العراق: حماية المثقفين وتفعيل دورهم ضد الطائفية والفساد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
145 مثقفا واعلاميا وفنانا يشكلون مجلسا عراقيا للثقافة
حماية المثقفين وتفعيل دورهم ضد الطائفية والفساد
أسامة مهدي من لندن : في اجتماع هو الاول من نوعه سيعقد في عمان يعكف 145 مثقفا وفنانا واعلاميا عراقيا من داخل بلدهم وخارجه على تشكيل "المجلس العراقي للثقافة" وذلك بتوصية من لجنة تحضيرية ضمت 21 مثقفا عقدت لقاءات لها هناك ايضا على مدى اليومين الماضيين وانتهت خلالهما من اعداد مشروع عن اهداف ودوافع ومنطلقات المجلس ونشاطاته ونظامه الداخلي وذلك من اجل اعادة الدور الريادي للمثقف العراقي وحماية الثقافة العراقية ورموزها ومؤسساتها من حملات تدمير وإرهاب وتهجير منظمة تنفذها أطراف وجهات ظلامية طائفية وعنصرية محلية وخارجية كما اكد ذلك ل"ايلاف" عضو في اللجنة .وقال العضو ان اللجنة التحضيرية دعت هؤلاء المثقفين والاعلاميين والفنانين لكي يشكلوا الهيئة التاسيسية للمجلس العراقي للثقافة وذلك خلال اجتماعات ستعقد في عمان على مدى ثلاثة ايام ابتداء من الاول من ايار (مايو) المقبل لمناقشة النظام الداخلي وانتخاب الأمين العام وأعضاء الأمانة العامة للمجلس اضافة الى المشاركة في مناقشة هموم المثقف العراقي واتخاذ القرارات والتوصيات التي تكفل اعادة الدور الريادي إلى المثقف العراقي لخدمة شعبه وإخراجه من النفق المظلم الذي يوضع فيه حاليا .
دوافع ومنطلقات التأسيس
وعن دوافع ومنطلقات المجلس اوضح العضو الذي فضل عدم ذكر اسمه ان تاسيس المجلس يأتي نتيجة لما تعرض ويتعرض له المثقفون العراقيون الديمقراطيون الوطنيون والثقافة العراقية ورموزها ومؤسساتها من حملات تدمير وإرهاب وتهجير منظمة نفذتها أطراف وجهات انتهازية ظلامية طائفية وعنصرية محلية وخارجية . واشار الى خطورة الصمت القسري المفروض على الكثيرين ممن بقي من المثقفين داخل الوطن وقتل أو تهجير من يرفض الصمت بهدف أفراغ الساحة من قادة الفكر والرأي وأصحاب الخبرات والمهارات العلمية والإبداعية للعبث بمقدرات الوطن وتدمير مخزونه الحضاري ونهب ثرواته دون رقيب أو حسيب كانت ايضا من دوافع التفكير بهذا المجلس .. مشددا على حاجة الوطن الماسة اليوم إلى أن يستعيد المثقفون أدوارهم الريادية لمساعدة شعبهم على الخروج من هذا النفق الدموي المظلم إلى شاطئ الأمان .
وقال ان المجلس سيكون حافزا على العمل من اجل حماية المثقف العراقي في الداخل من حملات القمع والاغتيال والإرهاب ومن أجل صهر إرادة المثقفين وطاقاتهم في خندق واحد لمواجهة الظلاميين من تجار الطائفية والعنصرية المقيتة ومن أجل إعادة الحياة إلى الروح الوطنية العراقية الأصيلة ولايجاد إطار تنظيمي مستقل قادر على توحيد أكبر عدد ممكن من المثقفين العراقيين لبلورة موقف واحد قوي وحازم وصريح وشجاع مما يجري في العراق .
واشار الى ان من دوافع التاسيس هو محاولة توفير أقصى ما يمكن من صيغ التفاهم والتناغم والتعاون فيما بين المثقفين العراقيين على اختلاف ميادينهم المعرفية وتنوع ساحات عملهم واتساعها وكذلك توفير كل ما يمكن توفيره من وسائل الدعم المعنوي والمادي للمثقفين للقيام بواجبهم الوطني النزيه بأحسن وأفضل السبل والوسائل والمقادير .. اضافة الى تأمين وسائل تعبير فعالة لنشر آرائهم وإبداعاتهم وإيصال أصواتهم إلى مواطنيهم والعالم وحيث إن الثقافة هي مجمل السّمات المميزة الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة اجتماعية وتشمل إلى جانب الفنون والآداب والعلوم طرائق الحياة وأساليب العيش معاً ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات .
واوضح قائلا انه بما أن مكونات الثقافة تشّكل عناصر أساسية لمفاهيم حقوق الإنسان العامة والتي تستوجب العمل على تكريس الحقوق الثقافية كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان التي هي حقوق عالمية ومتلازمة ومتكافلة فان ازدهار التنوع المبدع يقضي بالانجاز الكامل للحقوق الثقافية كما حددتها المادة (27) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين (13) و (15) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
اهداف المجلس العراقي للثقافة
وردا على سؤال حول الاهداف الاساسية للمجلس قال انه يسعى الى مساندة تطلعات الشعب العراقي بجميع فئاته لبناء مستقبل ديمقراطي زاهر وآمن وحماية مصالحه الوطنية واستقلاله وعلى قاعدة فصل الدين عن الدولة .. اضافة الى تعزيز الهوية الوطنية العراقية في إطار التنوع والتعدد الثقافي وتعميق الإحساس بالمواطنة العراقية أرضا وتاريخا ومستقبلا بالاضافة الى التصدي فكريا وإبداعيا للآثار السلبية التي تخلفها العولمة على الهوية الثقافية الوطنية.
واشار الى ان المجلس سيدافع عن المثقفين المهمشين ويعمل على تجميع الكفاءات الثقافية والعلمية في بوتقة عمل واحدة من اجل متابعة الاحداث العراقية ويكون لها تأثير على مجرى الاحداث وعلى العمل السياسي العراقي وكذلك رفع صوتها ضد العنصرية والطائفية . واضاف ان المجلس سيعضد دور وتاثير الكفاءات العراقية من اجل فصل الدين عن الدولة .. كما سيعمل على اسماع صوت المثقفين في ساحة لايسمع منها حاليا غير اصوات الاحزاب الدينية الحاكمة على اسس طائفية تتحكم بمصير العراق .
وشدد العضو على ان هذا الكيان الجديد لن يكون تكتلا او تجمعا او حزبا سياسيا . وقال انه تاسيس للهوية العراقية وتعميق للشعور بالولاء للوطن وليس للطائفة او الحزب او العائلة او العشيرة او المنطقة . واضاف ان فكرة انشاء المجلس انبثقت من الاسبوع الثقافي العراقي الناجح الذي انعقد في عمان الصيف الماضي بحضور 750 شخصية ثقافية عراقية تمثل جميع مكونات الطيف العراقي اجتمعوا تحت خيمة واحدة اسمها "عراقيون اولا" حيث شعروا بالحاجة الى تحويل تجمعهم الى خيمة دائمة مؤسسة على هيكلية وقواعد متفق عليها .
واوضح ان المجلس سيكون كيانا مستقلا لا يرتبط بأي تنظيم سياسي ولا يعبر عن رأي أي حزب أو كتلة سياسية أو دينية، ويلتزم بنبذ التعصب الطائفي بجميع أشكاله ومنابعه وإشاعة الفكر الديمقراطي الليبرالي، وتنمية روح التسامح، والقبول بالرأي والرأي الأخر والإيمان باستقلال العراق ووحدته أرضا وشعبا وهوية وكذلك الإفادة من انجازات الحضارة الإنسانية ومواكبة روح العصر والإسهام في تطوير الحركة الثقافية العالمية بجميع مدارسها وتنويعاتها التقدمية والوطنية.
نشاطات المجلس
وعن النشاطات التي سيقوم بها المجلس قال عضو اللجنة التحضيرية ان هذا الكيان الثقافي الجديد سيعمل من اجل وضع الخطط التفصيلية لتحقيق مبادئه وأهدافه وعقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات وإقامة موقع مستقل على الشبكة الدولية للاتصالات (الانترنت) يتميز بمستوى ثقافي وإعلامي لائق يقوم بنشر أخبار المثقفين العراقيين والتعريف بنشاطاتهم ومنجزاتهم وشخصياتهم وتوفير قاعدة معلومات عن المبدعين العراقيين في شتى المجالات والعمل على إصدار موسوعة توثق سيرهم الذاتية ومنجزاتهم.
واضاف ان من النشاطات الاخرى إنشاء فروع للمجلس داخل العراق وفي دول المهجر التي يتواجد فيها المثقفون العراقيون حيث سيكون المركز الرئيسي للمجلس في الوقت الحاضر خارج العراق على أن ينتقل إلى بغداد عندما تسمح الظروف بذلك . واشار الى انه من المؤمل أن تتحول فروعه في بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية ومصر والإمارات العربية المتحدة إلى بيوت لعموم العراقيين يلتقون فيها ويمارسون نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية المختلفة . وقال ان المجلس سيتولى ايضا الاتصال بالمنظمات الثقافية العراقية والعربية والدولية من أجل التعاون والمشاركة في أعمال فكرية وأدبية وفنية مشتركة . واضاف ان المجلس سيساهم في النشاطات والمؤتمرات الثقافية العراقية والعربية والعالمية بالاضافة الى تكريم المثقفين العراقيين وإنشاء جائزة سنوية باسم المجلس تمنح للمبدعين المتميزين اضافة الى تأسيس دار نشر باسم ( دار المجلس العراقي للثقافة للنشر والتوزيع) مهمتها طبع وإصدار وتوزيع مؤلفات المثقفين العراقيين.
