القاعدة تتوعد بضرب أهداف في ألمانيا والنمسا

برلين تلتزم الصمت وفيينا تستخف بالتهديدات
القاعدة تتوعد بضرب أهداف في ألمانيا والنمسا

الشريط الذي بث عبر الإنترنت

عواصم: بعد يوم واحد من قيام مجموعة عراقية مسلحة أطلقت على نفسها اسم "كتائب سهام الحق" بالتهديد بقتل إثنين من الرهائن الألمان المختطفين في العراق في غضون 10 أيام، أعلنت اليوم جماعة مجهولة تطلق على نفسها "صوت الخلافة" اليوم في شريط مصور بُث على موقع الإنترنت عزمها شن هجمات ضد المصالح الألمانية والنمساوية في حال عدم سحبهما لجنودها من أفغانستان. وقالت في الشريط الذي بث على موقع إلكتروني يستخدمه تنظيم القاعدة: "لماذا تريدون كل هذا لأجل بوش وأصحابه." وأضافت "أليس من الغباء تحريض المجاهدين بالقيام بعمليات في دياركم." كما اتهمت الجماعة حكومتي برلين وفيينا بالكذب على شعبيهما وإخفاء الحقائق في ما يتعلق بمهمة القوتين الدولتين اللتين تعملان في إطار قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. كما لوحت الرسالة بإستهداف الإقتصاد الألماني ومصالحه في أنحاء العالم.

صمت ألماني إزاء التهديدات

وفي حين رفضت الخارجية الألمانية التعليق على هذه التهديدات، عززت وزارة الدفاع النمساوية الإجراءات الأمنية بين صفوف قواتها في أفغانستان تحسبًا لأي هجمات محتملة بعد رسالة التهديد آنفة الذكر. وفي فيينا قال المتحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية إن بلاده ليس لها سوى أربعة ضباط في أفغانستان ولا تعتزم إرسال المزيد من القوات إلى هذا البلد. وأضاف: "إننا بالطبع على علم بهذه الرسالة المصورة. وقد إتخذنا على الفور أقصى الإحتياطيات الأمنية لضباطنا في كابول، والذين صدرت لهم تعليمات بعد مغادرة مبنى مقر القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي".

وكان البرلمان الألماني قد صدق يوم الجمعة الماضي على إرسال ست من طائرات الإستطلاع من طراز "تورنادو" إلى أفغانستان للمساعدة في تصوير مواقع قوات طالبان ورصدها.

المستشار النمساوي يقلل من خطر تعرض بلاده لاعتداء إسلامي متطرف

من جانبه،قلل المستشار النمساوي ألفرد غوزنباور من خطر تعرض بلاده لإعتداء إسلامي إثر التهديد.وفي حين أرسلت ألمانيا 2750 جنديًا إلى أفغانستان لم ترسل النمسا سوى أربعة أو خمسة ضباط.وصرح غوزنباور للتلفزيون الوطني النمساوي أنه ليس هناك معلومات حول مخاطر محدقة بالنمسا ولا مبرر لقلق الشعب.إلا أنه أضاف: "تجري دراسة الوضع بكل يقظة".

وينتشر الضباط النمساويون في منطقة كابول حيث أوكلت إليهم مهمة قيادة الأركان في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (ايساف) لحلف شمال الأطلسي. وقالت وزارة الدفاع النمساوية إنهم ليسوا بين القوات المقاتلة وهم حاليًا في أمان.واعتبر غوزنباور أن أربعة رجال يمثلون النمسا في أفغانستان في حين بعض الدول يمثلها الآلاف وبالتالي تساءل عنالخطر الذي تشكله النمسا.وأضاف: "أنا شخصيًا لا أعتقد أن نتعرض لإعتداء لكن علينا أن نأخذ ذلك على محمل الجد".

وكانت فيينا قد أرسلت عام 2002 مئات الجنود في بعثة مساعدة إنسانية إستمرت سنة تقريبًا. وخلال 2005 أرسلت أيضًا لبضعة أشهر بعثة أخرى تتشكل من مئة جندي للمشاركة في إرساء الأمن خلال الإنتخابات.

أبو عمر المصري يناشد خاطفي الأم الألمانية

وجاء في نداء وجهه أبو عمر المصرى إلى الخاطفين فى القاهرة: "الأخوة قادة وأعضاء كتائب سهام الحق بالعراق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أناشدكم الله تعالى الإفراج الفورى عن الرهينتين".وأضاف: "أنا أخوكم في الله الاسلامى أبو عمر المصري ( أسامة نصر ) الذي إختطف من شوارع ميلانو الإيطالية يوم 27 شباط (فبراير) 2003 بوساطة عملاء المخابرات الأميركية بعد قيامي بحملات إعلامية للتنديد بظلم الإدارة الأميركية الحالية للشعبين الأفغاني والعراقي".

