العنف المتواصل يدفع اهالي مقديشو لتنظيم دوريات لحماية انفسهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو-جنيف: امام تصاعد العنف الدامي في مقديشو وعجز السلطات عن وضع حد لهذه الظاهرة بدأ الاهالي التواقون الى السلم والامن ينظمون انفسهم في مجموعات حراسة ويقومون بدوريات في ارجاء العاصمة الصومالية. فقد بدأ حوالى 300 الى 500 مدني مسلح موزعين في مجموعات تضم كل منها ما بين 20 و30 شخصا في كل حي، بتنظيم دوريات منذ اسبوعين، فيما تتعرض مقديشو اكثر فاكثر لهجمات بمدافع الهاون يقوم بها مسلحون مجهولو الهوية.
ومنذ هزيمة الاسلاميين في اواخر كانون الاول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير بعد ان نجحوا في فرض الامن خلال ما يقرب من ستة اشهر، قضى حوالى ستين شخصا معظمهم من المدنيين في اشتباكات مسلحة في مقديشو التي تعاني اصلا من وطأة 16 سنة من الحرب الاهلية. ويقوم عناصر مجموعات الحراسة بدورياتهم في العاصمة مقديشو مع حلول الظلام، وهم يرتدون اللباس المدني ويتسلحون برشاشات ويؤكدون عزمهم على تحسين الوضع الامني.
ومعظم الذين يشاركون في هذه المجموعات هم من الفتيان لكنهم يزعمون بانهم بلغوا سن الرشد. وقال احمد سليم محمد الذي يبلغ الحادي والعشرين من العمر لوكالة فرانس برس "اقمنا حواجز على الطرقات لوقف السيارات المشبوهة او التي لا تنتمي الى الحي". واضاف "لا يوجد شرطة تتكفل بالشأن الامني لذلك علينا ان نتولى ذلك بانفسنا".
وقد سيرت الحكومة الصومالية في الاونة الاخيرة دوريات من الشرطة في المدينة لكنها تفتقر الى العناصر ناهيك ان عناصر الشرطة لا يستطيعون التجول الا في بعض القطاعات. وقال عبدي مؤمن اسماعيل وهو في ال19 من العمر "لا اريد ان اصبح شرطيا لكنني اريد حماية عائلتي من نيران المدفعية وتجنيبها عذاب النزوح. لا نريد ان تستخدم الجماعات التي تهاجم الحكومة حينا".
واستطرد بلهجة غاضبة "فبدلا من تصويب سلاحها على المهاجمين تطلق القوات الحكومية القذائف باتجاه جميع الاحياء التي يستخدمها هؤلاء المتمردون كقاعدة. انه عقاب جماعي وعمل اجرامي ضد المدنيين". ويؤيد رئيس بلدية مقديشو محمود علي غابو تشكيل هذه الدوريات وقال لفرانس برس "ان الشرطة (التي وضعها) الاهالي هي مهمة مقدسة تهدف الى محاربة مثيري الشغب".
واضاف ان هذه الدوريات "تقلل من مخاطر الهجمات التي تشنها عصابات الاشرار ليلا، ومساهمتها تعتبر عاملا اساسيا لتهدئة الوضع في العاصمة الصومالية". لكن السكان ما زالوا في الوقت الحاضر منقسمين حول هذه المبادرة. وتفيد الشهادات التي جمعتها وكالة فرانس برس ان ما لا يقل عن ستة عناصر من مجموعات الحراسة قتلوا منذ تشكيلها فيما تلقى عدد اخر منهم تهديدات.
وروى عبدالرحمن حسن وهو ميكانيكي يعمل في جنوب شرق مقديشو "ان عددا من الاشخاص قتلوا بالرصاص لانهم شاركوا في برنامج الشرطة المشكلة من الاهالي. انه لامر محزن جدا". وادريس، 21 عاما، الذي يرفض اعطاء اسم عائلته لاسباب امنية، انسحب مؤخرا من مجموعة الحراسة التي انضم اليها خوفا من اعمال انتقامية.
وقال "ان واصلت مشاركتي في الدوريات الاهلية ساقتل على يد اولئك الذين يقاتلون الحكومة". وخلص عبد الرحمن حسن الى القول بلهجة يائسة "اننا امام خيارين احدهما اسوأ من الاخر، فاما ان نصاب ليلا بنيران الهاون التي يطلقها المهاجمون او ان نقتل على يد المتمردين لاننا التحقنا بالشرطة الاهلية".
الامم المتحدة ترغب في تنظيم مساعدة الصومال محليا
اعلن منسق المساعدة الانسانية في الصومال اليوم الاثنين في جنيف ان الامم المتحدة ترغب في تنظيم المساعدة المقدمة لسكان جنوب الصومال والعاصمة من مقديشو نفسها وليس من كينيا. واعتبر فيليب لازاريني ان ارسال المساعدات سيكون اكثر فعالية مما كان عليه في كينيا المجاورة التي انسحبت اليها الامم المتحدة بسبب انعدام الامن الذي حال دون وصول المساعدة الى الصوماليين المحتاجين.
وصرح لازاريني للصحافيين "نعتقد انه حان الوقت للتغيير" مضيفا "نعتقد ان رغم انعدام الامن علينا ان نجد الوسائل لتقديم المساعدة الانسانية". ومنذ منتصف التسعينات والامم المتحدة تنقل المساعدات في عمليات متقطعة انطلاقا من قاعدة اقليمية في نيروبي. ووصلت طلائع القوة الافريقية لحفظ السلام الى الصومال في الاول من اذار/مارس.
الاتحاد الافريقي يتعهد بعدم التدخل في شؤون الصومال
تعهد وفد من الاتحاد الافريقي يزور الصومال قبل نشر اول قوة حفظ سلام اوغندية، اليوم الاثنين بان لا يتدخل الاتحاد في الشؤون الداخلية للصومال. وقال جفري موغونيا رئيس مجلس السلام والامن في الاتحاد الافريقي "ان بعثة الاتحاد الافريقي (...) لن تتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الصومالي بل ستساعد الحكومة الفدرالية الانتقالية في تدريب اعداد كافية من قوات الامن للتعامل مع الوضع في البلاد".
ويجري الوفد المؤلف من ثمانية اعضاء والذي وصل الى مقديشو في وقت متاخر من الاحد، محادثات مع المسؤولين الصوماليين قبل وصول نحو 1500 من الجنود الاوغنديين في اطار قوة تابعة للاتحاد الافريقي مؤلفة من 8000 عنصر من المقرر ان تنتشر في الصومال. ووصلت طليعة القوات الاوغندية الاسبوع الماضي حيث وصل 30 جنديا الى مدينة بيداوه على بعد 250 كلم شمال غرب مقديشو قبل الانتشار الكامل للقوات.