مناقشة ملف كوسوفو في مجلس الأمن الشهر القادم

الياس توما من براغ- غروكي-وكالات: سلم نائب الوسيط الدولي الخاص بإيجاد حل نهائي لوضع إقليم كوسوفو البير روان الخطة النهائية التي صاغها المبعوث الدولي مارتي اهتساري إلى الأمم المتحدة وذلك بعد أن أخفقت المحادثات التي جرت بين الطرفين الصربي والألباني في فيينا على مدى نحو عام بسبب التناقص الكبير القائم في مواقف الطرفين حول مستقبل الإقليم بشأن هذه الخطة وبشأن أي حل آخر .

ونقلت الإذاعة الصربية عن ريمي دورلو الناطق الصحفي باسم مكتب اهتساري قوله بان روان سلم وثيقتين إلى أمين عام المنظمة الدولية الأولى عبارة عن المقترح النهائي للوضع القانوني للإقليم والثانية عبارة عن تقرير مقدم لامين العام الأمم المتحدة يوضح فيه اقتراحه والجهود التي قام بها . وتوقع أن تبدأ مناقشة خطة اهتساري في مجلس الأمن في شهر أبريل نيسان القادم أما إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن وضع الإقليم فيتوقع أن يصدر حسب تقديراته في الربع الثاني من هذا العام .

من جهتها أكدت وكالة الأنباء الصربية تانيوغ نقلا عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة بان أمين عام الأمم المتحدة وعد بتقديم الدعم الكامل للوثيقة الخاصة بوضع كوسوفو والتي تتحدث عن استقلال الإقليم لكن تحت إشراف دولي .وتوقعت الوكالة أن تعقد جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة خطة اهتساري في الثالث أو الرابع من شهر ابريل نيسان القادم عندما تتولى بريطانيا رئاسة مجلس الأمن الدولي .

ويتوقع العديد من المراقبين في المنطقة البلقانية بأن يكون النقاش ساخنا في مجلس الأمن بشان مضمون هذه الخطة بالنظر للموقف الروسي الرافض لفرض حل على الصرب ولاعتقاد موسكو انه من الضروري استئناف المحادثات من جديد إلى أن يتم توصل الطرفين إلى حل وسط وذلك خشية من موسكو أن يشكل استقلال إقليم كوسوفو بهذا الشأن سابقة دولية يمكن أن تطبق في أماكن أخرى في العالم ومنها روسيا .

ويشدد سرجان جوريتش رئيس مكتب حكومة صربيا للتعاون مع وسائل الإعلام بان حكومة بلاده واثقة بان مجلس الأمن الدولي لن ينتهك ميثاق المنظمة الدولية ويصدر قرارا بتقطيع صربيا و" سلب جزء منها " ملمحا إلى أنه توجد في الأمم المتحدة "دول لديها القوة لحماية المبادئ الأساسية التي يقوم عليها السلام والاستقرار" في إشارة واضحة إلى روسيا وربما الصين .

وحذر من أن عدم منع استقلال الإقليم سيشكل سابقة خطيرة تتمثل في إمكانية إعادة رسم حدود الدول ذات السيادة .واتهم الوسيط الدولي مارتي اهتساري بارتكابه خطأ كبيرا بقطعه بصورة متسرعة المفاوضات الخاصة بمستقبل الإقليم واصطفافه كما قال إلى جانب الطرف الألباني .

روسيا مع استمرار المفاوضات حول كوسوفو

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت مجددا الى استمرار المفاوضات حول وضع اقليم كوسوفو، ودعا الى استبدال وسيط الامم المتحدة في هذا الملف مارتي اهتيساري في حال "استنفد كل امكاناته". وقال لافرورف امام مجلس السياسة الدولية والدفاع (ناد للمحللين والمسؤولين الروس) "ان الامر الاهم من اجل تجنب اهتزاز الوضع هو اتخاذ تدابير مقبولة من قبل الطرفين، بلغراد وبريشتينا". واضاف "انا مقتنع نظرا الى الطريقة التي تبنى فيها المواقف، انه من الضروري ان تستمر المفاوضات. وفي حال استنفد مارتي اهتيساري كل امكاناته، يمكننا بالتاكيد ان نجد شخصا آخر للعمل على هذا الملف".

واكد وزير الخارجية الروسي من جهة اخرى ان بلاده "لن تكون صربية اكثر من الصرب انفسهم وليس بوسعها ان تعرقل قرارا يلقى قبولا من الطرفين".

وكانت روسيا اعتبرت الثلاثاء ان من "السابق لاوانه" احالة اهتيساري ملف وضع كوسوفو الى مجلس الامن. وكان اهتيساري اعلن فشل 14 شهرا من المفاوضات بين الصرب والالبان حول اقليم كوسوفو، بعد اقل من عشر سنوات من موجة عنف قومي دامية ضربت هذا الجزء من البلقان. وسيقدم اهتيساري قبل نهاية اذار/مارس الى مجلس الامن تقريره حول وضع هذا الاقليم الصربي الذي تسكنه اكثرية من الكوسوفيين الالبان.

ويعتمد الصرب على دعم موسكو لاستخدام الفيتو في التصويت النهائي لمجلس الامن حول هذا الملف. وروسيا التي عارضت تدخل الحلف الاطلسي عام 1999 في كوسوفو تدعم تقليديا "شقيقتها" الارثوذكسية صربيا. وكوسوفو رسميا مقاطعة صربية، لكنها تحت ادارة الامم المتحدة منذ 1999 بعد الضربات الجوية التي نفذها الحلف الاطلسي للحد من قمع النظام الصربي السابق للانفصاليين الالبان.