مسؤول عسكري إسرائيلي هو العقل المدبر لحفريات الأقصى

بشار دراغمه من رام الله: قالت مصادر إسرائيلية أن مسؤولا عسكريا إسرائيلا هو العقل المدبر للحفريات التي تجري في المسجد الأقصى المبارك وتوسيع ساحة البراق وإقامة كنيس يهودي قبالة الأقصى.ووفقا لتلك المصادر فأن المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية يورام زاموش كان قد دخل ساحة الأقصى المبارك في عام 1967 ورفع العلم الإسرائيلي فوق الحائط الغربي وأعد مخططه الذي يجري تنفيذه اليوم. ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية فأن زاموش هو العقل المدبر وراء مخططات اقامة كنيس يهودي مقابل الاقصى وتوسيع ساحة البراق (المبكى) والحفريات حول الحرم القدسي وتحت البلدة القديمة بدعم حكومي.

وقالت الصحيفة أن هذه ليست الخطة الوحيدة لزاموش فقد أعد رسوما ومجسمات مفصلة لكنيس كبير سيقام على حسب خطته فوق مبنى المحكمة في الطرف الشمالي للحائط ويطل على المسجد الاقصى. ومهمة اخرى أقامها لنفسه هي الكشف عن مسار الشارع القديم لمدينة داود الذي أفضى الى الهيكل، وهو مشروع سيقتضي هدم عشرات بيوت الفلسطينيين في قرية سلوان.

وتقول الصحيفة:"لكن من يسأل يورام زاموش؟. يتبين أن أناسا كثيرين، وموظفين كبارا، وساسة، وخبراء، وصاحب مليارات واحد على الأقل ورئيس الحكومة السابق اريئيل شارون تناولوا اقتراحه بجدية ونجح في تجنيد طائفة من المؤيدين. والخصوم غير القليلين ايضا".

وتابعت الصحيفة:"لماذا يفعل زاموش هذا؟ لا أريد أي منصب ولا أي مال بالتأكيد، هكذا يقول. لم يرسلني أحد، لكن يوجد لي حساب مع أجدادي وأجداد أجدادي، ومع نائب قائد لوائي موشيه ستمبل، الذي كان معي عندما حررنا حائط المبكى وقُتل بعد ذلك بعدة اشهر في مطاردة رجال منظمات في الغور.
حرب 1967".

تقول الصحيفة الإسرائيلية:" يورام زاموش أحد الرقباء المنسيين من حرب الايام الستة. في سن الخامسة والعشرين كان زاموش قائد السرية الذي رفع علم اسرائيل فوق الحائط الغربي. في خدمته النظامية والدائمة في دورية المظليين، خرج الشاب ابن الكيبوتس المتدين يفنه في جولات دوريات وراء خطوط العدو في شرقي المدينة، للاستعداد للمهمة المأمولة. وقد عرف طرق الوصول جيدا، من عدد لا يحصى من نقاط المراقبة أجراها على المدينة كجندي وبعد ذلك ايضا. عندما سُرح في 1966 أرسله الكيبوتس لعدة اشهر تقوٍ في المدرسة الدينية مركاز هراف في القدس، ومن هناك خرج مع الطالب الأسن منه، حنان بورات، لمشاهدة الجبل المحبوب.

وتقول الصحيفة أنه جرت على الخطة تغييرات مختلفة عندما تلقى زاموش نصائح باخفاء بعض مميزاتها، مثل فكرة فتح أبواب اخرى نحو الحرم، وفي ضمنها باب باركلي القديم الموجود تحت باب المغاربة (يسمى الباب باسم مكتشفه، قنصل الولايات المتحدة في القدس في القرن التاسع عشر). وضوئلت كذلك خطة احتلال الحرم القدسي من جديد باغراقه بملايين الزوار اليهود، مع كسر حظر الحاخامية الرئيسة دخول اليهود الى جبل الهيكل - الحرم القدسي - .

أحد المركبات الرئيسة في الخطة التي صيغت، ويسمى كيدم يروشاليم (القدس القديمة) ونشر أمر وجوده قبل اسبوع على يدي ناحوم بارنيغ في يديعوت احرونوت، هو بناء كنيس كبير فوق مبنى المحكمة، يسمى أور يروشاليم (نور القدس) ويطل على منطقة جبل الهيكل. يسميه زاموش الكنيس التمثيلي والمركزي للشعب اليهودي في باحة حائط المبكى.

تحت المبنى، خُطط لتوسيع وتعميق باحة حائط المبكى الى عمق نحو 15 مترا وإبعاد جسر باب المغاربة. وهكذا سيتم الكشف عن الحائط كله، وفي ضمنه الأبواب القديمة عند أساسه، وستزيد مساحة الباحة وستصبح على حسب ما يقول زاموش ميدان القديس بطرس للشعب اليهودي، في حين يكون الكنيس فوق المحكمة قبتنا السيستينية. بخلاف الخطة الأصلية، سيظل باب باركلي مغلقا وتوضع عليه أبواب من النحاس فخمة. وهو يرى في خياله ساحة كبيرة ونظيفة، لن يستطيع دخولها الحاخامات ومقربوهم بسياراتهم، لن يكون هناك لا علم ولا نظام جنود ولا لافتات لجميع أنواع المدارس الدينية التي تتصرف هناك كتصرفها بأملاكها.

لكن الخطط لا تقتصر فقط على المنطقة حول حائط البراق. في اطار القدس القديمة بل يخطط زاموش ورفاقه للكشف عن جميع مسار الشارع القديم لمدينة داود، الذي أفضى الى الهيكل، في مشروع تشترك فيه رابطة اليمين إلعاد (الى مدينة داود). سيقتضي التنفيذ هدم 55 بيتا للفلسطينيين، أصبحت الرابطة قد اشترت بعضا منها.

يوجد في الخطة ايضا بناء لمتنزه في حديقة الآثار هعوفل، يفضي الى الحرم القدسي، ومتنزه آخر بقرب كنيسة الجثمانية، مخصص في الأساس للحجاج النصارى الذين يسيرون في الطريق الأخير ليسوع، وكذلك تطوير طرق للوصول، ومواقف للسيارات، ونفق نقل تحت المدينة القديمة وتوسيع مغارة تصدقياهو الى ما تحت الربع الاسلامي، وقطار هوائي كبير يحمل الزائرين من محطة القطار القديمة في غربي المدينة، فوق وادي جهنم الى مداخل الحرم القدسي.