محللون: واشنطن تعترف بدور دمشق وطهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: يرى محللون سوريون وإيرانيون أن اجتماع دول جوار العراق، ومشاركة واشنطن في الاجتماع جنبًا إلى جنب مع دمشق وطهران في العاشر من الشهر الحالي في بغداد، هو بداية إعتراف أميركي بدور دول الجوار. وأكد لايلاف الياس مراد نقيب إتحاد الصحافيين ورئيس تحرير جريدة البعث الحاكم في سوريا، أن واشنطن بدأت تعترف بدور دمشق، وأشار إلى فشل المشروع الأميركي في الداخل العراقي، منوهًا بفشل الإدارة الأميركية في الداخل الأميركي أيضًا، وهو الأمر الذي تجسد في فشل الحزب الجمهوري في الإنتخابات .
ويواجه الرئيس الأميركي جورج بوش معارضة شديدة لسياساته في العراق، بعد خسارة حزبه إنتخابات الكونغرس أمام الحزب الديمقراطي الذي حاز علىالأغلبية في مجلس الكونغرس لأول مرة منذ 12 عامًا ، ويعزو مراقبون هذا إلى تصاعد مشاعر معارضة الحرب على العراق لدى الأميركيين. وأشار مراد إلى أن واشنطن باتت تطبق تقرير بيكر هاملتون رغم عدم إعترافها بذلك .
ورفض بوش توصيات وضعتها لجنة دراسة العراق الأميركية، بأن تبدأ الولايات المتحدة حوارًا مباشرًا مع سوريا وإيران لإحلال الإستقرار في العراق. كما نوه مراد إلى زيارة مسؤولة أميركية رفيعة السمتوىإلى دمشق، معتبرًا أنها تأتي ضمن سياق إعتراف واشنطن بدور سوريا أيضًا.
وشاطر رئيس إتحاد الصحافيين الرأي الدكتور عماد فوزي شعيبي رئيس مركز الدراسات والمعطيات الاستراتيجية، الذي أفاد أن الأميركيين بدأوا بتنفيذ تقرير بيكر هاملتون فعليًا، لكن الكلام الظاهري لواشنطن هو ذرّ الرماد في العيون، ودلل شعيبي على كلامه أيضًا بالإجتماع الذي سينعقد في العراق قريبًا وزيارة المسؤولة الأميركية إلى دمشق. وتزور مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية ايلين سوربري دمشق مع مسؤول من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ضمن جولة إقليمية في المنطقة.
من جانبه، إعتبر المحلل السياسي الإيراني عصام الهلالي أن واشنطن في مستنقع رملي في العراق، وقال إن الولايات المتحدة أدركت أنها لن تخرج منه إلاّ بحوار مع سوريا وإيران، حيث تأكدت أن أي عملية تهدئة والإبقاء على نتائج إيجابية لا يكون إلا بتنسيق ثلاثي، وبحوار مع دول الجوار، لافتًا إلى محاولات حثيثة في سبيل الوصول إلى نتائج مثمرة من لقاء بغداد.
وفي هذا السياق، أكد شعيبي أن واشنطن تعود عودة خجولة إلى السياسة الواقعية، مشيرًا إلى أن ذلك نتيجة السياسات التقليدية الصحيحة لدمشق والتي تعتمد على قضم الوقت وربح الزمن. وقال إن سوريا رفضت أن تبحث موضوع اللاجئين العراقيين بشكل مستقل وبعيد عن الوضع في العراق والسياسة الأميركية بشكل عام، وأضاف مما يبدو فإن الخط السوري قد إنتصر، ولن يتم مناقشة ملف واحد بل ستتم مناقشة السياسات أيضًا.
وشدد شعيبي أن دمشق تعتبر الأشقاء العراقيين ضيوفًا أعزاء، موضحًا أنه بموجب القانون الدولي فإن واشنطن مسؤولة عما يجري في العراق كدولة إحتلال ولإن ما يجري هو نتيجة لسياساتها الخاطئة.
نقاط خلافية بين دمشق والمجتمع الدولي
كانت واضحة وبشكل حاد، النقاط الخلافية بين دمشق والمجتمع الدولي، والتي برزت في نتائج زيارة وزير خارجية بلجيكا ومعاون وزير الداخلية الإلماني دون الوصول إلى حلول. وبعيدًا عن الدبلوماسيات كان موضوع الحدود السورية اللبنانية ونشر قوات دولية هو الحاضر الأهم والنقطة الخلافية الاولى، والذي لم يعد هناك إمكانية أن يوصف بأنه مطلب أميركي فقط، فالوزير البلجيكي كاريل دو غوخت أوضح في المؤتمر الصحفي الذي جمعه ونظيره السوري أنه تمَّ نقاش قضايا تتعلق بوجود قوات دولية لمراقبة الحدود بين سورية ولبنان، وكشف أنه ناشد نائب الرئيس السوري (فاروق الشرع) تحقيق ذلك، مشيرًا إلى أن رد نائب الرئيس كان "سلبيًا. وحول المحكمة الدولية، أعرب الوزير البلجيكي عن شعوره ببعض من خيبة الأمل عندما علمنا أن سورية لن تقوم بتسليم أي متهمين لهذه المحكمة، بل ستتم محاكمة هؤلاء المتهمين في المحاكم السورية.