جماعات إسلامية فلسطينية على خطى بن لادن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فجرت وذبحت العشرات وتتوعد بالمزيد
جماعات إسلامية فلسطينية على خطى بن لادن
سمية درويش من غزة: دب بيان أبو صهيب المقدسي أمير جماعة أطلقت على نفسها "سيوف الحق الإسلامية" في أرض الرباط، الرعب والخوف في صفوف الفلسطينيين من تنامي تلك الجماعات المقربة من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن، لاسيما وأن الأراضي الفلسطينية أصبحت تربة خصبة لتغلغل تلك الجماعات المتطرفة. ويختلف الكثير من الفلسطينيين مع الأسلوب الذي تتبعه مجموعات القاعدة، لاسيما عقب التفجيرات التي طالت مدنيين أبرياء في كثير من الدول العربية والغربية، وان كانت هناك قلة ترى في مثل هذه التفجيرات رادع لأنظمة طالما وصفتها بالكفر.
ولم يستغرب الباحث الفلسطيني والمحلل السياسي منذر أرشيد في حديث خص به "إيلاف" ظهور مثل هذة الجماعة الإسلامية، خاصة مع نشاط تنظيم القاعدة الكبير الذي برز منذ عقد من الزمن، عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) والتي خلقت لأميركا مبرراً لتحويل قوتها وإمكاناتها للمنطقة.
أمير الجماعة أبو صهيب المقدسي، اعترف وبشكل علني بأنه تم إعدام العديد ممن وصفهم بـ"الساقطين والساقطات"، لكنه لم يشر في بيانه إن كانت هناك محاكمة عادلة ومحامي دفاع قد ترافعوا عن هؤلاء قبل ذبحهم.
وكانت شواطئ غزة وقارعات الطرق النائية، مسرحاً لجثثت أناس عثرت عليها قوات الأمن الفلسطيني، إلا أنها كانت تسجل بالإعلام الفلسطيني جرائم شرف وضمن الخلافات العائلية، غير أن بيان "أبو صهيب المقدسي" الذي وزع في قطاع غزة، أزاح الستار لعهد جديد ينتظره الفلسطينيين على أيدي تلك الجماعة.
المحلل السياسي محمود سعيد قال لـ"إيلاف"، إن هذا البيان بمثابة تدشين حقيقي لجماعة تتبع نفس خطى وأسلوب تنظيم القاعدة، مؤكداً ان الساحة الفلسطينية وما تمر به جعلها تربة خصبة لتنظيمات متطرفة تتغذى بأفكار القاعدة. وتساءل سعيد عن جدوى وجود أجهزة أمنية ومحاكم طالما شرعت تلك الجماعة لنفسها القتل والحكم على الناس، داعياً الأمن الفلسطيني للمسارعة إلى ما أسماه محاصرة تلك الجماعات، ولجمها قبل استفحالها في المجتمع وتهديد أمنه واستقراره، وعدم القدرة على السيطرة عليها.
ولم يكتف بيان الجماعة الإسلامية بالإشارة إلى من ذبحوا على أيدي تلك الجماعة، حيث تعدى ذلك بتهديد الكثيرين منهم مثلا: مراكز الانترنت، حيث حدد "المقدسي" في بيانه، وقتاً لافتتاح تلك المراكز وإغلاقها، متوعداً أيضا من أسماهم بـ"الذئاب البشرية" من سائقي سيارات الأجرة والذين ينشطون بحثا عن الفتيات، واصفا إياهم بـ"الكلاب الضالة" تنتشر في الشوارع طمعا في جيفة هنا او هناك، ومؤكدا بان حسابهم قريبا جدا، بحسب تهديده.
وقال أرشيد لـ"إيلاف" إن هذا الكم من الإنذارات المتتالية إنما هو نوع من التعصب الذي سيلقى مقابله الرفض والعناد، وسيجعل الأمر في غاية التعقيد والخطورة، مما سيخلق أجواء تصعيدية ربما تنعكس سلبا على المجتمع وعلى القضية الفلسطينية. وبحسب أرشيد، فإن أسلوب الجماعة المتبع خاطئ وأن هذه الطريقة العصبية غير سوية، إذ قال "كان الأولى بهم - سيوف الحق - أن يبدأوا ببرامج توعية وتثقيف، قبل أن يلجأوا إلى التهديد والوعيد والقتل".
وكانت الجماعة ذاتها فجرت عشرات مراكز الانترنت ومحلات بيع الأشرطة في قطاع غزة، كما أحرقت وجه امرأة بسكب "ماء نار" وصفتها بالمتبرجة وسط مدينة غزة وعلى مقربة من مراكز الشرطة.
مروان شحادة الباحث والمتخصص في شؤون الحركات السلفية، ومدير مركز رؤية للدراسات السياسية والإستراتيجية، أكد في مقابلة سابقة مع "إيلاف" رداً على سؤال إن كان ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في فلسطين والأميركية في العراق يشجع الشباب العربي على الانضمام لصفوف القاعدة، والجماعات الإسلامية المتطرفة؟ أن جملة الممارسات والانتهاكات والسياسات الأميركية تجاه القضايا العربية والإسلامية، وتحيزها التام لإسرائيل، وعدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وحالة الأزمة والضعف والتفكك والفساد، ونهب الخيرات التي يعيشها ويعاني منها النظام العربي بشكل عام، جميعها وغيرها من الأسباب التي لم نذكر تشكل أحد أهم عوامل الاستقطاب والتجنيد في صفوف الحركات المسلحة أو المتطرفة - بحسب تصنيف الأنظمة لها.
وتدعي وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، أن هناك مجموعات منشقة عن منظمات إسلامية فلسطينية، نظمت خلايا للعمل تحت لواء القاعدة في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث سبق أن حذرت تل أبيب، السلطات المصرية من خلايا تسللت للأراضي المصرية عبر الشريط الحدودي بهدف ضرب منتجعات سياحية.