أخبار

سعود الفيصل يدعو لتوحيد الموقف في مواجهة قضايا المنطقة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: بدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء اليوم أعمال اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون في دورته 102 وذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض. وترأس الاجتماع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي استهل الاجتماع بكلمة رحب فيها بوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون في الرياض التي تستضيف جولة اخرى من اجتماعات المجلس الوزاري لدرس آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية ولمراجعة مسيرة التعاون المثمر .

وقال الفيصل " يأتي اجتماعنا الراهن بعد دورة مارس الاعتيادية للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وقبل انعقاد القمة العربية اواخر هذا الشهر ومن الطبيعي ان نركز في اجتماعنا اليوم على المواضيع والمسائل التي تشكل محور اهتمام قادتنا العرب الامر الذي يتطلب منا كأعضاء في الاسرة الخليجية التنسيق في الرؤى بغية الخروج بموقف موحد ازاء القضايا المطروحة .

القضية الفلسطينية

واضاف " كما هو متوقع تظل القضية الفلسطينية في موقع الصدارة من انشغالنا وفي هذا الصدد لابد من التعريج على مسألتين مهمتين في ما يتعلق بمستجدات قضية العرب الاولى . . المسألة الاولى تتعلق باتفاق مكة المكرمة بين الفلسطينيين والذي نأمل ان يشكل نقطة تحول مهمة في اسلوب تعامل القيادة الفلسطينية مع المجتمع الدولي بما يخدم اهداف قضيتنا العادلة والمعروف ان اكثر من اساء الى هذه القضية ان اصحابها في السابق عجزوا عن مخاطبة المجتمع الدولي بصوت واحد خاصة في ما يتعلق بطريقة تعاطيهم مع سبل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ومواجهة الإجراءات التعسفية التي يتعرضون لها من قبل السلطات الاسرائيلية التي ما انفكت تمارس هذا التعسف وتمعن في اعتداءاتها .

ان التأكيد على تحريم الدم الفلسطيني واتخاذ كل الترتيبات التي تحول دون إهدار الدم والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية والاخذ بمبدأ المشاركة السياسية في الحكم والادارة هو اهم منجزات ( اتفاق مكة) الذي نأمل ان يشكل بداية النهاية لمعاناة اخواننا الفلسطينيين ويمهد الطريق لحل عادل لقضيتهم عبر مفاوضات السلام " .

واكد سعود الفيصل " لابد ونحن نستعرض الشأن الفلسطيني من التنبيه لمخاطر ما تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي من أعمال حفر وتخريب في محيط المسجد الأقصى. الأمر الذي يشكل انتهاكا صارخا ليس فقط لحرمة وبنية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بل وينتهك على نحو استفزازي اتفاقية جنيف الرابعة وما تضمنته من مضامين تضبط سلوك المحتل وتمنع العبث بالإرث التاريخي والهوية الدينية والحضارية للقدس الشريف .

ولابد من التأكيد في هذا الصدد أن وحدة القرار الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية بين الأشقاء الفلسطينيين من شأنها التأثير بشكل إيجابي وفعال في مسيرة السلام بل إنها وبكل تأكيد تشكل الوسيلة المثلى والخطوة اللازمة والحقيقية للوصول إلى السلام المنشود ".

العراق

وتطرق الامير سعود الفيصل إلى الوضع في العراق قائلا " إن موقفنا كان وسيظل التأكيد على وحدة العراق وطنا وشعبا والحفاظ على سيادة واستقلال هذا البلد العربي العريق والنأي به عن كل اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتشجيع المصالحة الوطنية بين كافة أطياف الشعب العراقي .إن التدهور الأمني الخطر الذي يدفع ثمنه العراقيون دما ولحما كل يوم في سياق دوامة لا تنتهي من العنف والتفجير يضع على كاهل الحكومة العراقية مسؤوليات جساما نحو التعامل مع الواقع الأمني الخطر في العراق . . وان الخطة الأمنية التي اعتمدتها الحكومة العراقية لن تحقق مبتغاها إلا في اطار مصالحة وطنية حقيقية يجني ثمارها كل العراقيين وتختفي معها نزعات الانتقام الطائفي وتتجسد عندها معاني الألفة والتسامح والتضامن من أجل عراق آمن ومستقر ومزدهر ".

