معاريف: شيراك طالب اسرائيل باجتياح سوريا واسقاط الاسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شيراك يقلد الحريري وسام جوقة الشرف الأرفع في فرنسا
10 مرشحين على الأقل يتنافسون لخلافة شيراك
القدس:ذكرت صحيفة معاريف أنه خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان ابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك اسرائيل عرضا غير مسبوق يقضي بأن يجتاح الجيش الاسرائيلي سوريا ويسقط النظام السوري. وبررت المحافل الإسرائيلية العرض بأنه ينبع من كراهية الرئيس الفرنسي للرئيس السوري بشار الأسد ونفوره من النفوذ السوري في لبنان.وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، "المعروف بكراهيته الشديدة (للرئيس السوري بشار) الأسد ونفوره من نفوذ سوريا في لبنان" هو الذي يقف شخصياً وراء العرض الذي قُدم على شكل رسالة خاصة وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية. وينص الاقتراح، الذي تضمنته الرسالة الفرنسية، على أن تعلن إسرائيل أن سوريا هي الجهة التي تتحمل مسؤولية الاشتعال على حدودها الشمالية بوصفها الداعمة اللوجستية الكبرى لحزب الله في المنطقة، وبناءً على ذلك يقوم الجيش الإسرائيلي بغزو الأراضي السورية بهدف تنفيذ مهمة واضحة ليست سوى "إسقاط نظام (الرئيس) الأسد". وفي موازاة ذلك، تحصر إسرائيل نشاطاتها في لبنان بضرب أهداف مركزة لحزب الله، وتقلص دائرة استهدافاتها لبيروت "التي يحمل الكثير من سكانها الجنسية الفرنسية" بحسب معاريف.
وفي الرسالة الفرنسية نفسها، جاء انه إذا قررت إسرائيل بالفعل اجتياح سوريا وإسقاط النظام الحالي، فإنها ستحظى بدعم غير متحفظ، منسجم ومتواصل من فرنسا سواء في مجلس الأمن الدولي أم في إطار نفوذها في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فان التأييد الفرنسي لن يكون علنيا، بل سيجد تعبيره بتأييد ناجع للقرارات والتصريحات الدولية التي تمنح إسرائيل مجال مناورة مطلقا في المعركة مع سوريا، بالاضافة الى امتناع فرنسا عن كل تدخل يعرقل الجيش الإسرائيلي عن العمل ضد السوريين.
ورأت معاريف أن اقتراح شيراك "الناشئ عن معارضته الواضحة لنظام الأسد، على خلفية دوره في اغتيال (الرئيس رفيق) الحريري" كان يعكس انقطاعاً عن فهم ميدان الحرب التي اندلعت للتو في الشرق الأوسط.ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة قولها إن شيراك "عمل خلافاً لكل التقديرات في إسرائيل والعالم، التي كانت تفيد بأنه من الواضح أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت معني بأن يوجه ضربة عسكرية مركزة ومحدودة في لبنان من دون أن يجر اسرائيل إلى حرب مع سوريا".
وبحسب مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، فإن "الفرنسيين قالوا لنا عملياً: ماذا تريدون من لبنان؟ توجهوا الى سوريا. هي مصدر كل المشاكل. لقد أراد الفرنسيون ان يقوم الجيش الإسرائيلي بدلاً عنهم بالعمل القذر حيال سوريا".
وبحسب مصدر سياسي آخر، فان "شيراك لم يفهم المصلحة الإسرائيلية بشكل عام. فإسرائيل لا تبحث عن السبل لمهاجمة سوريا. وبالفعل، في اللحظة التي فهم فيها شيراك بأننا نبحث عن السبل لإنهاء الحرب وعدم توسيعها، توقفت الرسائل وواصل الفرنسيون التصرف كالمعتاد". وبحسب المصدر السياسي الكبير، فان "الولايات المتحدة أيضا، بحسب كل التقديرات، ما كانت لتشكو أكثر مما ينبغي لو أننا قررنا اجتياح سوريا في الأيام الأولى من الحرب".
