دوفيلبان يدعو الى الانسحاب من العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طالب خلال محاضرةفي هارفرد بـ"حكم عالمي حقيقي"
دوفيلبان يدعو الى الانسحاب من العراق في عام 2008
كما طالب في هارفرد يوم الجمعةلقيام "حكم عالمي حقيقي" يعتمد خصوصا برأيه على "شراكة من الند للند" بين الولايات المتحدة واوروبا.
وكان دوفيلبان الذي التقى الخميس في نيويورك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، يلبي دعوة جامعة هارفرد بالقرب من بوسطن (شمال شرق) لالقاء محاضرة باللغة الانكليزية بعنوان "الولايات المتحدة واوروبا امام نظام عالمي يتحول".
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ان تسوية جماعية للازمات في الشرق الاوسط تعتبر "امرا ملحا للغاية يتوقف عليه التوزان العالمي". واشار الى ان هذه الازمات المختلفة، العراق وايران ولبنان والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني "لها جذورها الخاصة ولكن مرتبطة" بعضها ببعض. واضاف "يتوجب علينا اذن ان نعالج كل ازمة لوحدها ولكن بالتزامن".
العراق حطم صورة أميركا
وبالنسبة للعراق، جدد دوفيلبان التأكيد على ان الوضع "متدهور جدا ولا يمكن معه ان نأمل بمخرج فوري" مطالبا بالعمل على وضع "جدول زمني" وباسرع ما يمكن لانسحاب القوات الاجنبية من هذا البلد "خلال عام". واكد "انه الشرط كي يشعر العراقيون ان مستقبلهم بايديهم وانهم على طريق العودة الى السيادة الوطنية". واعتبر ان "الحرب عل العراق احدثت تغيرا. لقد حطمت صورة اميركا واثرت سلبا على صورة الغرب برمته. حان الوقت حاليا كي تستعيد الولايات المتحدة واوروبا معا احترام وتقدير الشعوب الاخرى".
وكان دوفيلبان اعلن في العام 2003 باسم فرنسا رفض الحرب على العراق. واكد رئيس الوزراء الفرنسي انه "ليس بامكان اي بلد حاليا ان يفرض لوحده نظاما عالميا جديدا" مطالبا بقيام "حكم عالمي حقيقي". واوضح "في هذه الخطوة نحو نظام عالمي جديد، امام الولايات المتحدة واوروبا واجبات اكبر من الاخرين. علينا اولا واجب العمل معا" مؤكدا ان "اوروبا هي الحليف الكلي الوحيد" لواشنطن. واضاف "يتوجب علينا ان نبني شراكة من الند الى الند. مصلحة اوروبا تكمن في ولايات متحدة قوية ولكن منفتحة. مصلحة الولايات المتحدة لا تكمن في اوروبا خاضعة بل في اوروبا قوية واكثر مسؤولية. هي بالنسبة للولايات المتحدة شريك وليست خصم".
النزاع الإسرائيلي الفلسطيني
وبالنسبة للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، طالب دوفيلبان ب"افق محدد" لاقامة الدولة الفلسطينية معربا عن امله في تحديد "موعد قريب نوعا ما" لتحقيق هذا الهدف. "فلنحدد جدولا زمنيا" يتضمن "عناصر على المدى القصير لافساح المجال امام اعادة بناء الثقة" مثل اطلاق سراح العريف الاسرائيلي شاليط (خطفته مجموعة فلسطينية مسلحة في 25 حزيران/يونيو) وتسليم اسرائيل عائدات الضرائب للفلسطينيين ووقف اطلاق الصواريخ". ودعا الى تقديم اقتراحات الى الفلسطينيين والاسرائيليين معا حول "افق محدد لقيام دولة فلسطينية".
وقال "حول هذا التاريخ الذي يجب ان يكون قريبا نوعا ما ستنشأ ديناميكية سياسية حقيقية" مضيفا انه "بامكان الاسرة الدولية ان تتبنى ضمانات تتعلق بامن اسرائيل مع قوة دولية مقابل انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية".
ودعا دوفيلبان الى تنظيم "وباسرع وقت ممكن" مؤتمر دولي يحدد مع الاطراف اطار تسوية يجب ان "تشارك فيها الدول العربية المعتدلة في المنطقة وخصوصا المملكة العربية السعودية ومصر والاردن".
كما طالب باعادة تقديم المساعدات كاملة الى الفلسطينيين وقال "ما تقوم به اوروبا حاليا مع الالية الدولية الموقتة لا يمكن ان يكون حلا دائما. يتوجب علينا ان نستأنف تقديم المساعدات المباشرة الى حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فور تسلمها مهامها".
فرنسا لانشاء جيش حقيقي للامم المتحدة
جيش حقيقي
ومن جهة اخرى، طالب رئيس الوزراء الفرنسي بانشاء وعلى المدى الطويل "جيش حقيقي تابع للامم المتحدة" معربا ايضا عن تأييده لتوسيع مجلس الامن الدولي. وقال "ان الامم المتحدة بحاجة لذراع مسلحة من اجل حفظ السلام: حوالى مئة الف جندي ينتشرون حاليا في العالم". واضاف "يجب ان يكون للامانة العامة للامم المتحدة وعلى غرار كل الجيوش في العالم، قيادة دائمة. وعلى المدى الطويل، يجب ان يكون لنا جيش حقيقي للامم المتحدة".
وبعد ان اعرب عن تأييده لتوسيع مجلس الامن وهو شرط "لا بد منه من اجل تعزيز شرعية" الامم المتحدة، اعرب دوفيلبان ايضا عن امله "تشكيل هيئات قرار اكثر تحركا في ادارة الازمة". وقال "اعتقد انه من المفيد ان يعقد شهريا اجتماع على المستوى الوزاري لاعضاء مجلس الامن لتقديم ردود على الازمات الحالية".
وقال ايضا "ان الولايات المتحدة تبقى القوى العظمى الاولى ولها وحدها تنسب جميع الصفات: القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقدرة على اختراع التكنولوجيا وقوة الجذب في طريقة حياتها". واضاف "ما يقربنا هو اقوى مما يبعد بيننا. نحن نتقاسم القيم الاساسية نفسها: الديموقراطية وحقوق الاسنان ومفهوم واحد لمنزلة الفرد في المجتمع". واكد انه يتوجب على الولايات المتحدة "ان تأخذ بالاعتبار وبشكل افضل حقيقة العالم". وقال ان "قوتها الحقيقية" برأيه "ليس جشيها لان الشكل الحديث للقوة ليس النفوذ والقدرة على صنع الاشياء معا. لا توجد قوة قائمة بحد ذاتها". واضاف "على الصعيد الشخصي، اود ان اقول انا من اقام في الولايات المتحدة، انا من يحب بلدكم، ان اميركا تبقى حلما لكثير من الشعوب في العالم".
وبعد هذه الزيارة التي استمرت يومين للولايات المتحدة لم يزر خلالها واشنطن، سيعود دوفيلبان السبت الى باريس.