رئيس الاستخبارات الاميركية ينتقد اتجاه النظام الروسي للتشدد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: انتقد رئيس الاستخبارات الاميركية مايكل ماكونيل اليوم الثلاثاء ما وصفه بانه توجه النظام الروسي الى التشدد واتباع سياسة خارجية تتسم ب"التنافس والعداء" مع الولايات المتحدة. وقال رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية ماكونيل في تقرير رفعه الى لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي، ان الكرملين يتجه نحو مزيد من التسلط مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة.
واضاف "خلال العام الماضي، ازدادت مساعي الكرملين لخنق المعارضة السياسية وتوسيع مراقبة الدولة لقطاعات الاقتصاد الاستراتيجية"، وذلك في اطار الانتخابات الرئاسية المقررة في آذار/مارس 2008 من اجل اختيار خلف لفلاديمير بوتين. وتابع التقرير الذي اتسم بلهجة حادة في انتقاد روسيا ان "استمرار التشدد الروسي سيواصل حقن عوامل التنافس والعداء بين الولايات المتحدة وموسكو، لا سيما في ما يتعلق بتفاعلنا مع دول الاتحاد السوفياتي السابق".
ورأى ان ذلك "سيعيق قدرتنا على التعاون مع روسيا حول ملفات تتراوح بين مكافحة الارهاب ومكافحة انتشار السلاح النووي والترويج للديموقراطية في الشرق الاوسط". وينطوي هذا الكلام على تحذير مبطن، لا سيما ان الولايات المتحدة تحتاج الى روسيا في ملفات بمثل اهمية البرنامج النووي الايراني او البرنامج النووي الكوري الشمالي.
واشار التقرير الى ان روسيا تشعر بالقوة نتيجة العائدات الكبيرة من النفط والغاز، في وقت تبقى اسعار المشتقات النفطية مرتفعة جدا. ولم تتردد موسكو، بحسب التقرير، في قطع الامدادات عن جيرانها من اجل بلوغ اهدافها. وقال ماكونيل "زاد الازدهار الاقتصادي والنجاح السياسي داخل البلاد وفي الخارج من ثقة روسيا بنفسها، ما سمح بزيادة الانفاق على الدفاع وشجع الكرملين على المضي في تحقيق اهداف في السياسة الخارجية لا تتطابق دائما مع سياسات المؤسسات الغربية".
وسجل توتر ملموس بين واشنطن وموسكو خلال الاسابيع الاخيرة، بعد ان اتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة بتجاوز حدودها الوطنية في كل المجالات وبتشكيل عامل عدم استقرار في العالم. ورد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس على بوتين بالقول انه ليس من المستحسن اعادة اطلاق الحرب الباردة. ومع تشديد الرئيس الاميركي جورج بوش بانتظام على قدرة الدولتين على العمل معا رغم ما يسميه "العلاقة المعقدة بينهما"، فان مسؤولين اميركيين يعبرون باستمرار عن قلقهم من المنحى الآخذ بالتسلط لدى الرئيس الروسي.
وينتقد هؤلاء الاتجاه نحو مزيد من مركزية القرار داخل السلطة لصالح الكرملين، والتعرض لوسائل الاعلام واغتيال الكسندر ليتفيننكو، العميل السابق في الاستخبارات الروسية المعارض بشدة لبوتين. وتوفي الكسندر ليتفيننكو في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في العاصمة البريطانية بعد ثلاثة اسابيع من شعوره بالاعراض الاولى للتسمم بمادة البولونيوم 210 المشعة.
وقال ماكونيل في تقريره "كما تشير جريمة قتل ليتفيننكو، فان تكدس المشاكل ونقاط الاحتكاك يهدد بالحاق مزيد من الضرر في العلاقات بين روسيا والغرب".