وقالت معاريف أن شيراك ندد بحزب الله لاختطافه الجنديين، ولكنه هاجم إسرائيل في الوقت نفسه مدعيا ان عمليات الجيش الإسرائيلي "عديمة التوازن تماما. يمكن التساؤل إذا كان الحديث يدور عن رغبة أو إرادة ما لتدمير لبنان؟". ولكن يتضح الآن انه بالتوازي مع هذه التصريحات، كان شيراك يدير في الوقت نفسه مراسلات مع تل أبيب في موضوع تغيير وجه المعركة ـ بدل الهجوم الواسع في لبنان، الانتقال إلى هجوم على سوريا. وتم بحث اقتراح شيراك في عدد من المحافل المهنية العليا في وزارة الخارجية، ولكنه لم يعرض على البحث في القيادة السياسية، وذلك أغلب الظن بسبب حقيقة أن الحرب مع سوريا لم تكن على جدول الأعمال.
وأشار مراسل إسرائيلي مختص بالشؤون العسكرية إلى أن توقيت تسريب الاقتراح الفرنسي يرتبط بتحقيقات "لجنة فينوغراد" والتحقيقات الفرنسية ضد شيراك بتهم الفساد. وقال أن الأسد هدم لفرنسا خطة إحياء مشروعها في الشرق الأوسط عبر لبنان، ذلك أن اغتيال الحريري أضعف عملية ترميم لبنان الذي تراه فرنسا البلد الوحيد الذي يمكنها إدعاء النفوذ فيه في المنطقة. ولهذا ترك اغتيال الحريري لدى الرئيس الفرنسي ضغينة كبيرة ضد الرئيس السوري تستدعي الثأر.
من جهة أخرى، تتنازع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مؤخرا خلافات حول ما إذا كانت سوريا تعزز ترسانتها العسكرية بأسلحة حديثة تحسبا من هجوم إسرائيلي جديد أم في إطار الرغبة في شن هجوم على إسرائيل. وكتب المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" عمير رافبورات أن الاستعدادات السورية للحرب بدأت مع نهاية حرب لبنان الثانية وتصريحات الأسد حول إمكان استعادة الجولان بالقوة إذا لم تجد المفاوضات. وأشار إلى أن سوريا بعد ذلك بدأت في الاستعداد لصراع محتمل، حيث شرعت بحملة تسلح بالصواريخ المضادة للدروع والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وإضافة إلى ذلك تعززت مساعي سوريا لتطوير تحصيناتها وسلاحها البحري فضلا عن الصواريخ المضادة للطائرات.
واعتبر المراسل العسكري لـمعاريف أن إيران تمول قسما من المشتريات السورية من روسيا في إطار تعزيز تحالفها الاستراتيجي مع دمشق. وقال أن "حملة المشتريات السورية تستقبل بقلق شديد في إسرائيل، ومحافل في المؤسسة الأمنية غاضبة من أن الروس يوفرون لسوريا وسائل قتالية متطورة برغم أنه ثبت في الماضي ان كل سلاح يبيعه الروسي إلى السوريين ينتقل في نهاية المطاف إلى حزب الله أيضا. ويدعي الروس ردا على ذلك في محادثات مع إسرائيل بأنهم لا يبيعون سوريا سوى سلاح دفاعي، ولكن محافل إسرائيلية تدعي أن السوريين يحسنون قدراتهم الدفاعية التي ستسمح لهم في المستقبل بشن هجوم أيضا"
.
ويدور خلاف بين شعبة الاستخبارات في الجيش وجهاز الموساد. وترى شعبة الاستخبارات أن سوريا تتزود بالسلاح أساسا بسبب خوفها من هجوم اسرائيلي، ولكن الموساد يميل إلى التقدير بان السوريين يبنون قدرة ستسمح لهم، في غضون ثلاث الى اربع سنوات، بشن هجوم على إسرائيل في ظل الاستناد إلى الحلف مع إيران. وسواء كان نهج السوريين دفاعيا أم هجوميا، يتعاظم التقدير في أوساط محافل الأمن المختلفة بان السوريين يعملون بنشاط كبير كي يعدوا أنفسهم لإمكان حرب مع إسرائيل.