عضوية المجلس وتمويله
وفيما يخص عضوية المجلس قال انه يسعى إلى استقطاب أكبر عدد من المثقفين العراقيين المعروفين بانجازاتهم وأعمالهم الإبداعية، ممن يؤمنون بمبادئه وأهدافه ويلتزمون بها.
بالنسبة للهيكل الإداري للمجلس اوضح ان امانة عامة ستديره مكونة من أمين عام وعشرة أعضاء. وتقوم الهيئة العامة (التأسيسية في الدورة الأولى) بانتخاب الأمين العام وأعضاء الأمانة العامة، وثلاثة أعضاء احتياط، للدورة الانتخابية الأولى . واوضح ان الأمانة العامة ستنتخب من بين أعضائها نائبين للأمين العام وأمين سر حيث يتم التصويت في الهيئة العامة وفق نظام الأغلبية وفق أحكام النظام الداخلي الذي ستقره الهيئة العامة لاحقا وتجرى الانتخابات مرة كل سنتين. وقال ان الهيئة العامة ستجتمع مرة واحدة في السنة فيما يحق للامين العام دعوة الهيئة العامة إلى الاجتماع عند الضرورة كما يحق ذلك لستة في الأقل من أعضاء الأمانة العامة وثلث أعضاء الهيئة العامة. وردا على سؤال عن مصدر تمويل نشاطات المجلس شدد العضو على انها ستكون من تبرعات الأعضاء والتمويل الذاتي الناتج عن نشاطات المجلس .. اضافة الى المنح والمساهمات المقدمة من المنظمات الإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية على أن لا تتعارض مع مبادئ المجلس وأهدافه.
اعضاء اللجنة التحضيرية
وقد ضمت اللجنة التحضيرية التي وضعت مشروع اهداف ومنطلقات المجلس وحددت مجالات نشاطه وشروط العضوية فيه 21 مثقفا وفنانا واخرين ناشطين لهم ابداعات في ميادين ثقافية اتفقوا جميعا على قائمة أسماء المرشحين لعضوية الهيئة التأسيسية التي ستشكل المجلس العراقي للثقافة .. وضمت اللجنة التحضيرية كلا من :
1 . د. إحسان فتحي - عميد كلية الآداب والفنون - عمان
2 . باسم طالب مشتاق - رجل أعمال وسياسي - عمان
3 . د.حسن السكافي - طبيب وأستاذ جامعي - بغداد
4 .حسين الأعظمي - فنان وباحث - عمان
5 . دارا نور الدين - قانوني - عمان
6 . د. عبد الأمير العبود - وزير سابق - عمان
7 . عبد الرزاق السعيدي - محامي وسياسي - عمان
8 . عبد الستار ناصر - روائي وكاتب - عمان
9 .د. على شبو - مدير مكتب الأمم المتحدة للتوطين - عمان
10 .د. عمر الكبيسي - طبيب - أستاذ جامعي - عمان
11 . فخري رشان - خبير اقتصادي - عمان
12 .د. فليح الحداد - طبيب - عمان
13 .فيصل الياسري - إعلامي ومخرج - عمان
14 .د. مهدي الحافظ - وزير سابق وعضو مجلس النواب- بغداد
15 . نجيب محيي الدين - تربوي - بغداد
16 .نصير الجادرجي - سياسي - بغداد
17 .هاشم الشبلي - وزير العدل - بغداد
18 .د. هاشم حسن - صحفي وأستاذ جامعي
19 .هدية حسين - روائية وإعلامية - عمان
20 . إبراهيم الزبيدي - إعلامي وكاتب سياسي - عمان
21 . غادة بطي -إعلامية - عمان - مقررة اللجنة
وقد وجهت اللجنة التحضيرية للمؤتمر دعوات الى 145مثقفا وفنانا واعلاميا عراقيا من داخل بلدهم وخارجه سيشكلون الهيئة التاسيسية للمجلس التي ستتولى خلال اجتماعها في العاصمة الاردنية انتخاب رئيس المجلس وامانته العامة .
وسيحضر الاجتماع التأسيسي للمجلس وفقا لهذه الدعوات 25 مثقفا من داخل العراق و88 آخرون مقيمون في الاردن و8 في بريطانيا و3 في سوريا و5 في المانيا و4 في كل من هولندا واميركا وفرنسا و2 في السويد ووواحد في كل من روسيا وكندا ..