مبارزة بين بوش وشافيز خلال جولتين متضاربتين في اميركا اللاتينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
متظاهرون يدعون بوش الفاشي والارهابي لمغادرة الاوروغواي
بوش يصل إلى البرازيل وسط تظاهرات احتجاجية على زيارته
شافيز يشارك في تجمعين ضد بوش خلال جولته في اميركا اللاتينية
مونتفيديو : تراشق الرئيس الاميركي جورج بوش وخصمه اليساري الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بالكلمات خلال جولتين متضاربتين في أميركا اللاتينية مع سعيهما الى كسب قلوب وعقول شعوب المنطقة.وزادت حدة التناحر الايدلوجي مع وصول بوش الى اوروغواي في ثاني محطة له في اطار جولته في الوقت الذي اجتذب فيه شافيز تأييدا من آلاف الارجنتينين خلال اجتماع حاشد"مناهض للامبريالية" عبر ريفر بليت في الارجنتين المجاورة.وقاد شافيز حشد العمال النقابيين واليساريين في الهتاف ضد بوش.وكان في استقبال بوش بعض المسؤولين وخصوصا وزير الخارجية رينالدو غارغانو وقدمت له المراسم العسكرية وسوف يلتقي اليوم رئيس الاوروغواي تاباري فاسكاس في المقر الرئاسي في انشورينا. وتأمل الاوروغواي ان تحقق نجاحا في مجال تصدير اللحوم والنسيج والكومبيوتر الى الولايات المتحدة.
ويقوم بوش بجولة تشمل خمس دول بدأها بالبرازيل وتهدف الى تحسين موقفه في اميركا اللاتينية حيث لا تحظى حرب العراق والسياسات الاميركية التجارية والمتعلقة بالهجرة بشعبية على نحو كبير.وقاد شافيز وهو حليف للزعيم الكوبي الشيوعي فيدل كاسترو تكتلا ناميا مناهضا للولايات المتحدة في السنوات الاخيرة ونادرا ما يفوت فرصة للتنديد ب"الامبريالية" الامريكية.
وخرج آلاف من مواطني اوروغواي الى الشوارع امس وبعضهم يهتف"ارحل يا بوش ". وقام عشرات من المحتجين الملثمين الذين كان كثيرون منهم يمسكون بعصي ويلقون بالحجارة بتحطيم نوافذ ثلاثة متاجر لمكدونالدز.
وفي وقت سابق التقى بوش مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وهو يساري معتدل ترى واشنطن انه قوة توازن محتملة مع شافيز واعلن الزعيمان عن خطة لتطوير وقود الايثانول للاميركتين .وينظر الى "دبلوماسية الايثانول" التي يتبعها بوش بالاضافة الى التعهدات بمساعدات جديدة على انها محاولة لتعويض استغلال شافيز ثروة فنزويلا النفطية لاجتذاب جيل جديد من الزعماء اليساريين بأميركا اللاتينية في سعيه الى ثورة اشتراكية تشمل المنطقة كلها.وكثيرا ما يشن الزعيم اليساري هجمات كلامية ضد بوش ووصفه بالشيطان في كلمة القاها في الامم المتحدة العام الماضي .وعندما سئل بوش عما اذا كانت جولته ستساعد في الحد من تأثير شافيز تملص من الرد على السؤال ولكن رسالته كانت واضحة.
ورفض شافيز وعد بوش بتقديم مساعدات جديدة .وقال للحشد ان"زعيم الامبريالية جاء ليقدم عروضا تدعو للسخرية والضحك في محاولة لكسر الحركة التي أقمناها."
من جهتها اعلنت السلطات الهايتية امس ان شافيز سيجري محادثات مع الرئيس الهايتي رينيه بريفال خلال زيارة سيقوم بها الى بور او برنس الاثنين وتستمر عدة ساعات. وهي اول زيارة يقوم بها الرئيس الفنزويلي الى العاصمة الهايتية.
يشار الى فنزويلا هي احد اهم شركاء هايتي في المنطقة. وتستفيد هايتي وهي افقر بلد في القارة الاميركية، من برنامج "نفط الكاريبي" الذي يقوم على تقديم النفط الفنزويلي باسعار مخفضة. وكان شافيز اعلن ضم هايتي الى هذا البرنامج في نيسان/ابريل 2006 خلال زيارة قام بها الرئيس الهايتي لكركاس واستمرت 24 ساعة قبيل تسلمه السلطة. كما اعلن شافيز بمناسبة تلك الزيارة عن مساعدات اخرى خصوصا في مجال الصحة والتربية للفئات الفقيرة في هايتي.
وقال في انتقاد غير مباشر لسياسات شافيز المناهضة للرأسمالية" جولتي هنا تهدف الى تذكير بلدنا بأن امريكا الجنوبية وامريكا اللاتينية اماكن جيدة من اجل الاستثمار ولاسيما في الدول التي تلتزم بسيادة القانون والشفافية وتؤمن بالمباديء الاساسية للحرية."وتشكك ادارة بوش في التزام شافيز بالديمقراطية وتنتقد سياسته بشأن التأميم.
وتعهد بوش بجعل اميركا اللاتينية احدى اولوياته عندما تولى السلطة في 2001 ولكن العراق جذب اهتمامه وهو صراع جعله لا يتمتع بشعبية بين جيران واشنطن الجنوبيين بشكل اكثر من الداخل .وحاول بوش اعادة تصوير نفسه على انه مصلح اجتماعي ملتزم بتخفيف حدة الفقر في محاولة للرد على تحدي شافيز.وأصر على ان واشنطن لم تدر ظهرها لاميركا اللاتينية قائلا ان المساعدات الامريكية للمنطقة وصلت الى 1.6 مليار دولار العام الماضي اي مثلي ما كانت عليه عند بداية توليه السلطة.
ووسط الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل متزايد فليس من المرجح ان يقتنع الكثير من مواطني امريكا اللاتينية بهذا الكلام. وحتى الان اكد بوش الذي كانت اخر زيارة له لامريكا اللاتينية عام 2005 على التجارة ومكافحة المخدرات والسيطرة على الهجرة.
ورغم ان معظم دول اميركا اللاتينية تتبع نموذجا امريكيا لديمقراطية السوق الحرة الا ان الشكوى تستمر ضد واشنطن لدعمها دكتاتورية عسكرية قمعية كانت مسيطرة ذات يوم.وقبل وصول بوش الخميس اطلقت الشرطة في ساو باولو الغاز المسيل للدموع وضربت بالهراوات بعض المتظاهرين خلال احتجاجات في الشوارع كانت سلمية في اغلبها وشارك فيها 6000 شخص. ووصف المتظاهرون بوش بانه داعية حرب وملوث لكوكب الارض.