لبنان

وتناول ما يجري على الساحة اللبنانية فقال " إن الوضع هناك ما زال يراوح مكانه من حيث حالة الاضطراب السياسي وانعدام الاستقرار ولا ادري كم من الخسائر يجب ان يتحملها لبنان وكم من الفرص يجب أن تهدر قبل أن ينعم أبناء هذا الوطن الغالي علينا جميعا بنعمة الاستقرار وإمكانات التقدم والرفاه المتاحة له بحكم مواهب اللبنانيين وقدراتهم وحرص المجتمع الدولي على مساندته ودعمه والذي تجسد في مؤتمر / باريس ثلاثة / مؤخرا . فلا بد لحدوث تغيير إيجابي في الوضع اللبناني من أن يحسم اللبنانيون أمرهم ويقررون بأنفسهم تغليب المصلحة الوطنية وجعلها فوق أي اعتبار وقبل أي مسألة جانبية"

وتابع قائلا " أيها الأخوة . . إن هذه الازمات التي نعيشها أوجدت واقعا غير مسبوق أفرز العديد من عوامل التوتر والاضطراب في أرجائها ، وشهد بروزا لقضايا جديدة لعل أخطرها ما تواجهه أمتنا العربية والاسلامية من إذكاء لنار الطائفية وإثارة للفتنة بين السنة والشيعة . . واستشعارا من المملكة بخطورة هذا الامر ، وأهمية تداركه ، فقد حرصت على تعزيز اطر التشاور والتنسيق مع جميع دول المنطقة بدون استثناء بما في ذلك جمهورية إيران الاسلامية درءا لنار الفتنة وبغية احتوائها ، وذلك توحيدا للصف وتحقيقا لاهداف أمن واستقرار المنطقة الذي نتحمل مسؤوليته جميعا " .

واردف بقوله " إن أزمة الملف النووي في المنطقة أضحت تشكل عبئا إضافيا لما تواجهه من تحديات الامر الذي يستدعي منا التعامل مع هذا التحدي الجديد بكل مسؤولية وعقلانية بعيدا عن مظاهر التشنج والتوتر وانتهاج الحلول الدبلوماسية وعلى النحو الذي يضمن حق دول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة النووية . . والمفترض ان يتم تطبيق هذه المعايير والاجراءات على جميع دول المنطقة بدون استثناء بما في ذلك اسرائيل ".

وأكد الامير سعود الفيصل في ختام كلمة اهمية تعزيز مسيرة التعاون الخليجي قائلا " ان تعزيز مسيرة التعاون الخليجي يشكل امراً جوهريا في برنامج اجتماعنا الراهن كما هو الحال بالنسبة إلى اجتماعاتنا السابقة وتظل مسألة ترسيخ المواطنة الخليجية وتأكيد دورها الثابت في بناء اقتصاد خليجي متين وموحد من اهدافنا الثابتة والمستمرة . وعليه فإننا نتطلع الى ان يسفر اجتماعنا هذا عن تحقيق المزيد من الخطوات في الموضوعات المطروحة امامنا بما ينسجم مع تطلعات وامال قادتنا وشعوبنا . . امامنا جدول اعمال يشمل الكثير من الموضوعات والقضايا المهمة ولا شك ان مساهمتكم الفاعلة ستساعد على بلورة افكار موحدة ورؤى مشتركة إزاء القضايا المطروحة في دورتنا الراهنة ". عقب ذلك عقد وزراء الخارجية جلسة عمل مغلقة .

مجلس التعاون

دعا مجلس التعاون الخليجي في بيان صدر عنه مساء اليومالاثنين الدول المجاورة للعراق الى "عدم التدخل في شؤونه"، كما دعا ايران الى التعاون مع المجتمع الدولي في ما يتعلق بملفها النووي. وشدد المجلس اثر اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء فيه على "اهمية الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق من اي طرف ورفض اي محاولات لتكريس الطائفية والانقسام وزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة".

كما اكد "على اهمية قيام دول الجوار للعراق بدور فاعل لمساعدته في تعزيز الامن والاستقرار وعدم التدخل في شؤونه والتصدي للارهاب ووقف اعمال العنف التي تهدد وحدته.. ودعم الجهود الرامية لتحقيق المصالحة والوفاق الوطني العراقي". واعتبر ان "حل الازمة العراقية يقع في المقام الاول على الحكومة العراقية والقيادات السياسية ودعم وتعاون الدول العربية ودول الجوار".

من جهة ثانية، رحب المجلس "بعقد الاجتماع العاشر لوزراء خارجية دول الجوار للعراق في بغداد... على مستوى كبار المسؤولين وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية". ودعا العراق الى مؤتمر دولي حول الامن فيه يعقد في بغداد في العاشر من آذار/مارس.

كما رحب "بالخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة العراقية لتنفيذ الخطة الامنية لفرض القانون ومطاردة بؤر العنف والارهاب"، معبرا عن دعمه "اجراءات الحكومة في سحب السلاح غير الشرعي وتحقيق برنامج المصالحة الوطنية لكافة فئات الشعب العراقي (...) واعادة بناء مؤسساتها الامنية".
وفي الموضوع الايراني، دعا مجلس التعاون الخليجي الى "ضرورة التوصل الى حل سلمي لهذه الازمة وحث ايران على مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي والتعاون الكامل في هذا الشان مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

كما طالب "اسرائيل بالانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة منشآتها النووية لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، و"حث المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل لحملها على الاستجابة لمطالبه" في هذا الشأن. وطالب المجلس الوزاري "بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج مع الاقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للاغراض السلمية وان يكون ذلك متاحا للجميع في اطار الاتفاقات الدولية ذات الصلة".


وجاء في البيان الذي صدر وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "اعرب المجلس الوزاري عن سروره وترحيبه بتوصل الاخوة الفلسطينيين في منظمتي فتح وحماس الى توقيع اتفاق مكة لانهاء الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية". واعتبر "ذلك خطوة كبيرة وهامة في الاتجاه الصحيح آملا أن تؤدي الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني (...) وتحسين مناخ الحوار والاتصالات لاستئناف المفاوضات للوصول الى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للبقاء".

وطالب المجلس "المجتمع الدولي والولايات المتحدة وروسيا واللجنة الرباعية الدولية الى الاسراع في جهود كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية". ووقعت حركتا حماس وفتح في الثامن من شباط/فبراير اتفاقا في مكة المكرمة في السعودية لوقف المواجهات المسلحة بين انصار الحركتين في الاراضي الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وينص الاتفاق على "احترام" الحكومة الجديدة للاتفاقات السابقة التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها الاتفاقات مع اسرائيل، ما يعني اعترافا ضمنيا باسرائيل. واوقفت الدول الغربية واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) مساعداتها الى السلطة الفلسطينية منذ تسلم حماس رئاسة الحكومة في آذار/مارس 2006. وتشترط اللجنة الرباعية لوقف المقاطعة تخلي حماس عن السلاح في مواجهة اسرائيل والاعتراف بدولة اسرائيل.

من جهة ثانية، جدد المجلس الوزاري التاكيد "ان السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة ومن مرتفعات الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من يونيو حزيران من عام 1967 ومن مزارع شبعا في جنوب لبنان".
وطالب "المجتمع الدولي بايلاء اهمية قصوى للتوصل الى حل عادل لقضية الشرق الاوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية"، معتبرا "ان التسويات الجزئية والتدابير الموقتة لم تعد كافية او مقبولة".

كما عبر المجلس عن "القلق البالغ" لاعمال الهدم والحفريات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية في محيط المسجد الاقصى "ما يشكل انتهاكا صارخا لحرمة المسجد الاقصى وتهديدا لبنيته الاساسية وطمسا لمعالمه ورموزه". ودعا "المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو الى التدخل الحازم لمنع مثل هذه الممارسات".

ودعا مجلس التعاون الخليجي اللبنانيين للعودة الى الحوار، مستنكرا ما يشهده "الشارع اللبناني من مظاهر من شانها "زعزعة الامن والاستقرار". وعبر المجلس في بيان اثر اجتماع وزراء خارجيته اليوم عن "استنكاره" لما "يشهده الشارع اللبناني من مظاهر من شأنها زعزعة الامن والاستقرار خصوصا بعد ما شهدته الساحة اللبنانية من تلاحم وتضامن ومظاهر وحدة ابناء الشعب اللبناني ابان الحرب الاسرائيلية الشرسة على لبنان" في تموز/يوليو.

واكد المجلس (السعودية وقطر والامارات العربية والكويت وعمان والبحرين) ان "استمرار الخلافات وزيادة حدتها بين الفصائل والقوى السياسية اللبنانية من شأنه اتاحة الفرصة لمن يريد السوء لشعب لبنان الشقيق". ودعا المجلس الوزاري "الفرقاء والقوى السياسية اللبنانية الى اللجوء الى الحوار البناء وتغليب المصالح الوطنية العليا بما يؤمن وحدة لبنان واستقلاله ويعيد له الامن والاستقرار بعيدا عن التدخلات الخارجية".

وشهد لبنان قبل اسابيع مواجهات حادة بين انصار الاكثرية النيابية والوزارية والمعارضة، على خلفية ازمة سياسية مستمرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر بعد انسحاب ستة وزراء من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة. وتسببت المواجهات بسقوط قتلى وجرحى واثارت تخوفا من عودة الحرب الاهلية الى لبنان.
وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال في كلمة القاها في افتتاح اعمال الاجتماع العادي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ان الوضع في لبنان "يراوح مكانه من حيث حالة الاضطراب السياسي وانعدام الاستقرار".

ودعا "اللبنانيين الى ان يحسموا امرهم وان يقرروا بانفسهم تغليب المصلحة الوطنية وجعلها فوق اي اعتبار من اجل حدوث تغيير ايجابي في الوضع اللبناني". وكانت القمة السعودية الايرانية التي عقدت السبت في الرياض بين العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد احيت امل اللبنانيين بالتوصل الى حل للازمة السياسية القائمة في لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف