معاريف: شيراك شجع اسرائيل للهجوم على دمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمراني من موسكو- خلف خلف من رام الله: قالت صحيفة معاريف الصادرة اليوم أن فرنسا اقتراحت على إسرائيل شن الحرب على سوريا، وأضافت الصحيفة: "فرنسا معروفة بمواقفها المؤيدة للعرب وتعتبر أحدى الدول الانتقادية تجاه إسرائيل بين دول الغرب بشكل عام وبين دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص ولكن في الأيام الأولى من حرب لبنان الثانية تلقت إسرائيل عرضا فرنسيا غير مسبوق. وحسب الصحيفة فأن هذا العرض تلخص باجتياح الجيش الإسرائيلي لسوريا وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد مقابل دعم فرنسي كامل للحرب. وخلف العرض، الذي نقل إلى علم محافل مختلف في وزارة الخارجية في القدس يقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك، المعروف بكراهيته الشديدة للأسد ونفوره من نفوذ سوريا في لبنان.
وذكر راديو "جاليه تساهال " ان شيراك اقترح في رسالة بعث بها بقنوات سرية لاسرائيل على تل ابيب غزو دمشق واطاحة نظام الرئيس بشار الاسد. وتعهد بالمقابل تقديم باريس الدعم الكامل لهذه العملية. واشير في الرسالة الى ان سوريا تتحمل مسؤولية تاجيج الحقد في لبنان وهي التي تحرض حزب الله للقيام باعمال مسلحة تهدد الامن والسلام.
وحسب الاقتراح، تعلن إسرائيل ان سوريا جهة مسؤولة عن الاشتعال في الحدود الشمالية والداعمة اللوجستية الكبرى لحزب الله في المنطقة، والجيش الإسرائيلي يجتاح أراضيها بهدف إسقاط نظام الأسد. وحسب الرسالة الفرنسية، كان ينبغي لإسرائيل أن تحصر نشاطها في لبنان بضرب أهداف حزب الله مركزة فقط، وتقليص الضرب لبيروت نفسها، حيث أن الكثير من السكان هم بجنسية فرنسية. وبالتوازي، كان يفترض بإسرائيل أن تجتاح سوريا بدعوى أنها المذنبة الكبرى في الوضع السائب على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
وفي ذات الرسالة الفرنسية جاء انه إذا قررت إسرائيل بالفعل اجتياح سوريا وإسقاط النظام الحالي فأنها ستحظى بدعم غير متحفظ، منسجم ومتواصل من فرنسا سواء في مجلس الأمن للأمم المتحدة أم في إطار نفوذها في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فان التأييد الفرنسي لن يكون علنيا، بل سيجد تعبيره بتأييد ناجع للقرارات والتصريحات الدولية التي تمنح إسرائيل مجال مناورة مطلق في المعركة مع سوريا، وكذا فرنسا ستمتنع عن كل تدخل يعرقل الجيش الإسرائيلي عن العمل ضد السوريين.
وتجدر الاشارة الى ان سوريا كانت قد اعربت عن مخاوفها ابان المواجهة بين حزب الله واسرائيل الصيف الماضي من هجوم اسرائيلي ضدها. وحشدت دمشق قواتها المسلحة على الحدود مع اسرائيل.وباشرت دمشق بعد الحرب بامطار تل ابيب بالمبادرات السلمية بيد ان اسرائيل ترفض لحد الان تلك المبادرات وتصر على ان توقف دمشق دعمها لحزب الله ولغيرها من الجماعات التي تتبنى اسلوب الكفاح المسلح بالتعامل مع الدولة العبرية الذي تصفه اسرائيل بالارهاب.
من سيقوم بالعمل القذر؟
ونقلت معاريف عن ما أسمتها محافل إسرائيلية رفيعة المستوى أن اقتراح شيراك كان ينبع من معارضته الواضحة والمعروفة لنظام الأسد، وذلك ضمن أمور أخرى على خلفية الدور الظاهر لسوريا فني اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي كان على علاقات شخصية ومهنية وثيقة مع شيراك.
ومع ذلك، فقد عكس اقتراح شيراك بعض الانقطاع لديه عن فهم ميدان المعركة الذي فتح لتوه في الشرق الأوسط. وقالت مصادر سياسية كبيرة أن شيراك عمل خلافا لكل التقديرات في البلاد وفي العالم، والتي كانت تقضي بأنه من الواضح بان رئيس الوزراء إيهود أولمرت معني بان يوجه في لبنان ضربة عسكرية مركزة ومحدودة دون أن يجر إسرائيل إلى حرب تتضمن سوريا أيضا.
وحسب مصدر سياسي كبير فان "الفرنسيون عمليا قالوا لنا: ماذا تريدون من لبنان؟ توجهوا إلى سوريا. هي مصدر كل المشاكل. لقد أراد الفرنسيون أن يقوم الجيش الإسرائيلي بدلا عنهم بالعمل القذر حيال سوريا". وحسب مصدر سياسي آخر فان "شيراك لم يفهم المصلحة الإسرائيلية بشكل عام.
وتقول معاريف: "فإسرائيل لا تبحث عن السبل لمهاجمة سوريا. وبالفعل، في اللحظة التي فهم فيها شيراك بأننا نبحث عن السبل لإنهاء الحرب وعدم توسيعها، توقفت الرسائل وواصل الفرنسيون التصرف كالمعتاد". وحسب المصدر السياسي الكبير فان "الولايات المتحدة أيضا، حسب كل التقديرات، ما كانت لتشكو أكثر مما ينبغي لو أننا قررنا اجتياح سوريا في الأيام الأولى من الحرب".
التنديد الفرنسي
وكما يذكر، فان حرب لبنان الثانية بدأت عمليا في صباح يوم الاربعاء، 12 تموز 2006، مع اختطاف جنديي الجيش الإسرائيلي إيهود غولدفاسر والداد ريغف على أيدي حزب الله. وفي ذاك المساء قررت الحكومة شن حملة عسكرية غير مسبوقة في حجمها، تطورت عمليا من حملة جوية إلى حرب ضمت قوات برية كبرى أيضا.
في اليومين الأولين من الحرب حظيت إسرائيل حسبما تقول "معاريف" بتأييد غير متحفظ من الولايات المتحدة، استمر على مدى فترة القتال - وكذا بتأييد عدد من الدول الغربية، بما فيها بريطانيا. ولكن فرنسا، التي ترى في لبنان مرعية لها تحت نفوذها، نددت بإسرائيل على الهجوم في جنوب لبنان. ويوم الجمعة، بعد يومين من بدء القتال، ومع أن شيراك ندد بحزب الله على اختطافه الجنديين، ولكنه في نفس الوقت هاجم إسرائيل وادعى بان عمليات الجيش الإسرائيلي "عديمة التوازن تماما. يمكن التساؤل إذا كان الحديث يدور عن رغبة أو إرادة ما لتدمير لبنان؟".
وتضيف "معاريف" وكرر شيراك بضع مرات أخرى إعلانه بان الرد الإسرائيلي على اختطاف الجنديين وقتل غيرهما من المقاتلين كان عديم التوازن، ولكن يتضح الآن انه بالتوازي مع هذه التصريحات كان شيراك يدير في نفس الوقت تبادلا للرسائل مع القدس في موضوع تغيير وجه المعركة - بدل الهجوم الواسع في لبنان، الانتقال إلى هجوم على سوريا. اقتراح شيراك بحث في عدد من المحافل المهنية العليا في وزراة الخارجية، ولكنه لم يعرض على البحث في القيادة السياسية، وذلك أغلب الظن بسبب حقيقة أن الحرب مع سوريا لم تكن على جدول الأعمال. وجاء من مكتب مدير عام وزارة الخارجية "لا أذكر مثل هذا التقرير".