باحثون إسرائيليون يتحدثون عن أبعاد اتفاق مكة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بين انتظار موقف الرباعية ورفع الحصار
باحثون إسرائيليون يتحدثون عن أبعاد اتفاق مكة
عودة الاشتباكات بين فتح وحماس: 3 قتلى و15 جريحا
عباس وصل الى باريس للقاء شيراك
مشعل يؤكد ان دولا اوروبية ستستأنف مساعدة الفلسطينيين
خلف خلف من رام الله: في ظل تأجيل اللجنة الرباعية الإعلان عن موقفها النهائي حيال حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية حتى تشكيلها، يبقى الباب مفتوحاً للتكهنات حول إمكانية نجاح هذه الحكومة في رفع الحصار الدولي المفروض على السلطة منذ تشكيل حماس لحكومتها في الربيع الأول من العام الماضي.ولكن على كل الأحوال فإن اتفاق مكة برعاية خادم الحرمين الشريفين وفر للفلسطينيين للمرة الأولى قسطاً من الراحة وذلك بإلقائه الكرة في الملعب الإسرائيلي والدولي. وهذا ما ترجمه أيضاً شلومو بروم جنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي والباحث في مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، والذي يقول في تحليل سياسي له نشر اليوم السبت: الآن أصبحت الكرة في ملعب اللاعبين الدوليين وإسرائيل، والذين يتعين عليهم أن يقرروا إذا ما كانت هذه الصيغة توفر بداية للالتزام بشروط اللجنة الرباعية.
"والتي تتيح الشروع بالعمل والتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة ورفع الحصار والعقوبات، أم أنها بعيدة عن المطلوب وبالتالي فإن الموقف الملائم هو مواصلة الضغط على الحكومة الفلسطينية إلى أن تستجيب بصورة أكثر للمطالب (الشروط) الثلاثة"، على حد قول الجنرال الإسرائيلي.
ويتوقع الجنرال بروم نشوب خلاف حول هذه المسألة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وبين الإتحاد الأوروبي وروسيا من جهة أخرى. موضحاً: "الطرف الأول "الولايات المتحدة وإسرائيل" سيتمسك على الأرجح بالموقف المتشدد، في حين سيقول الأوروبيون- وهذا هو الموقف المعلن حالياً من جانب روسيا- إن اتفاق مكة يؤسس لعملية اعتدال في مواقف "حماس" يجب تشجيعها من خلال العمل مع الحكومة الجديدة ورفع العقوبات.
يأتي هذا في وقت تتخبط فيه إسرائيل حيال الموقف الذي يتوجب عليها اتخاذه حيال حكومة الوحدة، وبخاصة أنه لأول مرة يصطف الفلسطينيون في حكومة وحدة، فإذا أصرت إسرائيل على موقفها من المرجح أن تخسر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعتبره من المعتدلين في الساحة الفلسطينية مقارنة مع قادة حركة حماس.
خطة تحرك إسرائيلية
الباحث الإستراتيجي في جامعة تل أبيب أمير كوليك اقترح في تحليل سياسي موسع له نشره اليوم مركز "مدار" خطة تحرّك إسرائيلية حيال حكومة الوحدة الفلسطينية. حيث يقول كوليك: "يمكن الإشارة إلى طريقة عمل يُستحسن إتباعها من قبل الجانب الإسرائيلي، وتشمل بلورة خطة بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاعتراف مشروط بالحكومة الفلسطينية الجديدة، ورفع الحصار السياسي والاقتصادي تدريجياً عن السلطة الفلسطينية، على أن يتم كل ذلك بناء على خطوات إيجابية تقوم بها الحكومة الفلسطينية في عدة مجالات:
1. المخطوفون: تنفيذ صفقة الإفراج عن جلعاد شليط.
2. وقف إطلاق النار: تعزيز وقف إطلاق النار والتوقف عن إطلاق صواريخ القسام.
3. عمليات التهريب: الحدّ بصورة ملموسة من عمليات التهريب عبر الحدود مع مصر (وفقاً لصيغة "100% جهد").
4. العملية السياسية: استئناف العملية السياسية والتقدّم فيها، وفي هذا السياق فإن اللقاء الثلاثي (عباس- أولمرت- رايس) قد يشكل منصة مريحة.
5. الصعيد المالي: بلورة آلية تضمن الشفافية في كل ما يتعلق باستخدام وإنفاق الحكومة الفلسطينية الجديدة للأموال التي ستحول إليها. ولعل حقيقة أن وزير المالية المقبل، سلام فيّاض، كان ممن قادوا عملية الإصلاح المالي في السلطة، يمكن أن تضمن تحقيق هذا الشرط.
6. التقدم في الاستجابة الفعلية للشروط الثلاثة (التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية).
وحسب كوليك: "إن التقدم في هذه المجالات وفقاً لجداول زمنية يتم تحديدها مسبقاً، سيؤدي إلى تحقيق رزمة خطوات إيجابية من جانب إسرائيل والمجتمع الدولي، كضخ الأموال والإفراج عن أسرى ومعتقلين ومنح تصاريح عمل في إسرائيل وإزالة حواجز عسكرية وانتظام العمل في المعابر.. الخ".
اللعبة الوحيدة
ويضيف كوليك: "إذا قامت حكومة الوحدة الفلسطينية فسوف تكون بلا شك حكومة هشة. فحتى بدون عمليات إحباط سياسية إسرائيلية، فإن الشراكة بين "حماس" و"فتح" في حد ذاتها، والتوتر بين الحركتين وانعدام الوضوح في ما يتعلق بالطريق السياسية للحكومة الجديدة، كلها تكفي لإفشال اتفاق مكة وتفكك حكومة الوحدة. مع ذلك يبدو أن حكومة وحدة فلسطينية يمكن أن توفر بداية لتشكيلة من السيرورات التي تضمر طاقة تغيير إيجابي".
وتيابع كوليك: "علاوة على ذلك، فإنه في ظل الأوضاع الراهنة في الساحة الفلسطينية - ضعف أبي مازن وحركة "فتح" وصعود التيار الإسلامي بزعامة "حماس" إلى جانب الفوضى الداخلية السائدة في الأراضي الفلسطينية- يبدو أن حكومة الوحدة تشكل في هذه اللحظة "اللعبة الوحيدة في المدينة" التي يمكن لها أن تدفع العملية الإسرائيلية- الفلسطينية في اتجاه أكثر إيجابية".
واختتم الباحث الإسرائيلي قوله: "في ضوء كل ما تقدّم فإن حكومة إسرائيل ستحسن صنعاً إذا ما اتخذت موقفاً يتسم بقدرٍ أكبر من المبادرة والفاعلية في الساحة الفلسطينية وأن لا تترك مجريات الأمور للصدف".