أخبار

قبرص: إزالة جدار يفصل بين الشمال والجنوب في نيقوسيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نيقوسيا: أزال القبارصة اليونانيون الجمعة جدارًا يرمز إلى تقسيم الجزيرة منذ أكثر من ثلاثين عامًا لفتح معبر في شارع قديم وسط نيقوسيا آخر عاصمة مقسمة في العالم.ولقيت الخطوة ترحيبًا من القبارصة الأتراك والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة التي تقوم قواتها منذ عقود بدوريات في المنطقة العازلة بين الجانبين.

وطوقت الشرطة والجيش شارع ليدرا المخصص للمشاة في الحي القديم من المدينة في وقت متاخر من ليلة الخميس فيما قامت آليات بتفكيك الحاجز الذي يفصل القبارصة اليونان عن القبارصة الاتراك.وقال كريستودولو باشارديس المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية المعترف بها دوليًا إن هذه بادرة حسن نية من جانبنا للمساهمة بطريقة إيجابية في فتح شارع ليدرا.وفي بروكسل حث أولي ريهن مفوض شؤون التوسيع الأوروبي كل من القبارصة اليونان والأتراك على إغتنام هذه الفرصة، وقال: "انني أحث كافة الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة التي خلقها هذا القرار الشجاع والمسارعة إلى إتخاذ الخطوات الضرورية التالية، لفتح معبر شارك ليدرا في وسط نيقوسيا.وأضاف أن فتح نقطة العبور هذه التي طال انتظارها سيشجع كذلك كافة الجهود الضرورية التي تهدف الى التسوية السلمية للمسألة القبرصية برعاية الأمم المتحدة".

كما أشادت كل من واشنطن ولندن بهذه الخطوة.وصرح السفير الأميركي في نيقوسيا رونالد شليشر للصحافيين: "نحن نعتبر فتح شارع ليدرا خطوة جيدية على طريق إنهاء تقسيم آخر عاصمة أوروبية مقسمة".وبدوره قال السفير البريطاني في قبرص بيتر ميليت: "نأمل في أن يخلق إزالة هذا الجدار مناخًا من الثقة المتبادلة وعاملاً لتحقيق التقدم".وجاءت هذه الخطوة المفاجئة بعد نحو أربع سنوات من فتح معبر أولي ادى إلى حركة غير مسبوقة عبر المنطقة العازلة لأول مرة منذ ثلاث عقود.

من جهتها، قالت رئيسة بلدية نيقوسيا ايليني مافرو إن المهم الآن، هو فتح نقطة عبور جديدة لتسهيل الإتصال وإحياء المدينة.إلا أن باشارديس قال إنه لن يسمح بالمرور عبر المعبر طالما بقيت القوات التركية في القاطع الشمالي من المدينة، موضحًا أن إزالة الجدار لا يعني أن شارع ليدرا أصبح مفتوحًا.

وقبرص مقسمة إلى شطرين منذ أن إجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي في 1974 إثر إنقلاب قام به قوميون أرادوا فيهإلحاق الجزيرة باليونان.ولم يصدر أي رد فعل من تركيا التي ينتشر نحو 42500 من جنودها في شمال قبرص.وأكد باشارديس أن الحكومة القبرصية اليونانية دعت القبارصة الأتراك إلى مناقشة المسائل العالقة إذا ارادوا فعلاً فتح شارع ليدرا.

اما الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس، فقد صرح للصحافيين في بروكسل أن العقبة ليست الجدار بل القوات التركية. إذا إنسحبت القوات التركية وسمحت للأمم المتحدة بالكشف عن الألغام، فإن نقطة العبور يمكن أن تفتح لكن على هذه القوات أن تنسحب.

وتعتبر المسافة بين قوات الجانبين هي الأقصر في شارع ليدرا، وترغب الحكومة في إنسحاب القوات التركية وقوات الحرس الوطني القبرصية إلى مسافة نحو 100 متر من المواقع الحالية التي لا تبعد سوى نحو 50 مترًا.وأكد رئيس مجلس النواب ديميتريس كريستوفياس الذي ينوب عن الرئيس في غيابه، أن قوات الحرس الوطني مستعدة تمامًا للتراجع. وإذا استجاب الطرف الآخر فإن ذلك سيحدث في وقت قريب. وإذا لم يستجب فلن يحدث.ورحبت السلطات القبرصية التركية الجمعة بإزالة الجدار. وقال فيردي ثابت سوير، رئيس الوزراء في جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة إنه تطور إيجابي.وأكد أن إدارته ستبدأ أعمالاً تقنية من أجل فتح معبر في المنطقة في أسرع وقت ممكن.

ورحب رئيس بعثة الأمم المتحدة في قبرص مايكل مولر بإزالة الجدار ووصفه بأنه مساهمة إيجابية لها أهمية رمزية عظيمة.وأكد أن قوات حفظ السلام في قبرص تساعد الطرفين على إتخاذ الإجراءات العملية لتحريك هذه العملية إلى الأمام وتسريع التقدم.

ويتعين ترميم بعض المنازل القديمة في المنطقة والتحقق من عدم وجود ألغام قبل فتح الممر أمام المشاة.وقال مولر عندما يتفق الطرفان على الخطوات التالية، فإن قوات حفظ السلام ستتحرك فورًا بالمساعدة المالية من الإتحاد الأوروبي لضمان سلامة المنطقة.

وشارع ليدرا هو أول مكان نصبت فيه الحواجز في نيقوسيا أثناء المواجهات بين القبارصة اليونان والأتراك في عام 1963. وبعد ذلك بعام، وصلت قوات حفظ السلام الدولية وبقيت في الجزيرة منذ ذلك الوقت.وانضمت قبرص إلى الإتحاد الأوروبي في أيار (مايو) 2004، إلا أنه لم يتم تحقيق تقدمًا في مباحثات ضم جزئي الجزيرة المتوسطية رغم المحادثات التي جرت بوساطة الأمم المتحدة بين بابادوبولوس والرئيس القبرصي التركي محمد علي طلعت في تموز (يوليو) 2006.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف