أن الحكومة الحالية جاءت عن طريق انقلاب 3 أغسطس (آب) 2005).
وأكد أن الأمريكيين علقوا في السابق جميع برامجهم التنموية بسبب الموقف الموريتاني المشبوه تجاه حرب الخليج الأولى، والتصفيات العرقية التي قامت بها الحكومة السابقة، (ويعني حكومة ولد الطايع التي أعدمت بعض الزنوج سنة 1989 قاموا بتنفيذ انقلاب، وآخرين حين اندلعت الحرب بين موريتانيا والسينغال في نفس السنة).
وفي المقابل تستفيد أمريكا من كل ما يمكن أن تقدمه دولة افريقية تقع على الساحل الأطلسي في الحرب على الارهاب واعتقال المشتبه بهم وحبسهم دون توجيه تهم اليهم، سيما في عهد الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع الذي أقدم على تطبيع العلاقات مع اسرائيل عام 1999 في أوج الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ارضاء لأمريكا، وتحمل ولد الطايع مخاطر ارضاء أمريكا من خلال الانقلابات المتكررة التي نفذت على نظامه وكانت كلها تدعي أن العلاقات مع اسرائيل من أهم أسباب التخطيط للانقلابات.
وعين شارل اتوينيغ في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية الأمريكية سنة 1964، وتخصص في شؤون مدغشقر وفيتنام وساحل العاج وتايلاند، وشغل عدة مناصب من ضمنها مدير مكتب شؤون ساحل العاج والنّيجر ثم أستراليا ونيوزيلندا.
وأعاد تمثيل الولايات المتحدة في كامبوديا عام 1991 كرئيس البعثة الدبلوماسية هناك، ثم عين سفيرا في كامبوديا بعد الانتخابات المنظمة من طرف الأمم المتحدة عام 1994.
وعمل سفيرا في الكاميرون وغينيا الاستوائية من سنة 1996 إلى 1998، ثم أصبح مستشارا لقائد قوات الولايات المتحدة بالمحيط الهادئ من 1998 إلى 2001.
وعين بعد ذلك في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كمستشار أول لشرق آسيا والباسيفيك لثلاث فترات متفرقة سنوات 2001، و2002، و2003.
ومن سنة 2003 حتى 2006 عمل كقائم أعمال في عدة دول افريقية مثل غانا وتوجو