أخبار

تجاذب اميركي روسي بشأن منظومة الصواريخ الدفاعية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


واشنطن: تعمل موسكو وواشنطن على تهدئة المخاوف من إحياء الحرب الباردة بين القطبين إثر اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بالسعي إلى إشعال سباق تسلح دولي جديد. إلا أن الخلاف بشأن منظومة الصواريخ الدفاعية الاميركية بدا واضحاً في التجاذب بين وزيري خارجية البلدين: الاميركية كوندليزا رايس والروسي سيرغي لافروف الذي كتب في "واشنطن بوست" الاميركية قائلاً إن تصريحات بوتين الأخيرة استقطعت من سياقها، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقال لافروف "من ردة فعل بعض السياسيين والصحفيين الغربيين يخيل للبعض أن الرئيس الروسي تمنى تأجيج مواجهات خطابية مناوئة للأمريكيين لإشعال حرب باردة آخري." ومن جانبها، استبعدت رايس أن يعود التجاذب الخطابي بالدولتين إلى حقبة الحرب الباردة "روسيا ليست الاتحاد السوفيتي وعلينا إدراك ذلك.. نتعاون مع الروس على عدد من الجبهات: على صعيدي كوريا الشمالية وإيران - نسعى لمنع إرهاب نووي."

واتهم الرئيس الروسي في كلمة بألمانيا هذا الشهر الولايات المتحدة "بتخطي حدودها القومية بشتى السبل والترويج لسباق تسلح دولي." وعكست انتقاداته، بجانب تصريحات مسؤولين روس آخرين، قلق الكرملين من نشر المنظومة الصاروخية الاميركية في بعض دول الاتحاد السوفيتي سابقاً، مثل بولندا وجمهورية التشيك. وأوضح وزير الخارجية الروسي أن كلمة بوتين تعكس معارضة روسية لتوسيع الولايات المتحدة قواها دون مشاورة الدول الأخرى.

وكتب في مقالته "دعا إلى عالم متعدد الأقطاب تعمل فيه المصالح المختلفة معاً، بصورة مشتركة، لتشكيل هيمنة عامة على القضايا الدولية.." وأردف قائلاً "ماذا ستعتقد روسيا عندما تسعى الولايات المتحدة لنشر أنظمة مضادة للصواريخ في شرقي أوروبا."

وردت رايس بالإشارة إلى أن المخاوف الروسية "غير مبررة ." واستطردت بالقول "كل من له خبرة في هذا المجال يعلم أنه لا يمكن أن تمثل 10 صواريخ اعتراضية تهديداً لروسيا أو أنها ستقلل من شأن الآلاف من الرؤوس الحربية في الترسانة الروسية الرادعة."

وكان وزير الخارجية الروسي قد أشار الأربعاء الفائت إلى أن الكرملين يرى في نشر الولايات المتحدة لصواريخ دفاعية في إطار المنظومة الصاروخية في أوروبا مؤشراً على سعيها للتفوق نووياً على روسيا. وقلل لافروف من شأن المزاعم الاميركية بأن نشر عشرة صواريخ اعتراضية، في كل من بولندا وجمهورية التشيك، يأتي في معرض التصدي لأي تهديدات صاروخية من إيران.

وأشار قائلاً في هذا السياق "إذا كانوا يتحدثون عن تهديدات محتملة من قبل إيران أو كوريا الشمالية، فكان يجب نصب الصواريخ الدفاعية في مواقع مختلفة." وأضاف "لا يسعنا إلا أن نقول إن تلك التسهيلات قادرة على اعتراض صواريخ مصدرها روسيا." وقال وزير الخارجية الروسي إن اكتساب أمريكا قدرة على اعتراض الصواريخ الروسية قد تتيح لها النظر في إمكانية تسديد ضربة نووية على روسيا دون تخوف من رد فعل انتقامي."

وأشار إلى معاهدة الحد من الصواريخ الباليسيتية ABM الموقعة عام 1972 والتي انسحبت منها واشنطن لإنشاء المنظومة الدفاعية الصاروخية قائلاً إنها تحظر الأنظمة الدفاعية الصاروخية على فرضية المخاوف من الضربات الانتقامية وهو ما يحول دون مبادرة دولة إلى تسديد الضربة الأولى.

يذكر أن روسيا تعارض الخطط الاميركية لإقامة نظام دفاعي صاروخي وإلغاء معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية، التي تعتبرها موسكو حجر الزاوية لاستتباب الأمن في العالم. وعلق لافروف في هذا السياق "طالما هناك ضمانات بالحماية من ضربة أولي، كما هو اعتقاد الإستراتيجيين الاميركيين.. يأتي إغراء آخر، وهو أن تكون البادئ بالضربة وأنت مدرك أنه لن تكون هناك عواقب."

وحذر وزير الخارجية الروسي إن بلاده ستتخذ تدابير مضادة رداً على نشر المنظومة الدفاعية الاميركية في أوروبا "بالطبع سنرد ولكن بدون هستيريا.. لا يسعنا الخوض في سباق تسلح مرة أخرى." ومع قرب انتهاء معاهدة خفض الأسلحة النووية الموقعة إبان حقبة الاتحاد السوفيتي في عام 2009، تحدث عن ضرورة إجراء مفاوضات أمريكية روسية للتوصل لاتفاق جديد بشأن السيطرة على التسلح لتعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين.

ويطالب المسؤولون الروس بمفاوضات جديدة لاستبدال معاهدة "ستارت واحد" START1 الموقعة بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة عام 1991، والتي تنص على خفض الدولتين لترسانتيهما من الرؤوس الحربية والأسلحة. وشدد لافروف في ختام المقابلة على ضرورة عقد الجانبين حوار للسيطرة على التسلح "على أسس الثقة المتبادلة وتوازن القوى والمصالح."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف