بوش الى اميركا اللاتينية لينبه قادتها من شافيز

واشنطن: يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس الى اميركا اللاتينية لينبه قادتها الى ان مصلحتهم تكمن في الديمقراطية وحرية التبادل والتعاون مع الولايات المتحدة ويحذرهم من "الوعود الزائفة" الشعبوية التي يطلقها هوغو شافيز وامثاله. ويتوقع ان يؤكد بوش في البرازيل والاورغواي وكولومبيا وغواتيمالا والمكسيك ان تشجيع الحكومات الديمقراطية والمساعدة على التنمية الاقتصادية لاميركا اللاتينية ما زالت تشكل جزءا من اولوياته حتى وان كانت الحرب في العراق ومكافحة الارهاب والمعركة ضد مهربي المخدرات القت ظلالا من الشك على هذا الامر.

وقد توجه بوش الاثنين الى الفقراء في اميركا الجنوبية من خلال خطاب تحدث فيه بحماسة عن العدالة الاجتماعية. وقال في هذا الخطاب "ساقطع هذا التعهد امامهم وهو ان هدف هذا البلد الكبير (الولايات المتحدة) هو قيام اميركا (بالمعنى الواسع) تحترم فيها كرامة كل فرد وحيث للجميع مكانهم على الطاولة وحيث لكل قرية ولكل منزل فرصة".

وحذر مستشار بوش للامن القومي ستيفن هادلي من وجود "كثير من الوعود الزائفة اليوم" في اميركا اللاتينية، مشيرا بكل وضوح الى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز العدو اللدود ولكن ليس الوحيد للولايات المتحدة. فبعد كوبا وفنزويلا وبوليفيا نظرت الولايات المتحدة بقلق الى نتائج الانتخابات الرئاسية في بوليفيا والاكوادور ونيكاراغوا التي تمخضت عن فوز يساريين يشاطرون شافيز رؤيته ورفضه لما يسمونه ب"الامبريالية الاميركية".

ومن المتوقع ان يترأس شافيز تجمعا كبيرا في بوينس ايرس احتجاجا على زيارة بوش في الوقت الذي سيكون فيه الرئيس الاميركي في الاوروغواي. ولدى وصول بوش الى كولومبيا يتوقع ان ينظم الرئيس الفنزويلي مجددا حركة احتجاج في بوليفيا المجاورة. وقد سعى هادلي الى التقليل من نفوذ شافيز مشيرا الى 15 عملية انتخابية جرت في الاشهر الاربعة عشر الماضية في المنطقة والتي "خاضها بنجاح عدد من المرشحين المعارضين" لموقف شافيز.

لكنه اقر في الوقت نفسه ان اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 طغت لدى الرأي العام على التزام بوش الثابت لمصلحة اميركا اللاتينية وافريقيا منذ تسلمه الرئاسة. واضاف ان "الرئيس قال انه يريد القيام بمبادرة ورحلة تبرز اهمية النصف الاخر من برنامجه" لاميركا اللاتينية موضحا "انه يريد ذلك منذ بعض الوقت وسنعمل اخيرا على تحقيق هذا المشروع. نأمل ذلك".

ولمواجهة "الوعود الزائفة" اعلن بوش الاثنين تدابير ملموسة مثل ارسال سفينة عسكرية طبية في حزيران/يونيو لمعالجة عشرات الاف الفقراء من الاميركيين الجنوبيين وكذلك اتخاذ مبادرات تجاه الشبان والمحرومين لمساعدتهم على تعلم الانكليزية والحصول على مسكن لائق. وقال "ان رسالتي لهؤلاء العمال والفلاحين هي ان الولايات المتحدة صديقتكم". وسيؤكد دعم الولايات المتحدة للحكومات الملتزمة على طريق الديمقراطية ومحاربة الفساد وتحرير المبادلات.

وفي البرازيل لن يفوت الفرصة لتكثيف الجهود من اجل ازالة القيود التجارية التي تشكل موضوع مفاوضات دولية صعبة معروفة ب"دورة الدوحة" والتي تلعب فيها البرازيل دورا بارزا. وقال هادلي "ما نريده هو شراكة مع حكومات تملك طريقة تفكير صحيحة وتتخذ قرارات جيدة لشعوبها" ذاكرا كمثال الاورغواي التي "قامت بخيارات جيدة منذ بعض الوقت".

الى ذلك سيكرس بوش جزءا من برنامجه لموضوع الطاقة. ومن المفترض ان يوقع في البرازيل التي تعد منتجا كبيرا لمادة الايثانول مع الولايات، اتفاقا يشجع على انتاج واستهلاك هذا الوقود الذي يحترم معايير البيئة.