الحريري في باريس وجنبلاط في نيويورك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق-اندريه مهاوج من باريس : يقوم رئيس تيار المستقبل النيابي اللبناني سعد الحريري بزيارة سريعة إلى باريس اليوم يلتقي خلالها بالرئيس جاك شيراك للبحث في آخر ما توصلت اليه مساعي حل الازمة السياسية في لبنان والاجراءات التي تتعلق بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي للنظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ورفاقه وما تلاها من اغتيالات . وتترافق هذه الزيارة مع المحادثات التي يقوم بها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في واشنطن مع اركان الادارة الاميركية وفي نيويورك مع المسؤولين في الامم المتحدة .
وتستبق هذه اللقاءات القمة العربية المقبلة في المملكة العربية السعودية و تتقاطع مع اتصالات بين عواصم اقليمية قد تمتلك مفتاح الحل للازمة في لبنان . واذا كان اللبنانيون ومعهم بعض العواصم الغربية المعنية بالوضع اللبناني ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة اللقاءات السعودية الايرانية التي تنقلت على مدى اسابيع بين عاصمتي البلدين ويتوجه غدا الرئيس محمود احمدي نجاد بزيارة الى السعودية فان اركان الغالبية الحاكمة توالوا في الساعات الماضية على فتح النار على سوريا متهمينها بافشال المساعي الحميدة وبعد قائد القوات اللبنانية سمير جعجع اعلن الحريري من بروكسل انه متفاؤل بوجود بوادر حل قبل القمة العربية ولكن دمشق تعرقل التوصل الى حل ولم يكن كلامه معزولا عن سهم اخر موجه الى سوريا اطلقه المسؤول عن العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي لوح باللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لتشكيل المحكمة اذا تعذر ذلك بالسبل التقليدية .كلام لا بد من وضعه في خانة سوريا ومن معها في لبنان وان كان سولانا لم يتلفظ باي اسم . واكتمل العقد في واشنطن التي طالب منها النائب جنبلاط بتغيير النظام في سوريا بعد اجتماعه بوفد من المعارضة السورية في ختام محادثات مع مسؤولين اميركيين انتهت بلقاء مع نائب الرئيس ديك تشيني ليغادر بعدها النائب اللبناني والوفد المرافق الى نيويورك. ولم يكن ينقص هذه السلسلة من المواقف التصعيدية في وجه سوريا تأكيدات من واشنطن بان زيارة مساعدة وزيرة الاميركية الى سوريا والاردن محصورة بمعالجة مشكلة النازحين العراقيين الى البلدين المذكورين وان لا نية بفتح حوار مع دمشق في الظرف الراهن .
لا شك ان الحريري سيجد في باريس حليفا وداعما اساسيا لسيادة لبنان ولإنهاء أي شكل من اشكال النفوذ السوري عليه واكثر، سيجد في قصر الاليزيه من يطالب بعناد يضاهي عناده هو بكشف الحقيقة في اغتيال رفيق الحريري ولا شك ان عناد جاك شيراك هذا لا يحد منه بشيء عدم الاندفاع الفرنسي للجوء الى الفصل السابع ولا شك ان التفاهم الايراني السعودي سيجد في دمشق من يماطل في ترجمته على ارض الواقع بعناد يضاهي عناد من يؤخر في بيروت تشكيل المحكمة ولا شك ان جنبلاط سيجد في واشنطن ونيويورك من يدعو بعناد يوازي عناده في الدعوة الى تغيير النظام السوري وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ولكن لن يجد اللبنانيون من يجلس عنهم إلى طاولة الحوار لانقاذ وطن يتحاور الجميع بشأنه هنا وهناك ويستعصي عليه جمع ابنائه تحت رايته وليس تحت راية كل فريق منهم .
لقاء جنبلاط والمعارضة في واشنطن لا يمثل اعلان دمشق
من جهته نفى اعلان دمشق للتغيير الوطني علاقته بلقاءات النائب اللبناني وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي مع المعارضة السورية في واشنطن ، واشار أقطاب الاعلان البارزون الى انه لا يمكن أن يزدوج الانتماء بين اعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني. وكان اعلان دمشق الذي اسسته احزاب وهيئات سورية وشخصيات مستقلة قد انضمت اليه جماعة الاخوان المسلمين في سوريا واحزاب وتيارات معارضة عديدة خارج سوريا .
واكد لـ"إيلاف" المحامي حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي وعضو اعلان دمشق" لا يمكن لأي حزب أو تيار أو شخص ان ينتمي الى اعلان دمشق وفي الوقت نفسه الى جبهة الخلاص الوطني ". وكان عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق وعلي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين واطراف اخرى اسسوا جبهة الخلاص الوطني في بروكسل .
واضاف عبد العظيم " ان لقاء جبهة الخلاص الوطني وجنبلاط ونتائجه غير معني به اعلان دمشق" . وحول وجود جماعة الاخوان المسلمين واطراف اخرى منضمة الى اعلان دمشق وهي الان ضمن صفوف جبهة الخلاص الوطني اعتبر عبد العظيم "انهم لايمثلون اعلان دمشق" ، وشدد الناطق باسم خمسة احزاب معارضة "ان كل طرف في جبهة الخلاص لايمثل اعلان دمشق طالما لايوجد اي تنسيق او تعاون بين جبهة الخلاص واعلان دمشق" .
واضاف عبد العظيم "في البداية الاخوان المسلمون وبعض الاطراف الاخرى ايدوا اعلان دمشق ونحن رحبنا بهم ولكن عندما انضموا الى جبهة الخلاص دون تنسيق فلا علاقة لاعلان دمشق بهذه الاطراف ". لكنه اكد" انه كان هناك حوار ونقاش لكننا لم نتخذ بحقهم قرارا لابالتجميد او الفصل ، ولكنهم اختاروا ونحن نحترم خياراتهم ". واشار الى" ان اعلان دمشق لايمثل كل اطياف المعارضة وهم اختاروا جبهة الخلاص ونحن غير معنيين بلقاءاتهم ، وكل من يقول في لقاءاته في واشنطن انه يمثل اعلان دمشق فهو لا يمثلها ابدا ". وقال" لا يجوز ان يكون اي حزب في جبهة الخلاص واعلان دمشق في الوقت نفسه".