أخبار

السلطة الإيرانية تخاف من تظاهرة النساء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السلطة الإيرانية تخاف من تظاهرة النساء
"حملة المليون توقيع من أجل المساواة"

ازن الراوي من برلين: قامت الشرطة الإيرانية بمنع عدد من النساء من المشاركة في تظاهرة أمام البرلمان الإيراني بمناسبة يوم المرأة العالمي، وتصدت لمحاولة تجمع احتجاجي قبل أن يلتئم ويطلق شعاراته المعتادة بالمساواة وتغيير القوانين التي تقمع النساء. وكانت السلطات نشرت إعداداً كبيرة من شرطة "مكافحة الشغب" والشرطة السرية أمام البرلمان تحسباً واستعداداً للتصدي لأية تظاهرة في هذا اليوم. وحاول البعض التجمع إلاّ أن الشرطة تصدت لهن فوراً وقامت بتفريقهن وشوهدت نساء شرطيات يحملن امرأة بعيداً. كانت السلطات قد افرجت عن ثلاثين ناشطة إيرانية من بين 33 كن اعتقلن مطلع الاسبوع الحالي بطهران في تجمع احتجاجي تضامناً مع ناشطات في مجال حقوق المرأة كانت أودعتهم في سجن " إيفينر" المشهور في حزيران من العام الماضي ، وما تزال 2 من الناشطات الـ 33 ومحاميتهما في السجن.
تراقب الشرطة متوجسة نشاط منظمات نسوية تقوم منذ فترة بحملة جمع التواقيع من أجل المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء. وقد تمّ توجيه تحذير للناشطات المعتقلات اللواتي اطلق سراحهن بألاّ يشتركن في أية مظاهرات واحتجاجات للتعبير عن موقفهن في يوم المرأة العالمي الذي صادف الخميس ( 8 نيسان ) وقد قامت السلطات الإيرانية بزيارة عائلات الناشطات وطلبت منها توقيع تعهد بأنهن لن يشتركن في التظاهر. وتعتقد النساء أن السلطات تسعى لترهيبهن للحيلولة دون وقوع أي احتجاج خلال اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس/آذار
كانت التظاهرة الاحتجاجية من نساء ورجال جرت يوم الأحد الماضي أمام " محكمة الثورة" بطهران فألقيَ القبض على 33 أمرأة اعتبرتهن السلطات زعيمات الحركة النسوية . وكانت النساء المعتقلات يعربن عن تأييدهن لخمس سيدات اعتقلن ويحاكمن بتهمة تنظيم احتجاج في حزيران الماضي بتهمة تهديد الأمن القومي والدعاية ضد الدولة بالاضافة إلى المشاركة في تجمع غيرمشروع. وكانت الشرطة آنذاك قد تدخلت بعنف واعتقلت حوالي 70 شخصاً بينهم العديد من المارة. فيما رفع المتظاهرون في التظاهرة الاحتجاجية هذه المرة لافتات تقول" إن لديهن الحق دستوريا في الاحتجاج السلمي" . وقد أدانت جماعات حقوق المرأة الاعتقالات التي جرت في العام 2006 فيما دعت منظمات نسوية عديدة زمن بينها منظمة هيومان رايتس ووت الامريكية لحقوق الانسان لانهاء مقاضاة النساء وتلبية مطالبهن.
وذكرت مراسلة البي بي سي التي راقبت قمع التظاهرة : ان الشرطة ورجال أمن بملابس مدنية طاردوا المتظاهرين والقوا القبض عليهم ثم حشروهم في حافلة صغيرة تغطي زجاجها ستائر داكنة ونقلتهم إلى جهة مجهولة.
وكانت قد تبلورت ، في تلك التظاهرة التي جرت في حزيران من قبل بضع مئات من السيدات والرجال للاحتجاج ضد التنكر لحقوق المرأة، فكرة القيام بحملة جمع مليون توقيع من أجل المساواة بين الرجل والمرأة. ولم تكن المهمة سهلة في بداية الأمر لوضع تجمعات نسوية مختلفة الاهداف بخصوص المرأة تحت خيمة واحدة، ولكن شعار" حملة مليون توقيع من أجل المساواة " تكلل بالنجاح . خرجت في عرض البلاد مئات من النشطاء، دخلن من بيت إلى بيت، يحاورن الناس في الشوارع وفي الحافلات وفي أماكن تجمع سيارات النقل، وزرن إداراة الصحف والمجلات ودخلن الجوامع وذهبن إلى الأعراس والى المآتم ـ وباختصار إلى كافة الأماكن التي تتواجد فيها المرأة.
لا يمضي الاحتجاج ضد الشروط الموضوعة الملزمة بصدد أوصاف ومقاساة ملابس المرأة، بل يركز الاحتجاج ، أبعد من ذلك، على موضوعات تهم المرأة مثل حقها في الطلاق وحقها في حضانة الطفل، وانهاء تعدد الزوجات ، والمساواة في تحديد سن العقوبة في محاكم الدولة بين الشباب والشابات، حيث يفرض القانون الإيراني العقوبة على الشباب بدءاً من سن 15 سنة فيما يفرض على الاناث العقوبة في السن التاسعة.
وتنشر التجمعات النسوية تفاصيل حملتهاالمشتركة وتجربتها بتفصيل في تقارير ضافية بصفحتها الالكترونية كجزء من الحملة التي تريد أن تصل إلى الجميع . وعندما تحجب السلطات الصفحة الالكترونية تسارع اللجنة المشرفة باعادتها وتجديدها. والواقع من الصعب على السلطة أن تقف بوجه النشاط النسوي هذا. وتقول الناشطات : ماذا تستطيع السلطة أن تفعل بالنساء اللواتي يلتقين الناس في الشوارع والدروب ويدخلن البيوت ؟.
ومن الواضح أن تظاهرة الأحد التي اعتقلت فيها 33 أمرأة كانت مناسبة " سعيدة " للشرطة السرية . وأعلنت أنها ألقت القبض على الناشطات، بينما صرحت احدى الشرطيات ترتدي ملابس مدنية " سوف نعلق الجميع على الاشجار" وكانت غاضبة مارست القسوة مع المعتقلات . ومن الطبيعي في مثل هذه الاعتقلات أن تنقل النساء اللواتي" يخرقن التقاليد " إلى سجن" إفينر" ليحقق معهن الشرطة السرية في الشعبة 200.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف