أخبار

إستقبال فاتر لخالد مشعل في القاهرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جدل حول دور مصر بعد تجاهلها في "عرس مكة"
إستقبال فاتر لخالد مشعل في القاهرة

مشعل إلى موسكو الأحد المقبل

أبو عمر: تعرضت لتعذيب وحشي في سجون مصر

البحث عن فلسطيني رابع متهم بالتخطيط لعملية انتحارية في مصر

نبيل شرف الدين من القاهرة : بدا واضحاً أن الأجواء التي تحيط بزيارة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إلى القاهرة، قد ألقت بظلالها على درجة حرارة استقبال الرجل الفلسطيني الثاني بعد رئيس السلطة محمود عباس، وربما كان يزاحمه تأثيراً وحضوراً أيضاً .

وخالد مشعل الذي استهل بالقاهرة جولة خارجية، تتواكب مع جولة محمود عباس الأوروبية، حيث يسعى الأخير إلى اقتناص تأييد الاتحاد الأوروبي بصفته طرفاً هاماً في الرباعية الدولية، بينما يسعى مشعل في اتجاه آخر صوب موسكو، وهي أيضاً طرف في الرباعية الدولية، التي أصبح مستقبل القضية الفلسطينية في قبضتها، وبالطبع فلن يفوت مشعل أن يعرج على طهران، الخصم المراوغ، العنيد، والمستعصي على واشنطن .

وبالطبع لا يمكن أن نتجاهل الدلالة الرمزية لتوقيت جولة مشعل الدولية، التي تأتي في أعقاب توقيع "اتفاق مكة"، بين حركتي فتح وحماس، برعاية سعودية، وهنا مكمن ومبرر الفتور الذي استقبل به مشعل في القاهرة، فبالطبع لم يستقبله الرئيس المصري حسني مبارك، لا قبل الاتفاق ولا بعده، وأزعم أنه لن يلتقيه في المدى المنظور .

القاهرة والرياض
مشعل والوفد الفلسطيني فيما تجاهلت هذه الزيارة بشكل واضح كل الصحف الرسمية ووسائل الإعلام التي تهيمن عليها الحكومة، والسبب ببساطة أن هناك إحساساً عميقاً بالمرارة لدى القاهرة، من تجاهلها بعد كل جهودها من أن تدعى إلى "عرس مكة"، وهو الأمر الذي ابتلعت معه القاهرة الرسمية ما وصفته أقلام مصرية في تعليقاتها بالصحف، بأنه "إهانة" لم تكن لتحدث لولا تراجع الدور المصري الإقليمي، على نحو لم يعد يفيد معه الإنكار والاستنكار وتدبيج قصائد الفخر العصماء حول ريادة لم تعد قائمة، وما حدث من تجاهل لمصر في "عرس مكة"، ليس أكثر من محطة جديدة من محطات سحب البساط من تحت أقدام القاهرة وشرم الشيخ وبقية حواضر مصر، ولعل المراقب لأحداث التاريخ القريب يذكر ما حدث حين استحوذت الرياض على اللقطة الأخيرة لأزمة "لوكيربي" الليبية، وبعدها جاء تفاهم الفرقاء السودانيين في مكة، ولا يخفي على أحد أن ليبيا والسودان يشكلان فضاء استراتيجيا لمصر لا تقل أهميته عن الفضاء الاستراتيجي الذي تشكله دول الخليج واليمن للسعودية، وبالتالي فإن كل العبارات الدبلوماسية المنمقة التي يمكن أن تقال في القاهرة أو الرياض، عن الأواصر والتفاهمات، لا يمكن أن تغطي عين الشمس بغربال، وتتجاوز حقائق التاريخ والجغرافيا وحسابات السياسة الإقليمية .

وتجاوزت حدود التعبير عن هذه المرارة تعليقات الصحف، ليعبر عنها صراحة بعض الرسميين وأشباه الرسميين، ومنهم مصطفى الفقي ـ وهو ليس مجرد نائب، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، بل عمل لسنوات طويلة سكرتيراً للرئيس حسني مبارك، وقد أعرب الفقي عن شعوره بالمرارة لعدم قيام السعودية بتوجيه الدعوة لمصر لتكون حاضرة خلال مراسم توقيع "اتفاق مكة"، وإن كان استدرك ـ بشكل دفاعي يمكن تفهم دوافعه ـ إن هذا الاتفاق تأسس بجهد مصري يعرفه الجميع، سواء من خلال اتصالات ولقاءات ظل يجريها الرئيس مبارك شخصيا، وعمر سليمان رئيس المخابرات، فضلاً عن وجود بعثة مصرية أمنية سياسية مقيمة في غزة، تلتقي إسماعيل هنية ومحمود عباس باستمرار.

واختتم الفقي تصريحاته معرباً عن اعتقاده بأن تجاهل دعوة مصر ليس متعمداً، وقال "إن الجميع يلعبون في الملعب"، غير أن هناك مراقبين مصريين قالوا صراحة إن مصر في ما يبدو باتت "تلعب خارج الملعب"، وهو ما ذهب إليه المعلق السياسي مجدي مهنا، حين أكد أن وراء تنامي الدور السعودي في المنطقة جهدا كبيرا وطهاة مهرة، يلعبون الدور احترافيا لدعم دور بلادهم، بينما نحن في مصر لدينا نقص بل فقر في الطهاة، بحيث لم يعد لدينا سوى طاه واحد هو رئيس الجمهورية" كما ورد بمقاله بصحيفة "المصري اليوم"
لكن سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، حرص على نفي أن يكون دور مصر في القضية الفلسطينية قد تراجع بعد توقيع "اتفاق مكة" بين فتح وحماس، قائلاً بذات اللهجة الرسمية "إن هذا الدور لن يتراجع، فهو مستمر وفاعل ولم يتم التوصل لاتفاق مكة إلا بعد تحضير مساحة على الأرض لا يستطيع أن يوفرها سوى الجانب المصري .

مصر والفلسطينيون
وفضلاً عن الرياض، فقد كان هناك أيضاً إحساس مصري عميق بالمرارة تجاه الفلسطينيين، ففي الوقت الذي تحتمل فيه القاهرة مشقة تحمل العبء الأكبر من القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين عاما، ومع ذلك فلم يوقع القادة الفلسطينيون اتفاقهم في القاهرة، ولم يكتفوا أيضاً بتجاهل دعوتها، بل وصل الأمر إلى حد الاعتداء على وفد المخابرات المصرية فضلاً عن اعتداءات مسلحة سابقة على حرس الحدود المصريين، وصلت إلى قتل وإصابة بعض الجنود، وأخيراً أعلنت أجهزة الأمن المصرية أنها اعتقلت فلسطينيا بحوزته حزام ناسف، كان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية ضد سياح إسرائيليين في جنوب سيناء، بعد أن تسلل إلى مصر عبر نفق يربط بين قطاع غزة ومدينة رفح المصرية .

وقالت مصادر أمنية مصرية إن الشرطة عثرت لدى تفتيش ذلك الشخص الفلسطينيين على حزام مع كمية كبيرة من المواد المتفجرة, مشيرا إلى أنه اعترف للمحققين بأنه كان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية في أحد المنتجعات التي تستقبل عادة العديد من السياح الإسرائيليين في جنوب سيناء .

غير أن مصر الرسمية مع ذلك، لم تشأ الخروج تماماً من الساحة، واكتفت ـ في ما يبدو ـ بأي زاوية من الصورة، لهذا استقبل أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، خالد مشعل الذي صرح عقب لقاء استغرق ساعة ونصف الساعة بأن "الحوارات والنقاشات مع أبو الغيط كانت صريحة وشفافة وتحدثنا خلالها عن ما بعد اتفاق مكة ودور مصر الكبير من أجل تسويق هذا الاتفاق وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وتعامل المجتمع الدولي مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية" .

وبلهجة دبلوماسية أكد مشعل حرصه "على التنسيق مع مصر الشقيقة الكبرى"، وعبر عن ثقته الكاملة بنجاح "اتفاق مكة" في رفع الحصار عن الفلسطينيين، وقال "لابد للاتفاق أن ينجح لأنه لا يوجد خيار أخر"، على حد تعبيره .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف