أخبار

تطلعات إيران لمنطقة الشرق الأوسط بعيون إسرائيلية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


خلف خلف من رام الله : تراقب إسرائيل عن قرب كل جديد متعلق بالمشروع النووي الإيراني. هذا في وقت تعمل أجهزتها المخابراتية على رصد التطورات والتحركات في طهران. وقد أفرد معهد ريئوت الإسرائيلي مؤخراً تقريراً موسعاً لمناقشة مصطلح الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، وحسبما يقول المعهد فأن إيران طموحاتها ترمي إلى تحقيق قوة اقتصادية عسكرية سياسية كبرى، تمكّنها من القدرة على إملاء أجندتها السياسية في الشرق الأوسط، وتمنحها مكانةً رائدة على الساحة الدولية.

وكتب الخبراء الإسرائيليون في المعهد يقولون: "يمكن القول إن تطلعات إيران التقليدية في الهيمنة ناجمة عن كونها دولةً كبيرة المساحة، وذات عددٍ سكاني كبير، وتقع على مفترقٍ جغرافي هام، وتحتل مكانةً رئيسيةً في العالم الشيعي الإسلامي، وهي إمبراطورية إقليمية لها ماضٍ حضاري غني وطاقاتٌ عسكريةٌ واقتصاديةٌ هائلة.

"لقد بذلت إيران خلال الأعوام الأخيرة جهداً كبيراً لتوسيع دائرة نفوذها الإقليمي على خلفية التطورات والأحداث السياسية الإقليمية والدولية، مثل انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية عام 1988، وسقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، ومحاربة الولايات المتحدة "للإرهاب"، والعملية الديمقراطية التي تدفع بها في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001، وسقوط نظام صدام حسين في العراق 4/2003". كما يقول المعهد.

مكونات الهيمنة الإيرانية الآخذة بالتشكل
ويخرج التقرير الذي أعده معهد ريئوت أن النظام الإيراني الحالي يسعى إلى تحقيق هيمنةٍ إقليميةٍ على قاعدةٍ من الأسس الثلاثة التالية:
1) الأمن: ضمانات عسكرية لسلامةٍ إقليمية: أي أن إيران تسعى إلى التأكيد على ألاّ يكون مصيرها مثل مصير أفغانستان (على حدودها الشرقية)، أو العراق (على حدودها الغربية) اللتان تم احتلالهما من قبل الولايات المتحدة؛ إذ أن الشعور بالتهديد من جانب إيران ناجمٌ عن الحرب مع العراق (1980- 1988)، ومن التواجد الأمريكي في منطقة الخليج في العراق وأفغانستان، اللتان تربطهما حدودٌ معها ، الأمر الذي دفع بإيران إلى بناء نظامٍ عسكري تقليدي كبير بالإضافة إلى تطوير مشروعها النووي.

2) الاقتصاد- مناعة اقتصادية واستنفاد الموارد الطبيعية كافة: تعمل إيران على ضمان المناعة لحقها في استنفاد منابع وموارد النفط والغاز الموجودة على أراضيها ، عدا عن أنها تقوم بإنشاء شبكةٍ من التحالفات السياسية والاقتصادية مع عددٍ من الدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين وروسيا، الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الأمن؛ من أجل تحقيق حصانةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ في وجه عقوباتٍ اقتصاديةٍ محتملة.

3) سياسياً - التأثير على العمليات والإجراءات الإقليمية: إن أي هيمنةٍ إيرانيةٍ في الشرق الأوسط سوف تمنحها تأثيراً على التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة، من جهة أخرى وفي ظل موقعها الإقليمي لن يكون هناك مجالٌ للعمل في المنطقة دون الأخذ في الحسبان المصالح الإيرانية، بعبارةٍ أخرى تتطلع إيران إلى الحصول على "حق الفيتو السياسي" على مجريات الأحداث في الشرق الأوسط، بما في ذلك ما يجري على الساحة الفلسطينية اللبنانية والعراقية.

التطلعات الإيرانية على الساحة الدولية:
وجاء في التقرير لمعهد ريئوت أيضا إن مجال العمل الرئيسي لإيران هو منطقتي الخليج الفارسي والشرق الأوسط، إلاّ أنها بموازاة ذلك تطمح إلى تطوير موقعها على الساحة الدولية:
اعتراف دولي بالنظام: منذ قيام النظام الإيراني عام 1979 وهناك شعورٌ بأن الولايات المتحدة ودولاً أخرى في المنطقة، وعلى رأسها السعودية تهدد وجودها، من هنا فإن تطلّع إيران إلى تحقيق الهيمنة إنما يهدف إلى ضمان مكانة النظام الإيراني على الصعيد الدولي، وتحقيق المناعة على غرار نظام الرئيس بوتين في روسيا أو الحزب الشيوعي في الصين، أي أن بالإمكان توجيه الانتقاد لهذا النظام ولكن دون محاولةٍ لإسقاطه.

مكانة رائدة على الصعيد الدولي: من خلال قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية تطمح إيران إلى الحصول على مكانةٍ مناسبةٍ على الساحة الدولية تتناسب مع التاريخ والإرث الإيراني القديم ، من جهة أخرى فإن النظام الإيراني يستخدم الدعاية المناوئة للولايات المتحدة من أجل بلورة معسكرٍ مناهضٍ للغرب من دول العالم الثالث المعنية بتعزيز نفوذها على الساحة الدولية في وجه الاستبداد والسيطرة الأمريكية.

الطموح إلى تصدير الثورة وتطوير أجندة إسلامية: لا يزال هدف النظام الإسلامي في إيران بشأن تصدير الثورة أمراً مركزياً في السياسة الإيرانية، وإن هذا المفهوم موجّهٌ بالدرجة الأولى إلى العالم الإسلامي، مع أنه ينطوي على خصائص شمولية؛ فالعقيدة الدينية للنظام الإيراني تعتقد أن بناء إيران وجعلها قوةً إقليمية كبرى أمرٌ مطلوبٌ من أجل الدفاع عن العالم الإسلامي ودفع قضاياه قدماً إلى الأمام، لاسيما في وجه النظام الدولي الذي يُعدّ في نظرهم مُجحفاً بحق المسلمين، وأحد هذه الأهداف العملية لهذا المفهوم هو القضاء على دولة إسرائيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف