ساركوزي يتهم الصحافة الفرنسية بتشويه حملة الانتخابات

باريس : اتهم نيكولا ساركوزي المرشح في انتخابات الرئاسة الفرنسية الصحافة بتشويه حملة الانتخابات بعدما نشرت صحيفة أسبوعية ساخرة مزاعم فساد في حقه.واتهمت صحيفة (لوكانار انشان) ساركوزي هذا الاسبوع بالحصول على خصم قدره 300 ألف يورو (396500 دولار) "على الاقل" عندما اشترى شقة سكنية من شركة عقارية في عام 1997.

ونفي ساركوزي الذي يتقدم على منافسيه في استطلاعات الرأي ما جاء في تقرير الصحيفة.وقال في كلمة في حملته الانتخابية أمام حشد في مدينة بوردو بغرب البلاد "ما من كذبة أو افتراء سيجعلني أتردد ناهيك أن أتراجع."واضاف قائلا "من يقفون خلف هذه المناورات الدنيئة يضيعون وقتهم... لن أسمح بسحبي الى المستنقع الذي يريدون جر الحملة بأسرها للوقوع فيه."

ونشرت صحيفة ليبراسيون اليومية اليسارية صورة ساركوزي على صفحتها الاولى تحت عنوان "شبهات" مع تحقيق مُطول عن ممتلكاته الشخصية ومقال افتتاحي يدافع عن حق الصحافة في تقصي مركزه المالي.وقالت وزيرة الدفاع ميشيل اليو ماري وهي حليف مهم لساركوزي ان هجوم وسائل الاعلام سيعزز الدعم للمجموعات المتطرفة.

واضافت قائلة لراديو فرانس انفو "أنا شديدة القلق لرؤية صحف تحاول العثور على موضوعات هامشية بدلا من مناقشة جوهر الحملة."ومضت تقول "لن يسفر هذا سوى عن شيء واحد. سيغذي المتطرفين. هل هذا ما يريدونه؟.."ولزم الحزب الاشتراكي وهو حزب المعارضة الرئيسي في فرنسا الصمت على غير المتوقع في هذا الشأن. وتردد أن صحيفة لوكانار انشان تستعد لنشر تحقيق عن المعاملات العقارية لمرشحة الحزب سيجولين رويال.

وأشارت وسائل اعلام بالفعل الى أن فيلا في منتجع الريفيرا الفرنسي الفخم تملكها رويال مع زوجها زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند خفضت قيمتها عن قصد في اقرارها الضريبي لتجنب غرامات مالية.ونفت رويال أن يكون لديها ما تخفيه في حين رفض الحلفاء استغلال سخط ساركوزي.وقال جاك لانج مستشار رويال للشؤون الخارجية "لا نريد المشاركة بأي حال في شيء قد يبدو مثل مناورة سياسية ثانوية."

ويقول محللون ان مزاعم فساد عززت في السابق الدعم لزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان الذي فاجأ البلاد عندما حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية في عام 2002.ويبدو أن المستفيد الأول من خيبة أمل الناخبين في 2007 هو مرشح الوسط فرانسوا بايرو الذي يلقى دعما متزايدا ويحمل على الاحزاب الرئيسية "الراضية عن نفسها".وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد (تي.ان.اس) سوفر أن الدعم لبايرو قفز 19 نقطة في شهر فيما قال 58 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انهم يريدونه أن يلعب دورا هاما في المستقبل أكثر من أي سياسي فرنسي آخر.

لكن استطلاعات الرأي ما زالت تشير الى أن بايرو لن يتجاوز الجولة الاولى من الانتخابات التي ستجرى في 22 ابريل نيسان لكنه يضيق الفارق. وأشار استطلاع يوم الخميس الى أنه قد يهزم ساركوزي أو رويال اذا وصل الى جولة الإعادة في السادس من مايو ايار.وزعزعت المزاعم بشأن مخالفات حملات انتخابية في السابق. وخسر الرئيس فاليري جيسكار ديستان الانتخابات الرئاسية في عام 1981 في أعقاب فضيحة بشأن هدية من الالماس تلقاها من امبراطور افريقيا الوسطى بوكاسا.