الفرنسيات يرحبن بترشح سيغولين روايال وشكوك بالتصويت لها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس، بروكسل: الفرنسيات رحبن بترشح الاشتراكية سيغولين روايال للانتخابات الرئاسية في فرنسا باعتبارها دفعة قوية للنساء مع حصول واحدة منهن للمرة الأولى على فرصة حقيقية للفوز بهذا المنصب ومع ذلك لا شيء يؤكد أنهن سيصوتن لها بكثافة.
وبترشحها للرئاسة هزت سيغولين روايال، بأنوثتها البادية والحس المختلف الذي تؤكد رغبتها في إدارة البلاد به، ساحة سياسية فرنسية خاضعة لهيمنة الرجال.
وتقول فرنسواز ديلامور، نائبة رئيسة المجلس الوطني لنساء فرنسا، احد أقدم المنظمات النسائية في البلاد، إن "إمكانية أن تكون امرأة رئيسة انجاز في حد ذاته".
لكنها أضافت أن "النساء أردن فوزها بالترشيح لكي تكون هناك امرأة. وبعد ذلك بدأن في دراسة البرامج وإجراء مقارنة لذلك لا ادري ما إذا كانت سيغولين ستحصل على تصويت نسائي كثيف لا اشعر حقا بأنه سيحدث".
وتأتي المرشحة الاشتراكية البالغة من العمر 53 عاما والأم لأربعة أولاد وراء المرشح اليميني نيكولا ساركوزي في نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر أيضا أن المرشح اليميني يملك أيضا تأييدا نسائيا.
وفي برنامج تلفزيوني الشهر الماضي قالت سيغولين "أتحمل مسؤولية كوني امرأة وأمارس السياسة بشكل مختلف وهذا ما يثير الحيرة". وكشفت المرشحة الاشتراكية التي كثيرا ما شكت من تعرضها لهجمات بسبب جنسها في الحملة الانتخابية "الأمر أصعب كثيرا بالنسبة إلى امرأة".
وأضافت "لكنني اعتقد أن الوقت قد حان لان يكون لفرنسا رئيسة جمهورية".
وفي برنامجها الانتخابي عرضت سيغولين روايال قانونا جديدا ضد العنف المنزلي وسلسلة من الإجراءات الرامية الى تحسين ظروف المرأة.
وكانت روايال غداة تعيينها وزيرة للتعليم المدرسي سمحت بتناول الحبوب المجهضة في المدارس كما كانت وراء منح إجازة أبوة لكنها لم تضع نفسها أبدا في موضع المدافعة عن حقوق المرأة أو المتعصبة لها.
وفي الوقت الذي كانت فيه النساء في الشارع للدفاع عن حقوقهن خلال تظاهرات أيار/مايو 1968 كانت سيغولين تستعد للالتحاق بالمدرسة الوطنية للإدارة (اينا) مهد النخبة السياسية الفرنسية.
واعتبرت رئيسة الوزراء الاشتراكية السابقة أديت كريسون التي كان تعيينها في هذا المنصب عام 1991، والذي استقالت منه بعد اقل من عام، سابقة في هذا البلد أن جنس المرأة لا يشكل عائقا في الحياة السياسية في فرنسا.
وقالت كريسون إن "الرأي العام أصبح اقل تعصبا للذكورة من أي وقت مضى والطبقة السياسية لم تعد قادرة على إبداء التعصب الذكوري المقترن بها".
أما برناديت شيراك زوجة الرئيس الحالي فقد اعترفت لسيغولين روايال بأنها "أول من رفعت الراية". وقالت "إن واقع كونها امرأة لا يكفي لفرض نفسها لكنه أمر مهم لأنه موجود في العقل الباطن للآخرين".
ومع ذلك فان سيغولين "لن تحصل على تصويت نسائي" كما تؤكد الباحثة جانين موزوس لافو التي أجرت دراسة عن تصويت النساء (53% من 42 مليون ناخب).
وقالت إن "النساء اللاتي سيصوتن لسيغولين رويال هن نساء اليسار الحريصات على التضامن والتعليم. وليس فقط لواقع كونها امرأة".
وكانت فرنسا من آخر الدول الغربية التي تمنح المرأة حق التصويت عام 1944. وعلى الأثر تطلب الأمر 30 عاما لكي تكون ارليت لاغيه (النضال العمالي، يسار متطرف) أول امرأة ترشح نفسها للانتخابات الرئاسية.
استطلاع يتوقع فوز ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية
وفي السياق ذاتهاظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الأربعاء أن مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في فرنسا نيكولا ساركوزي سيفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 54% من الأصوات في مواجهة منافسته الاشتراكية سيغولين روايال التي نالت 46% من نوايا التصويت.
واظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد ايبسوس/ديل لحساب صحيفة "لوبوان" أن 14% من الأشخاص (-1) الذين سيدلون بأصواتهم لم يعبروا عن رأي.
وفي الدورة الأولى، تقدم ساركوزي بنيله 5،32% من نوايا التصويت (+5،0) فيما نالت روايال 5،26% (+5،0) فيما حل مرشح الوسط فرانسوا بايرو في المرتبة الثالثة بحصوله على 5،18% (-5،0). ونال زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن 13% (+5،0).
ويتم تحديث هذا الاستطلاع يوميا باستثناء الأحد حتى الرابع من أيار/مايو، قبل يومين من موعد الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية.
واجري الاستطلاع عبر الهاتف على عينة من 1135 شخصا يمثلون الأشخاص المسجلين على اللوائح الانتخابية.
شيراك يحضر الخميس في بروكسل آخر قمة أوروبية له
يحضر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس والجمعة في بروكسل آخر قمة أوروبية له قبل أيام من إعلانه عزمه على عدم ترشيح نفسه لولاية ثالثة بعد أن امضى 12 عاما في السلطة.
وقبل سبعة أسابيع من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية لم يعلن شيراك بعد موقفه النهائي من مسألة الترشح. إلا أن كل التقديرات تشير الى عزمه على عدم المشاركة في هذا السباق الذي بات محصورا بثلاثة مرشحين هم اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين روايال، والمرشح الوسطي فرنسوا بايرو.
وستكون مشاركة شيراك في قمة بروكسل مناسبة لتوديع القادة الأوروبيين بعد أن ودع القادة الأفارقة في قمة كانت في منتصف شباط/فبراير.
لكن ستكون لديه فرصة ثانية للقائهم في الخامس والعشرين من آذار/مارس في برلين بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما التي أطلقت عملة الاندماج الأوروبي وصولا الى إنشاء الاتحاد.
واعتبر دبلوماسي فرنسي في بروكسل أن "شيراك سيحرص أكثر من أي وقت آخر على أن يكون اجتماع المجلس الأوروبي عاديا على كل الصعد" خصوصا أن هذه القمة الأوروبية ستنكب على دراسة سبل مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وهو الموضوع العزيز على قلب الرئيس الفرنسي.
ومع انه كان قبل ثلاثين سنة من المشككين بعملية التوحيد الأوروبية، فانه بات اليوم مقتنعا بان أوروبا وحدها قادرة على فرض توازن بوجه القوة الأميركية.
إلا أن شيراك الأوروبي بقي براغماتيا حريصا على الدفاع عن المصالح الفرنسية ولم يتردد السبت في اتهام المفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون بتقديم تنازلات من جانب واحد على حساب القطاع الزراعي الفرنسي خلال المفاوضات التجارية الدولية.
على المسرح الأوروبي يبقى شيراك الشخص الذي فشل في إعطاء دفع جديد لأوروبا خصوصا بعد رفض الفرنسيين في استفتاء مشروع الدستور الأوروبي.
ويشير المراقبون في بروكسل الى أن الأوروبيين باتوا منذ هذا الاستفتاء على الدستور الأوروبي في أيار/مايو 2005 ينتظرون الانتخابات الفرنسية للتوصل ربما الى حل لمسألة الخلاف على الدستور.
كما يأملون أن يكون الرئيس الفرنسي الجديد أكثر مرونة بشأن السياسة الزراعية المشتركة ما قد يفتح الباب أمام اتفاق داخل منظمة التجارة العالمية حول دورة الدوحة.
والمعروف أن الرئيس الفرنسي كان يعتمد كثيرا على علاقة الصداقة التي قامت بينه وبين المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر للاتفاق على موقف موحد معه وجر الأوروبيين الآخرين للموافقة.
إلا أن الوضع تغير بعد وصول انغيلا ميركل الى السلطة في برلين وبات "من الضروري التحرك بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية لتحريك الثنائي الألماني الفرنسي الذي بات قاطرة من دون عربات" حسب ما قال الخبير الأوروبي في بروكسل اولريك غيرو من "جرمان مارشال فاند" التي تعمل لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا.