السعودية وإيران للعمل على وقف العنف الطائفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الايراني يصف علاقات بلاده مع المملكة بانها جيدة
السعودية وإيران للعمل على وقف العنف الطائفي
الملك عبدالله و احمدي نجاد لتوحيد الصف طهران: اتفق الرئيس الايراني احمدي نجاد مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي التقاه امس في الرياض على العمل معا لوقف العنف الطائفي في المنطقة. وتطرق اللقاء يوم أمس بين الرئيسين الإيراني والسعودي الى "مؤامرات الاعداء" الهادفة الى تقسيم العالم الاسلامي كما تناول البحث ايضا الوضع في فلسطين ولبنان والعراق. وجاءت القمة السعودية الإيرانية في الوقت الذي تصاعد فيه الخلاف بين الجانبين حول عدد من القضايا، على رأسها ملفي العراق ولبنان. ويقول المراقبون ان السعودية بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة في الفترة الاخيرة سعيا لاحتواء ما تراه نفوذا ايرانيا متصاعدا في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية اثر المحادثات ان الزعيمين اكدا على ان "الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر هو محاولة إذكاء نار الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة" وشددا على ان "الجهد يجب أن يتوجه لصد هذه المحاولات وتوحيد الصف".
واثر عودته الى طهران قادما من الرياض صباح اليوم الاحد، قال أحمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي ان المملكة العربية السعودية وايران اتفقتا على العمل معا للتصدي للمؤامرات المعادية الهادفة الى تقسيم العالم الاسلامي. واضاف "لحسن الحظ، نحن والسعوديون واعون تماما لتهديدات اعدائنا ونحن ندينها" مضيفا "نطلب من جميع المسلمين ان يكونوا واعين للمؤامرات ومتنبهين لها". ولم يوضح الرئيس الايراني من هم الاعداء الذين اشار اليهم.
وأشاد الرئيس الايراني بالعلاقات مع السعودية واصفا اياها بالجيدة وبالمتنامية. وقال احمدي نجاد إن "البلدين لديهما علاقات طيبة ومتنامية ومن الضروري التشاور حول التطورات الجارية في المنطقة والعالم الاسلامي". واشار الى انه بحث مع الملك عبدالله المحاولات "التي يبذلها الاعداء لبث الفرقة بين المسلمين وضرورة التصدي لها" مؤكدا ان "طهران والرياض مدركتان تماما لهذه الحقيقة بشكل جيد". وتابع ان المحادثات تناولت ايضا القضيتين العراقية والفلسطينية "حيث تم بحثهما بشكل معمق" مؤكدا تقارب وجهات نظر البلدين في هذا المجال. كما اوضح الرئيس الايراني انه تم "خلال هذه الزيارة التنسيق بشأن تعزيز وحدة الامة الاسلامية والتأكيد على ضرورة تقوية الجبهة الاسلامية التي تتعرض لضغوط ظالمة".
واوضح من جهة اخرى، ان المحادثات تناولت ايضا المسألتين الفلسطينية والعراقية. وقال "لدينا وجهات نظر مشتركة في هذا المجال". ولكنه رفض الافصاح عما اذا كان البحث قد تطرق الى الازمة اللبنانية.
واوضحت وكالة الانباء السعودية ان نجاد اكد على ان "إيران تتابع وتؤازر الجهود الخيرة التي تبذلها المملكة لتهدئة الأوضاع في لبنان ووضع نهاية لأزمته السياسية"، حسب الوكالة التي اشارت الى ان الزعيمين "اعربا عن أملهما في أن تتجاوب جميع الأطراف اللبنانية مع هذه الجهود". واضافت الوكالة انه "جرى خلال الجلسة كذلك بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة".
وفي ما يخص الشأن العراقي، اشارت الوكالة الى ان الزعيمين "اكدا على ضرورة تنفيذ خطة الحكومة والحرص على استقلال العراق ووحدته الوطنية والمساواة بين أبنائه". وتعتبر ايران ان النظام العراقي يتعرض لتدخلات من قبل الولايات المتحدة وان الشرط الاساسي لتخفيف اعمال العنف هو رحيل قوات الاحتلال عن العراق. واستقبل العاهل السعودي على العشاء الرئيس الايراني الذي كان في استقباله لدى وصوله الى قاعدة الرياض الجوية.
وكان نجاد الذي لم تدم زيارته للسعودية سوى بضع ساعات، قد التقى العاهل السعودي على هامش قمة اسلامية عقدت في مدينة مكة المكرمة في كانون الاول/ديسمبر 2005. وكان الرئيس الايراني اكد قبل مغادرته طهران انه سيبحث مع العاهل السعودي "العمل الذي يمكن ان يقوما به معا في العالم الاسلامي والمنطقة".
ومن ناحيته، قال انور اشكي وهو مدير مركز ابحاث خاص في جدة ان الرياض وطهران ترغبان في تنسيق مواقفهما قبل انعقاد المؤتمر الدولي في بغداد في العاشر من اذار(مارس) بدعوة من الحكومة العراقية لبحث عملية السلام في البلاد.
وزادت ايران من نفوذها في العراق الذي يحكمه حاليا الشيعة وفي لبنان مع حزب الله الذي يقود المعارضة وحركة الاحتجاج ضد الحكومة والتي شلت البلاد.
وتعتبر السعودية احد هم المانحين للبنان وتقيم علاقات وثيقة مع حكومة فؤاد السنيورة. وحسب المعلقين السعوديين، فان الرياض وطهران تسعيان لتهدئة التوترات في المنطقة في وقت تتعرض فيه ايران لضغوط غربية قوية بسبب طموحاتها النووية وان المملكة العربية السعودية حريصة على عدم وقوع اية مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران.
واعتبرت صحيفة الرياض ان "نصف نجاح" القمة السعودية الايرانية "هو افضل من استمرار الازمات". واوضح اشكي ان الرياض وهي حليف رئيسي لواشنطن في الشرق الاوسط، لا تملك حلا للازمة النووية الايرانية ولكن بامكانها ان تساعد على تحاشي التصعيد من خلال التشجيع على الحوار بين ايران والولايات المتحدة.