أخبار

الصور تعجز عن اختراق الجدار بين الإسرائيليين والفلسطينيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: يقف الإسرائيليون والفلسطينيون حائرين أمام صور فوتوغرافية عملاقة علقت في الهواء الطلق على جدار الفصل بين الضفة الغربية وإسرائيل، فيبتسم البعض فيما يقطب البعض الآخر. والصور لفنان فرنسي عرف عن نفسه بحرفي "جي ار". وقد التقطت في قطاع بيت لحم ويظهر فيها إسرائيليون وفلسطينيون عاديون بتعابير مضحكة على وجوههم مثل حاخام يحول عينيه وشيخ مسلم يبتسم ابتسامة عريضة.
ويأمل الفنان في أن تساهم صوره الهائلة المعلقة من جانبي الجدار موضع الجدل الذي يفصل الضفة الغربية عن الأراضي الإسرائيلية، ببث رسالة تعايش وتفاهم وإنسانية. طفل فلسطيني يستغل فتحة في الجدار للمرور غير أن الرسالة من خلال هذه الأعمال تثير المرارة لدى الفلسطينيين. وقد انقلبت حياتهم تماما نتيجة هذا الجدار الذي يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلى ثلاثين مترا ويمنعهم من التنقل بشكل طبيعي.
وقالت صبرين العيان وهي فلسطينية شابة في السابعة والعشرين من العمر تقيم في بيت لحم "نفضل عدم رؤية إسرائيليين إطلاقا، لا نريد أن نتذكرهم". وهي ترى أن الفكاهة تعجز عن تضميد جراح الحياة اليومية. ولا يرى يوسف غطاس وهو بائع مجوهرات في الخامسة والأربعين من العمر في تعابير اليهود الساذجة إلى حد ما وابتسامتهم المفتعلة في الصور سوى ازدراء وسخرية. ويقول "يخيل لي أن اليهود يسخرون منا كما يفعلون على الدوام". ومن الجانب الآخر، يعتبر أبراهام تيشلر وهو إسرائيلي في الثامنة والستين من العمر أن هذه الصور هي رسائل سلام. ويقول "حين يتواجه الإسرائيليون والفلسطينيون على هذا النحو، يكون السلام مسيطرا على الأذهان وليس الحرب". ويضيف هذا الفني المتقاعد أن "هذه الصور وهذا الجدار تتحدث عن السلام، لان السياج الجيد يولد جوارا جيدا".
وتؤكد إسرائيل أن الجدار الذي سيمتد على طول 700 كلم "سياج لمكافحة الإرهاب" في حين يعتبره الفلسطينيون "جدار الفصل العنصري" لأنه يتوغل في أراضي الضفة الغربية ويحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وتتولى روت بلبول الإسرائيلية الشابة حراسة الجدار لدى خدمتها في احتياط الجيش العسكري ويكون موقعها على مسافة مئات الأمتار من صور "جي ار". وتقول إن "هذه الأعمال رائعة. أنها تظهر أن في وسع الناس العيش معا". ويوضح "جي ار" انه مول مشروعه من أمواله الخاصة على أمل أن تساهم صوره في تهدئة الخواطر. ويقول "يتبين لنا أن الشعوب تجتمع وتأكل الأطعمة نفسها وان الجميع يقودون سياراتهم مثل المجانين، لكن كلا من الطرفين يعتقد أن الآخر مخطئ تماما". طفلة فلسطينية تنظر إلى الجدار وقد تخصص هذا الفنان الذي قال انه يبلغ من العمر "حوالى 25 عاما" رافضا كشف اسمه الكامل حرصا منه على "الحفاظ على اكبر قدر ممكن من الغموض"، في تحويل المساحات العامة إلى معارض فنية.
وقام عام 2005 بتعليق صور فكاهية في الهواء الطلق لمسلمين يقيمون في ضاحية باريس، ردا على الاضطرابات التي اندلعت فيها. ويقول إن "كل ما تظهره وسائل الإعلام هو الهجمات الإرهابية أو عمليات التوغل العسكرية. أما نحن، فجئنا إلى هنا بحثا عن أشخاص عاديين". وطلب الفنان من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين صورهم القيام بتعابير مضحكة.
ويروي بتفاؤل "بدأ الناس بالضحك ولم يعودوا يرون في الشعب المقابل وحشا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف