الموفد الأميركي يبدأ مهمة جديدة في السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: وصل الموفد الأميركي الى السودان اندرو ناتسيوس في وقت متأخر الجمعة الى الخرطوم في ثالث مهمة يقوم بها في هذا البلد ستخصص لنزاع دارفور، على ما اعلنت وكالة الانباء الرسمية السودانية اليوم السبت. واوضحت الوكالة ان ناتسيوس سيجري سلسلة لقاءات في الخرطوم وسيزور منطقة دارفور غرب السودان التي تشهد حربا اهلية وجوبا كبرى مدن جنوب السودان.
واعلن مدير دائرة اميركا في وزارة الخارجية السودانية عبد الباسط سنوسي للوكالة لدى استقباله ناتسيوس انه يأمل في ان تؤدي مهمته الى "تحريك عملية البحث عن حل في دارفور والى زيادة الضغط على الاطراف التي لم توقع اتفاقية السلام لحملها على الانضمام الى العملية السياسية".
ووقع اتفاق ابوجا للسلام في دارفور في الخامس من ايار/مايو 2006 بين حكومة الخرطوم ومجموعة متمردة واحدة هي حركة تحرير السودان بزعامة ميني ميناوي.
وتعود اخر مهمة لناتسيوس في السودان الى منتصف كانون الاول/ديسمبر وقد فشل خلالها في إقناع الرئيس عمر البشير بالموافقة على نشر قوة دولية في دارفور. وتدور حرب اهلية منذ نحو اربع سنوات في دارفور اسفرت عن مقتل 200 الف شخص ونزوح مليوني نسمة بحسب ارقام الامم المتحدة التي ينقضها السودان.
سلفا كير لنشر قوة دولية
من جهته دعا رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (جنوب) سلفا كير بإلحاح الى نشر قوة دولية في دارفور، ما اثار استياء مسؤولين في حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير. واعتبر سلفا كير في تصريح ادلى به الجمعة لقناة الجزيرة القطرية ونشرته الصحف السودانية اليوم السبت على صفحاتها الاولى انه "منذ اخفقت الحكومة في حماية المدنيين وممتلكاتهم في دارفور صارت المساعدة الخارجية ضرورية".
واضاف ان "هذه المساعدة يجب ان تتمثل في قوة دولية تكلف حماية المدنيين من عمليات القتل وضمان وصول المساعدة الانسانية الى المنكوبين"، في موقف متمايز عن المؤتمر الوطني حول قضية دارفور. واثار هذا التصريح استياء مسؤولين في المؤتمر الوطني يرفضون نشر قوة دولية في دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ اربعة اعوام، مؤكدين ان هذا الامر سيؤدي الى وضع السودان تحت وصاية خارجية.
وقال المستشار الرئاسي الذي يدير المؤتمر الوطني مجذوب الخليفة ردا على كير "من الناحية الامنية فان الوضع الحالي في دارفور افضل مما هو في جوبا (عاصمة جنوب السودان) ومن اي مكان اخر تنتشر فيه قوات الامم المتحدة".
واعتبر مسؤولون اخرون في الحزب نفسه ان تصريحات سلفا كير كان ينبغي ان تصدر من زعيم معارض وليس من شريك للمؤتمر الوطني داخل الحكومة التي شكلت منذ توقيع اتفاق السلام في الجنوب قبل اكثر من عامين.
الاتحاد الافريقي يحذر من شل بعثته
الى ذلك حذر الاتحاد الافريقي السبت من شل نشاط بعثته للسلام في دارفور في غرب السودان بعد هجوم جديد تعرض له احد موظفيه. واعلن الناطق باسم البعثة نور الدين المازني لوكالة فرانس برس "اذا استمرت هذه الهجمات فسيؤدي ذلك الى شل نشاطنا" موضحا ان اربعة مسلحين هاجموا الخميس احد موظفي الاتحاد الافريقي المدنيين في منزله في الفاشر كبرى مدن شمال دارفور.
وقال ان المهاجمين أساءوا معاملة الموظف وسرقوا هاتفه النقال وسيارته وهي السيارة الحادية والتسعين التي تخسرها البعثة منذ نشرها في دارفور عام 2004. واضاف المازني ان تحقيقا جارٍ حاليا مذكرا ان البعثة خسرت عشرة من موظفيها في هجمات وان احد ضباطها، وهو نيجيري خطف في العاشر من كانون الاول/ديسمبر، ما زال في عداد المفقودين رغم المساعي التي بذلت لدى السلطات والمتمردين.
وتطرقت رئيسة البعثة مونيك موكاروليزا مع السلطات الوطنية والاقليمية إلى هذا الهجوم الاخير الذي يستهدف لاول مرة موظفا من البعثة في منزله. ووقع الحادث الخميس رغم ان السلطات قررت منع العناصر المسلحة من دخول المدينة طبقا لقرار اتخذ في كانون الاول/ديسمبر بعد هجوم اسفر عن سقوط قتلى مدنيين. ونسب الجيش السوداني هذا الهجوم للمتمردين مؤكدا أنه سيلاحق مرتكبيه.
وتعد البعثة الافريقية في دارفور سبعة الاف رجل لكنها موضع انتقادات كثيرة لقلة فعاليتها والنقص في امكانياتها المالية وتجهيزاتها الضعيفة من السلاح. ووافقت الخرطوم التي ترفض نشر قوات دولية في تلك المنطقة حيث تدور حرب اهلية منذ اربع سنوات، على دعم لوجستي ومالي من الامم المتحدة لقوات الاتحاد الافريقي في دارفور.
واسفرت الحرب الاهلية في دارفور وانعكاساتها عن سقوط 200 الف قتيل ونزوح اكثر من مليوني نسمة حسب الامم المتحدة لكن الخرطوم تطعن في هذه الارقام.