أخبار

القذافي يهاجم الغرب ويتهمه بمحاولة سرقة السلطة في ليبيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس: حذر الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب الخميس الليبيين من ان الغرب "يجند العملاء ليسرق السلطة والثروة النفطية" في ليبيا كما حصل في العراق. وقال القذافي في احتفال بالذكرى الثلاثين لعيد "سلطة الشعب" اقيم في مدينة سبها (1000 كلم جنوب طرابلس) "يجب ان تنتبهوا من القوة الاستعمارية التي تتربص بنا لتسرق ثروتنا هذة الشركات الاميركية والغربية النفطية التي لا تأخذ اكثر من 20 في المائة تتمنى ان تنقلب المعادلة وتأخد النصيب الاكبر ولهذا ستسعى لتجنيد العملاء لسرقتنا".

وتابع قائلا "ان العدو لا يأتي مباشرة ولكنه يجند العملاء لتحقيق مصالحه ويسرق السلطة منا مثل ما حدث فى العراق حيث باع العملاء الشهيد القديس صدام حسين الذي هو افضل من الحكام العرب الاحياء". واكد القذافي انه لن يسمح "بالفتنة والشعوبية بتسميات استعمارية مختلفة كالامازيغية التي انقرضت وانتهت وما سكان شمال افريقيا الا هم هجرات من اليمن وعبروا البر ولهذا تم تسميتهم بربر". وقال "على الاستعمار ان يتأكد بانه لن يحقق مخططاته في ليبيا".

واضاف ان "القوى الاستعمارية تريد بلقنة دول شمال افريقيا بتسميات مثل 5+5 (دول المغرب العربي و5 دول اوروبية) ومسار برشلونة" مؤكدا ان "هذه كلها تسميات استعمارية وتدخل في الشؤون الداخلية". وتابع "ليعلموا ان ليبيا لن تكون ميدان تجارب لمؤامراتهم من قبل عملائهم ولا تحتاج الى رعاية من الخارج".

وهذه اول مرة يحمل فيها القذافي بهذه القوة على الغرب منذ اعلان طرابلس تخليها عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 والتقارب مع الغرب الذي تلا ذلك. وتجري الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لاعلان قيام "سلطة الشعب" في سبها (الف كلم جنوب طرابلس) المدينة التي انطلق منها اعلان "سلطة الشعب" عام 1977 والتي جرى فيها ايضا التخطيط للثورة التي اطاحت بالنظام الملكي في اول ايلول/سبتمبر 1969.

ومن المتوقع ان تشهد المدينة الخميس دورة احتفالية لمجلس الشعب العام. ففي آذار/مارس 1977 اعلنت ولادة "الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى" التي يتولى فيها الشعب "السلطة مباشرة" واقيم "مؤتمر الشعب العام" وهو بمثابة برلمان و"اللجنة الشعبية العامة" المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام والتي تعتبر بمثابة حكومة.

ويستمد النظام الجماهيري افكاره من "الكتاب الاخضر" الذي يعرض نظرية القذافي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي اصبحت المنهج المعتمد في البلاد رسميا. الا ان رياح التغيير بدأت تهب على ليبيا منذ تخلت طرابلس عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 وسعت الى استعادة موقعها على الساحة الدولية ما شجع الكثير من الشركات الغربية للتوجه الى ليبيا للاستثمار فيها.

ورغم دعوة الزعيم الليبي في حزيران/يونيو 2003 الى خصخصةالشركات العامة وتحرير الاقتصاد الا انه حذر من سياسة اقتصاد السوق الذي اعتبره "اقرب للمقامرة لانه يعتمد على نظرية المنافسة، تصمد او تموت". ودافع القذافي فى خطاباته المتكررة عن سياسة الدولة الراعية التي اعتمدتها ليبيا على مدى اكثر من 35 عاما بقوله ان "هناك دولا استطاعت ان تبني نفسها بقطاع عام ولكنكم (الليبيون) افسدتموه بالرشوة والوساطة لاننا متخلفون اجتماعيا ويجب علينا ان نتقدم اجتماعيا للممارسة السياسية".

الا ان نجله سيف الاسلام اعتبر ان الاقتصاد الذي اعتمد على الدولة "خلف الخراب في البلاد وساهم في خلق جيش من الموظفين تجاوز 800 الف موظف" تسعى السلطات الليبية الى تسريح 400 الف منهم لانهاء مشكلة العمالة الزائدة بعد ان تقدم لهم قروض ميسرة لايجاد فرص عمل بديلة.

وكان سيف الاسلام الذي يترأس مؤسسة القذافي للتنمية وهو احد ابرز الداعين للاصلاح الاقتصادي والسياسي والانفتاح على الغرب وجه انتقادات لاذعة للنظام ودعا الى الانتقال "من الثورة الى الدولة" منتقدا "حالة الفوضى السائدة في ليبيا لعدم تفعيل القوانين" ومتهما "المافيا الليبية" بالتصدي لمشاريعه الاصلاحية. ويقول شكري غانم رئيس الوزراء السابق ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط والمقرب من سيف الاسلام "سيف له برنامج طموح نحو التغيير الاقتصادي ويريد ان تتجه البلاد الى الامام بقوة ولكن هناك من يخشى هذا التحول".

وترى شخصية اصلاحية رفضت ذكر اسمها "ان هناك خلاف حاد بين انصار الاصلاح بقيادة سيف الاسلام الذي يدعو الى حلحلة بعض الاجراءات السياسية والاقتصادية وبين الحرس القديم الذي يخشى الانتقال السريع من الاقتصاد الراعي الى اقتصاد السوق وهو الاقرب للنظام الرأسمالي من تداعيات ربما تؤثر سلبا على البلاد لكن لا يعني هذا انه يوجد صراع على السلطة بين الطرفين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف