أخبار

إيطاليا تسعى لإسقاط الإتهامات عن مختطفي إمام مصري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: أعلنت مصادر رسمية في الحكومة الإيطالية الجمعة، أن الحكومة تعتزم إسقاط الإتهامات الموجهة إلى 35 متهمًا، بينهم 26 أميركيًا من عملاء الإستخبارات المركزية CIA، كان من المقرر محاكمتهم لإختطافهم رجل دين مصري، وترحيله إلى مصر حيث تعرض للتعذيب هناك. وقال مسؤولون في وزارة العدل في العاصمة الإيطالية روما لـ CNN إن الحكومة طلبت من المحكمة الدستورية العليا إلغاء المحاكمة، التي كان من المزمع عقدها في الثامن من حزيران (يونيو)القادم، بعد أن إعتبرت القضية غير قيّمة، نظرًا لعدم وجود أي من المتهمين الأميركيين، كما أن الحكومة الإيطالية لم تتقدم بأي طلبات رسمية بتسلمهم من الجانب الأميركي. وتضم القضية 35 متهمًا، بينهم 26 عميلاً لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، وستة مسؤولين في الإستخبارات الإيطالية، يواجهون إتهامًا باختطاف رجل الدين، أسامة نصر مصطفى حسن، المعروف أيضًا باسم أبو عمر.
فيما يواجه ثلاثة آخرون إتهامًا بتسليم المختطف إلى بلد ثالث يواجه إنتقادات متزايدة بسبب سجل إنتهاكات حقوق الإنسان به. جاء إعلان الحكومة الإيطالية عزمها إلغاء المحاكمة، بعد قليل من مطالبة منظمة العفو الدولية لوزير العدل الإيطالي، كليمنت ماستيلا، بالتقدم بطلب رسمي إلى الإدارة الأميركية، بشأن تسلم المتهمين الذين أدانتهم المحكمة الجنائية في ميلانو. وقال الباحث في الشؤون الإيطالية في المنظمة، أندريه دالبيك، إن قيام وزير العدل الإيطالي بتقديم طلب رسمي في هذا الشأن، سيؤكد مدى إستعداد وجدية إيطاليا في محاربة إنتهاكات حقوق الإنسان، التي تتم تحت مسمى الحرب على الإرهاب. وأضاف دالبيك، في تصريحات على موقع المنظمة، أن إتخاذ وزير العدل الإيطالي هذه الخطوة، سيثبت أيضًا مدى توافق إيطاليا مع قرار البرلمان الأوروبي بشأن الأحكام القضائية وسرعة تفعيلها. أبو عمر الذي كان يعمل إمامًا في أحد المساجد في مدينة ميلانو، قد تعرض للإختطاف من قبل عناصر المخابرات الأميركية والإيطالية، قبل نحو أربع سنوات، في شباط (فبراير) من العام 2003، للإشتباه في أنه على علاقة بـ"جماعة إرهابية". وجاء إختطاف رجل الدين المصري، في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الأمن الإيطالية تجري تحقيقاتها فيما إذا كان أبو عمر متورطًا بالفعل في أنشطة إرهابية، حيث عزز إختفاءه من تلك الشبهات. وحسب تقرير هيئة الإدعاء الإيطالي، فإن عناصر CIA قاموا باختطاف أبو عمر، بمساعدة مسؤولين في الإستخبارات الإيطالية، وترحيله إلى مصر، حيث تعرض للتعذيب، لإنتزاع إعترافات منه. وكان المسؤول في الإستخبارات الأميركية مايكل سكيوار، قد ذكر في مقابلة سابقة، أن إدارة الخدمة السرية في الجيش الإيطالي، أقرت العملية، فيما أكد مسؤول آخرفي CIA، رفض ذكر اسمه، لشبكة CNN أن وكالة الإستخبارات الأميركية عرضت العملية على نظيرتها في إيطاليا، حيث تم تنفيذ العملية المشتركة. إلا أن الحكومة الإيطالية السابقة، والتي كان يتولى رئاستها سيلفيو بيرلسكوني، أصرت على نفي تلك التقارير، ووصفت عملية إختطاف الإمام المصري من ميلانو، بأنها عملية غير قانونية.
وكان الإدعاء العام في إيطاليا، قد إنتهى من التحقيق في تلك القضية فيتشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حيث طلب من 24 عنصرًا من الإستخبارات الأميركية، و5 مسؤولين في الإستخبارات الإيطالية المثول أمام المحكمة. ومن جانبه، إتهم رجل الدين المصري أجهزة الأمن المصرية بتعذيبه أثناء فترة إعتقاله، التي إستمرت لأربع سنوات. وقال: "تعرض لأبشع أنواع التعذيب في السجون المصرية، وذلك في أول تصريح له بعد مغادرته مكان توقيفه، مطالبًا السماح له بمغادرة البلاد والعودة إلى إيطاليا حيث يحظى باللجوء السياسي منذ العام 2001". ولم تقر السلطات المصرية باعتقال أبو عمر بشكل رسمي، غير أن رئيس الوزراء أحمد نظيف كشف، في العام 2005 في لقاء مع الصحفايين، وجود أشخاص تم إرسالهم إلى مصر، ضمن هذا البرنامج، دون تحديد أعدادهم أو القضايا المثارة ضدهم. وفيما أبدى أبو عمر قلقه من قيام الأجهزة الأمنية المصرية باعتقاله مجددًا، قائلاً: "قد يلقون القبض علي أثناء مغادرتي الآن". فقد أكد براءته من التهم المنسوبة إليه، وكشف عن أن السلطات المصرية تمنعه من السفر إلى إيطاليا، على حد تعبيره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف