جاك شيراك يخاطب الفرنسيين بعد أن حانت ساعة الوداع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دوست بلازي: مؤتمر بغداد خطوة أولى نحو استقرار العراق باريس: يخاطب الرئيس الفرنسي جاك شيراك (74 سنة) مساء الأحد الفرنسيين ليعلن على الأرجح انه لن يترشح لولاية ثالثة بعد أكثر من أربعين سنة على الساحة السياسية.
وقبل ستة أسابيع من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية يلقي شيراك من قصر الاليزيه خطابا متلفزا رسميا في الساعة 00،20 (00،19 تغ).
ولا يوجد ادني شك في قراره حيث تترقب البلاد أن يؤكد شيراك تقاعده بعد 12 سنة في قيادة الدولة لا سيما وان الفرنسيين قاموا على ما يبدو بطي الصفحة حيث فضل ثلاثة أرباعهم عدم ترشحه مجددا.
ولا يتوقع أن يخوض شيراك في خطابه الرسمي في المعركة الدائرة على خلافته بين اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين روايال وفرنسوا بايرو من تيار الوسط.
لكنه قد يختار التعبير عن دعمه لساركوزي خلال الأيام القليلة المقبلة.
واضطر شيراك إلى الاستسلام أمام صعود نجم خصمه الذي "غدر به" خلال الانتخابات الرئاسية عام 1995. وقال ساركوزي أن رأي شيراك -الذي تنتهي ولايته في منتصف ليل السادس عشر من أيار/مايو- "سيكون له وقع ما" على الفرنسيين.
ويجسد المرشحون الثلاثة وهم جميعا خمسينيون، جيلا جديدا يخلف "سنوات شيراك" الزعيم الذي استمر نشاطه لفترة طويلة شهدت انتصارات ونكسات وسنوات عجاف.
ولد شيراك عام 1932 وتولى أول منصب حكومي وهو في الخامسة والثلاثين من العمر في عهد الجنرال ديغول.
وتولى مرتين رئاسة الوزراء كما كان عمدة لباريس طوال 18 سنة وهزم في الانتخابات الرئاسية عامي 1981 و1988.
وفي آخر المطاف تمكن من دخول قصر الاليزيه عام 1995، خلفا للاشتراكي فرانسوا ميتران قبل إعادة انتخابه عام 2002 بنسبة 82% من الأصوات متغلبا على زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن.
وتتأرجح حصيلة عهد شيراك بين انجازات وإخفاقات في حقبة طغى فيها على الفرنسيين الشعور بالاضمحلال والخوف من العولمة ومن إفقار الطبقات المتوسطة وريبة شديدة حيال النخب.
وعلى الصعيد الخارجي حقق شيراك اكبر انتصاراته بمعارضة الحرب الأميركية على العراق عام 2003.
واعتبر بايرو أن "شغل رئيس الدولة الشاغل كان باستمرار تفادي حدوث تمزق للفرنسيين" وكان "صوتا مشرفا" لفرنسا في الخارج.
وكتب المؤرخ مشال وينوك أن جاك شيراك "عمر في السلطة لكنه كان رجل الفترات القصيرة انتصر في معارك انتخابية لكنه خسر الأهم وهو أن يتحول إلى باني للمستقبل".
أحب فيه الفرنسيون شخصيته الودودة الحانية وحيويته التي تأثرت إلى حد ما بإصابته بمشكلة في أوعية الدماغ عام 2005. وشكل شغفه بيخنة رأس البقر والبيرة وعالم الريف جزءا من شخصيته.
انتقد خصومه مواقفه المتقلبة حتى أن رئيس الوزراء السابق ريمون بار وصفه "بفارس الانتهازية".
فقد تحول من مناصر للتيار العمالي على الطريقة الفرنسية خلال السبعينيات إلى الليبرالية على طريقة رونالد ريغان قبل أن يعد عام 1995 بردم "الهوة الاجتماعية" لينسى العديد من وعوده بعد ذلك.
وتخلل ولايته الأخيرة تراجع النفوذ الفرنسي في أوروبا ورفض المصادقة على الدستور الأوروبي في استفتاء عام 2005.
لكن الجميع يعترف "لسبع السياسة" هذا بقناعات قوية مثل رفضه اليمين المتطرف وكفاحه ضد معاداة السامية.
وتنسب حاليا لرئيس الدولة الرغبة في إنشاء مؤسسة للدفاع عن البيئة والتضامن مع الدول الفقيرة.