وتابع: "أكتب إليكم بعد أربع سنوات من الأسر والحبس والسجن والحمد لله الذي أكرمني بالإفراج والعودة إلى بيتي وأسرتي. الأخوة الكرام: سمعت قيامكم ببث شريط فيديو على أحد المواقع الإسلامية على الإنترنت تهددون فيه بقتل الأم الألمانية لورا كروزا وولدها في غضون عشرة أيام إذا لم تقم الحكومة الألمانية بسحب قواتها من أفغانستان ".

وناشد الخاطفين سحب هذا التهديد والإفراج الفوري عن الرهينتين وتساءل: "فما ذنب الأم الألمانية وولدها وعلاقتهما بالسياسة الخارجية لحكومة بلادها.. وأشار إلى أن المسلمين يواجهون متاعب في الغرب وحذرهم من مغبة تنفيذ تهديدهم على المسلمين المقيمين في الغرب عامة وألمانيا خاصة في حالة حدوث مكروه للأم الألمانية وولدها... فكفانا ما حدث من مشاكل ومصائب وخطف وتعذيب ". وأضاف ابو عمر المصرى: "إرحموا إخوانكم وأفرجوا عن الأم الألمانية وولدها أخوكم في الله أبو عمر المصري".

القاعدة
وظهر في الشريط رجل ملثم وهو يقرأ بيانا قال فيه إن مشاركة ألمانيا للولايات الأميركية في حربها على الإسلام والمسلمين لن يؤدي إلا إلى حدوث المزيد من التهديدات وإلى تعرض ألمانيا للخطر في عقر دارها". وأضاف: "نحن نتساءل ما هي مصلحة المانيا في أن تزج بألفين و750 جنديًا (في افغانستان) للقتال دفاعًا عن كذب ودجل (الرئيس الاميركي جورج) بوش وعصابته".وهدد البيان النمسا أيضا اذا لم تسحب قواتها من هذا البلد وجاء فيه "ان النمسا كانت ولا زالت احدى اكثر الدول امانا في العالم ... ولكن في حال حدوث اي تهديد امني تصبح النمسا على قائمة الدول المستهدفة من قبل المجاهدين وسوف يتغير هذا الوضع".وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية الأحد أن محتوى شريط الفيديو،يدرسه حاليًا خبراء في الحكومة الألمانية.وأضافأن خلية الأزمة التي شكلتها الوزارة تعمل جهدها في التوصل إلى إطلاق سراح الرهينتين الألمانيين في العراق.

وكانت مجموعة إسلامية عراقية قد هددت السبت في شريط فيديو آخر بقتل الرهينتين الألمانيين ما لم تسحب برلين قواتها من أفغانستان حيث تنشر نحو ثلاثة آلاف جندي.وقالت "كتائب سهام الحق" "نمهل الحكومة الألمانية عشرة أيام من تاريخ بياننا هذا للإعلان وبدء سحب قواتهم من أفغانستان وإلا فقد أعذر من أنذر وإلا فلن يروا حتى جثة واحدة لهذين العاملين.وأفادت صحيفة "تاغس شبيغل" البرلينية وقناة "آ ار دي" التلفزيونية العامة أن المخطوفين شاب في العشرين من العمر ووالدته التي يتجاوز عمرها الستين كانا يعيشان في بغداد منذ وقت طويل والمرأة متزوجة من طبيب عراقي. وتحمل الأم وابنها الجنسيتين العراقية والإلمانية.

وعرض شريط الفيديو جواز سفر لإمراة مولودة في تلتو بإلمانيا سنة 1945 واسمها جيب كراوس.وقال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، أنها المرة الأولى التي يوجه فيها تنظيم القاعدة تهديدًا إلى ألمانيا والنمسا بشكل مباشر بسبب مشاركتهما بقوات في أفغانستان.وأعرب عطوان المطلع على شؤون تنظيم القاعدة، عن قناعته بان التنظيم "غاضب على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وتأييدها الحماسي لسياسة جورج بوش في العراق وأفغانستان".

وأضاف أن ألمانيا قد شددت خلال الفترة الأخيرة التدابير التي تستهدف الإسلاميين، خاصة وأن معظم المعتقلين في الفترة الأخيرة في ألمانيا من شمال أفريقيا وخصوصًا من المغرب. ولم يستبعد عطوان إحتمال أن يكون ذلك نتيجة تأثير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي على الشبكة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وانبثق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي من الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية المحظورة.